"نيويورك تايمز" تكشف غاية (ترامب) من فرض عقوبات على إيران

"نيويورك تايمز" تكشف غاية (ترامب) من فرض عقوبات على إيران
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن (ترامب) قد وضع سلسلة من الرهانات حول إيران من شأنها ليس فقط تغيير السلوك الإيراني إنما استخدام القوة الاقتصادية لإرغام حلفاء الولايات المتحدة المترديين للانضمام إلى الطرف الأمريكي.

وأشارت الصحيفة إلى أن (ترامب) يراهن على عدم جرأة إيران على استئناف برنامجها النووي حتى في الوقت الذي تفرض فيه الولايات المتحدة عقوبات اقتصادية تهدف إلى إيقاف معظم عائداتها النفطية. كما يراهن على عدم قدرة البنوك وشركات النفط الأوروبية على المخاطرة وانتهاك العقوبات حتى في الوقت الذي تنتقد فيه الدول الأوربية تخلي البيت الأبيض عن الاتفاق النووي الإيراني الذي وقع في 2015.

أما الرهان الثالث، فهو على تصدع الحكومة الإيرانية، مما سيؤدي إلى إعادة التفاوض حول الاتفاق النووي بطريقة جديدة تلائم الشروط التي وضعها (ترامب) والذي يرى أن الداخل الإيراني سينهار بسبب الضغوط الاقتصادية التي أدت إلى أضعف صادرات البلاد وعملتها المحلية.

وكان وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو)، قد قال، الأسبوع الماضي، إن الولايات المتحدة "تريد استعادة الديمقراطية هناك" في إشارة منه إلى أن الهدف الأمريكي هو تغيير النظام مضيفاً "نعتقد أن الشعب الإيراني يريد الشيء نفسه".

وتشير الصحيفة، نقلاً عن خبراء في السياسية الخارجية ممن تعاملوا مع إيران على مدى العقود الماضية، إلى أن (ترامب) قد ينجح في أول رهانين إلا أنه سيفشل في كسر حكومة الرئيس الإيراني (حسن روحاني). 

رأى (ريتشارد هاس)، رئيس "مجلس العلاقات الخارجية" والمستشار السابق لوزارتي الخارجية والأمن القومي، أن "إنتاج إيران من النفط أنخفض، وبدأت عاداتها بالتراجع، وأصبح البلد أكثر عزلة مما كانت عليه" قبل انسحاب (ترامب) من الاتفاق النووي إلا أنه مع ذلك شكك في رهان (ترامب) قائلاً "لا يوجد في تاريخ العقوبات شيء مشابه، من شأنه إجبار أي دولة على القيام بشيء كبير ودراماتيكي" معتبراً أنه "من غير المرجح أن تكون لدى الحكومة الإيرانية رغبة في أن يتم النظر إليها على أنها مجبرة. هذا عكس الحمض النووي (DNA) للثورة الإيرانية".

ضغوطات على الخصوم والحلفاء

الإجبار، بحسب الصحيفة، هو جوهر نهج (ترامب) ليس فقط تجاه الخصوم إنما تجاه الحلفاء على حد سواء. حيث تعهد الأوروبيون والصينيون والروس، بعدم اتباعهم مسار الولايات المتحدة في التخلي عن الاتفاق. حتى أن الأوربيين قد توجهوا تحو إنشاء نظام مقايضة من شأنه شراء النفط الإيراني دون التداول بالدولار، مما يعني تحدي للعقوبات.

ترى الصحيفة أن (ترامب) يستمتع بالألم الذي تسببه للأوروبيين، حيث أعلن انسحابه من الاتفاق في الوقت الذي احتج فيه الزعماء الأوروبيين، بمن فيهم رئيسة الوزراء البريطانية (تيريزا ماي)، والرئيس الفرنسي (إيمانويل ماكرون) والمستشارة الألمانية (أنجيلا ميركل).

وحتى مع الإعفاءات المؤقتة التي ستشمل الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية والعراق ودول أخرى ستتمكن من شراء النفط الإيراني، بشكل مؤقت، دون تعرضها للعقوبات الأمريكية، لن يحصل الحلفاء الأوروبيين على هذه الاستثناءات.

وكان (روحاني) قد أعلن، في أيلول، خلال اجتماعه مع الصحفيين في نيويورك إن " الولايات المتحدة ليست قادرة على جعل صادراتنا النفطية تصل إلى الصفر" ملمحاً إلى أنه سيتمكن من التغلب على العقوبات. إلا أن (ترامب)، يراهن هنا، مرة أخرى وينجح في رهانه: بينما تعلن الحكومات أنها ستلتزم مع إيران بالاتفاق، تسارع الشركات للانسحاب من السوق الأوربية.

فصل مسار الشركات عن الحكومات

تشير الصحيفة إلى سلسلة من الانسحابات قامت بها الشركات الأوربية، منها إلغاء شركة "بوينغ" صفقة تقدر بـ 20 مليار دولار، وقعت بعد الاتفاق النووي في 2015، بهدف تزويد الطيران الإيراني المتهالك بالطائرات.  كما أعلن عملاق النفط الفرنسي "توتال" عدم نيته توقيع عقدٍ مربح لتطوير حقول النفط الإيرانية، وكذلك أعلنت "ميرسك"، الشركة العملاقة للشحن، عن نيتها وقف نقل البضائع الإيرانية.

أخيراً، تشير الصحيفة، إلى أن (ترامب)، الذي غرد على تويتر بأن "العقوبات قادمة" محاكياً في ذلك ملصق "الشتاء قادم" لمسلسل "صراع العروش" في دلالة على نجاحه في إحلال الشتاء على الاقتصاد الإيراني، ما زال أمامه تحدي أكبر يتمثل في فرض عقوبات جديدة في الوقت الذي تعلن فيه الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران ملتزمة بوقف الإنتاج النووي بحسب الاتفاق الموقع معها.

للاطلاع على التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات