هل ستؤثر الدوريات المشتركة بين واشنطن و"قسد" في تنفيذ "خارطة طريق" منبج؟

شهدت منطقة منبج شمالي حلب تصعيدا جديدا، وتجاذبات سياسية بين تركيا والولايات المتحدة الأميركية، على خلفية عدة حوادث، أبرزها تسيير الأخيرة لدوريات مشتركة مع "قسد" على الحدود السورية التركية، إذ تعتبر تركيا "قسد" تنظيما إرهابيا يهدد حدودها الجنوبية.

وقال الناشط السياسي (قحطان عبد الجبار) من منبج لأورينت" إن تسيير دوريات أميركية مشتركة مع ميليشيا "قسد"، هو استفزاز واضح لتركيا قبل أن يكون مماطلة في تنفيذ التزاماتها باتفاق (خارطة الطريق في منبج)، التي تنص جميع بنودها على انسحاب "قسد" من منبج إلى شرقي الفرات.

وأكد أنّ "قسد لن يكون لها دور في أي عملية سياسية لاحقة في سوريا طالما ليس لديها اعترف سياسي من أي طرف دولي أو إقليمي".

وقلل (عبد الجبار) من أهمية تأثير إيقاف " قسد" لعملياتها ضد "داعش" في الضغط على أميركا لاستفزاز تركيا أو المماطلة بتنفيذ الاتفاق معها، معتقدا أن أميركا هي من يلعب بورقتي "داعش" و"قسد" على حد سواء، وهي من تستخدمهما لتعزيز أو تبرير وجودها في مناطق شمال شرقي سوريا.

وتوقع أن الفترة المقبلة ستشهد تنفيذا جزئيا لخارطة الطريق المتعلق بدخول قوات مراقبة تركية لأطراف منبج، ولاحقا سيتم تنفيذ الجزء المتبقي من الاتفاق القاضي بإبعاد ميليشيا "قسد" إلى شرقي الفرات، مع بقاء الكرد كمكون سوري جزءا من المجلس المحلي للمدينة. 

في المقابل نشرت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تقريرا أمس (الثلاثاء) يعترف بوجود مصاعب أمام خارطة طريق منبج التي تم الاتفاق عليها مع تركيا في حزيران الفائت.

 وفيما يبدو أنهّ محاولة للتملص من تطبيق الاتفاق، يوضح التقرير أن هدف خارطة طريق منبج يتمثل في إيجاد حل لمخاوف تركيا المتعلقة بوجود ميليشيا "قسد" في منبج.

وفي وقت سابق أمس (الثلاثاء) أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لوكالة الأناضول أنّ بلاده من المستحيل أن تقبل بالدوريات المشتركة بين الولايات المتحدة وميليشيا "قسد" (ي، ب، ك) في سوريا، موضحا أن لهذا الأمر تداعيات سلبية خطيرة على حدود تركيا.

يشار إلى أن لمدينة منبج موقع استراتيجي مهم على الحدود السورية التركية، حيث يحدها شرقا نهر الفرات ويقطنها غالبية عظمى من العرب السنة، ويغلب عليها الطابع العشائري، واستولت عليها ميليشيا "قسد" في آب 2016 بعد طرد "داعش" منها بمساندة التحالف الدولي في معركة استمرت نحو 4 أشهر.