نيويورك تايمز: معركة داعش الأخيرة في سوريا تربك الولايات المتحدة

نيويورك تايمز: معركة داعش الأخيرة في سوريا تربك الولايات المتحدة

تناولت صحيفة "نيويورك تايمز" في تقرير لها توقف الهجوم العسكري الذي تشنه الولايات المتحدة ضد بقايا تنظيم "داعش" في شرق سوريا، بسبب الكمائن والألغام الأرضية والمقاومة الشرسة التي أبداها عناصر التنظيم، وما صاحب ذلك من عاصفة رملية شرسة ضربت المنطقة بعد إعلان بدء الهجوم في أيلول الماضي. 

وكانت "قسد" أعلنت الأسبوع الماضي، تعليق العمليات العسكرية ضد التنظيم بعد القصف الذي تعرضت له المراكز الكردية في أقصى الشمال، حيث سارع الدبلوماسيون والجنرالات الأمريكيون إلى تخفيف حدة التوتر مع تركيا.

وتشير هذه التطورات، بحسب الصحيفة، إلى الطبيعة المتغيرة للحرب ضد "داعش"، حيث يستمر تهديدها على الرغم من العمليات العسكرية الموجهة ضد التنظيم، ومحاولته تعويض خسائره في العراق وسوريا عبر شن حرب عصابات داخل الشرق الأوسط وخارجه.

وكان رئيس "المركز القومي لمكافحة الإرهاب" في الولايات المتحدة (راسل ترافرز) قال خلال شهادته أمام أعضاء الكونغرس، الشهر الماضي، إن "المشروع العالمي لداعش المكون من حوالي 20 فرعاً وشبكة حول العالم، كل منها يصل إلى مئات إلى آلاف الأعضاء، ما زال قوياً" وذلك "على الرغم من أن الملاذ الآمن لداعش في العراق وسوريا قد انهار إلى حد كبير".

وبحسب الصحيفة، تمكن مسؤولو الاستخبارات في الأردن نتيجة لتعاونهم بشكل وثيق مع "الاستخبارات المركزية الأمريكية -  CIA" من إحباط العشرات من المخططات الإرهابية التي كان ينوي التنظيم أن ينفذها في الشرق الأوسط وأوروبا خلال الأشهر القليلة الماضية.

مسؤولون في الجيش والاستخبارات الأمريكية، كشفوا للصحيفة (شريطة عدم الكشف عن أسمائهم) عن وجود برنامج عسكري أمريكي سري في الأردن يدعي "عملية جالانت فينيكس" (Gallant Phoenix) يقوم بجمع البيانات التي تم الحصول عليها من العمليات العسكرية التي نفذت في سوريا والعراق ومشاركتها مع وكالات إنفاذ القانون في أوروبا وجنوب شرق آسيا.

هل يعود التنظيم من جديد؟

تشير الصحيفة إلى أن "داعش" عاد إلى جذوره فيما يخص العمليات العسكرية، عبر العمل من خلال شبكة من الخلايا السرية لا تعتمد على التسلسل المركزي، وذلك بحسب ما يرى مسؤولو مكافحة الإرهاب في الغرب والشرق الأوسط. وتأتي هذه الخطوة نتيجة للخطط التي وضعها التنظيم خلال الأشهر التي سبقت سقوط معاقله الرئيسية في الموصل والرقة.

وأكد ذلك الجنرال (جوزيف فوتيل)، قائد القيادة المركزية الأمريكية، خلال لقاء معه في البحرين الأسبوع الماضي، قائلاً "لقد توقعنا، مع اختفاء الخلافة بشكلها الفيزيائي، أن يحاولوا إنعاش أنفسهم وإحياء شبكاتهم، والبدء بالتمرد، من خلال تكتيكات شبيهة بحرب العصابات" وأضاف "نحن مستعدون لذلك بشكل جيد" مشيراً إلى أن "منظمات كهذه لا يتم ابداً القضاء عليها من خلال ضربة واحدة".

وعلى الرغم من الانخفاض الحاد بعدد المقاتلين الأجانب الذين كانوا يتدفقون إلى العراق وسوريا بمعدل 1,500 مقاتل في الشهر؛ إلا أن التنظيم ما يزال يجتذب إلى المنطقة حوالي 100 مقاتل أجنبي جديد في كل شهر، وذلك بحسب ما قال الجنرال (جوزيف دانفورد)، رئيس هيئة الأركان المشتركة، في اجتماع لقيادة الجيش الأمريكي عقد في تشرين الأول الماضي.

كما خلص "معهد دراسة الحرب في واشنطن" في تقرير جديد صادر عنه، إلى أنه وضمن "المسار الحالي، يمكن لداعش استعادة القوة الكافية التي تمكنه من تجديد التمرد والذي مرة أخرى يهدد بالتغلب على القوات الأمنية المحلية في كل من العراق وسوريا".

للاطلاع على التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات