ما الرسالة التي تبعث بها أمريكا من خلال صورها المشتركة مع الوحدات الكردية؟

ما الرسالة التي تبعث بها أمريكا من خلال صورها المشتركة مع الوحدات الكردية؟
تميّزت العلاقات الأمريكية-التركية على الدوام بالتموّجات وعدم الاستقرار، إذ على الرغم من تقاطع المصالح المشتركة بين البلدين في قضايا عدّة، إلا أنّها تختلف في نقاط كثيرة، ولعلّ أهمهما موقف البلدين حيال الوحدات الكردية في سورية.

قال الكاتب والإعلامي "قورتولوش تاييز" في مقالة نشرتها صحيفة "أقشام" التركية إن السبب الرئيس الذي أدّى بالمحللين والكتّاب إلى وصف العلاقات الأمريكية-التركية بأنّها تتجه نحو التحسّن، هو ارتفاع قيمة الليرة التركية أمام الدولار، مؤكّدا على صعوبة الحديث عن تحسّن في العلاقات الثنائية بين البلدين من دون حلّ الأزمة بين البلدين فيما يتعلق بـ منبج وشرق الفرات.

وأضاف تاييز أنّ إطلاق سراح القس "برونسون"، أدّى بـ واشنطن إلى رفع العقوبات الاقتصادية عن وزيري العدل والداخلية التركيين،  مذكّرا بتصريح الرئيس أردوغان الأخير، والذي أكّد من خلاله بأنّ نظيره الأمريكي وعده بإطلاق سراح مدير "هلق بنك" المعتقل لديها بتهمة خرق العقوبات الأمريكية المفروضة على إيران.

ولفت تاييز إلى أنّ نقطة الاختلاف الرئيسة بين واشنطن وأنقرة كانت متمحورة حول منبج، مردفا: "كانت أمريكا على الدوام تتخلّف بالإيفاء بوعودها فيما يخص منبج، ولكنّ الجانبين بدأا مؤخرا بدوريّات مشتركة في المدينة، وهناك من يرى بأنّ هذه الدوريّات هي بمثابة تأكيد على أنّ واشنطن بدأت بتنفيذ وعودها لتركيا، إلا أنّ ما تنتظره أنقرة في هذا الصدد، هو أنّ تطبّق واشنطن كل ما يقع على عاتقها فيما يخص منبج".

ونوّه الكاتب التركي إلى أنّ واشنطن بدأت بالتزامن مع دوريّاتها المشتركة التي سيّرتها مع القوّات التركية، بدوريّات مشتركة مع الوحدات الكردية في منطقة "أم جلود"، متابعا: "القوّات الأمريكية بدت -من خلال دوريّاتها المشتركة مع الوحدات الكردية- وكأنّها تقول للإدارة في واشنطن (لن نجعل شركاءنا -الوحدات الكردية- لقمة سائغة)".

وأردف أنّ تركيا مقابل ما تفعله أمريكا، تحاول أن تنتهج مزيدا من الحملات الدبلوماسية، الأمر الذي يؤدي إلى تضييق ساحة المناورة الخاصة بواشنطن في سوريا، مشيرا إلى أنّ أنقرة بدأت بزيادة تأثيرها وقوّتها في غرب الفرات، بالتزامن مع بدئها عن إظهار وجودها في شرق النهر.

وأكّد الكاتب على أنّ تركيا نجحت في جعل كلّ من منبج وشرق الفرات على رأس أولوياتها مع الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بعد أنّ حلّت أزمة القس برونسون، الأزمة التي كان يتخذها البنتاغون حجّة لعدم الإيفاء بالوعود التي أعطتها أمريكا لتركيا حيال منبج.

وأشار إلى أنّ الصور التي تجمع القوّات الأمريكية إلى جانب من عناصر تابعة للوحدات الكردية في سوريا، هي بمثابة رسائل للإدارة الأمريكية، مفادها: "فلنكمل طريقنا مع الوحدات"، حيث أضاف تاييز: "وجاءت هذه الصور بمثابة استفزاز لأنقرة، إلا أنّ الأخيرة لم تلقِ بالا لهذه الاستفزازات، وتتابع تركيا طريقها بخطى آمنة في سوريا، وستتخذ خطوات ستؤدي بأمريكا إلى فقدان المزيد من المناطق التي تسيطر عليها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات