بهذه الوسائل يحاول نظام الأسد إنهاء الوجود الفلسطيني جنوب سوريا

بهذه الوسائل يحاول نظام الأسد إنهاء الوجود الفلسطيني جنوب سوريا
في لقاء مع وكالة "سبونتيك" الروسية أعلن محافظ نظام الأسد في درعا مؤخراً عن تحويل مخيم الفلسطينين في المدينة إلى "منطقة تطوير عقاري" شبيهة بالمناطق التنظيمية التي أحدثها النظام في حي المزة دمشق، من خلال مخطط تنظيمي جديد لبناء مدينة حديثة بدل المخيمات العشوائية التي كان يقطنها الفلسطينيون في المنطقة.

واعتبر فلسطينيون سوريون، بأن هذه القرارات هي خطوة لإنهاء الوجود الفلسطيني في الجنوب السوري، ولاحقاً بكل سوريا كـ"خدمة مجانية لإسرائيل" لتخليصها من ملف اللاجئين الفلسطينين في دول الجوار لفلسطين، وتصفية حق العودة بشكل نهائي، خصوصاً مع الانتهاكات المستمرة التي تقوم بها ميليشيا أسد بحق الفلسطينيين في مخيم اليرموك والمخيمات الأخرى بريف دمشق.

وبعد سبع سنوات ونصف من حرب النظام على الشعب السوري، أصبح جلياً أن استهداف الوجود الفلسطيني في سوريا من مهام النظام ودوره في خدمة الأهداف الإسرائيلية بإنهاء حق العودة للاجئين الفلسطينيين، من خلال تدمير مخيماتهم في سوريا وتغيير طبيعتها الديموغرافية وتهجير سكانها. 

يقول (أيمن فهمي) المحامي والكاتب الفلسطيني السوري، ورئيس منظمة مصير لأورينت نت، إن "مشروع التطوير العقاري بخصوص مخيم درعا ضمن مخطط إزالة هذا المكان جغرافياً وطمس ذاكرته الوطنية، لأن المخيم الفلسطيني هو الرقعة المادية والمعنوية المعبرة عن قضية اللاجئين، وإدماج من تبقى من أهل المخيم بعد أن تم تهجير غالبيتهم في السنوات الأخيرة، ضمن أحياء سورية تسيطر عليها ميليشيات إيرانية وطائفية". 

ويوضح (فهمي) أنه "منذ بداية الثورة في محافظة درعا، وبسبب وقوف أبناء المخيم مع ثورة أخوتهم السوريين، حاول النظام من خلال (بثينة شعبان) اتهام الفلسطينيين بأنهم يقفون وراء الحراك الثوري، وعندما تبين زيف هذه الادعاءات، بدأ بشن حرب ضروس ضد اللاجئين الفلسطينيين في درعا، من خلال عمليات مداهمة وقصف للمخيم بصورة مستمرة حتى تم تدمير ما يقارب 80% من بيوت ومنازل المخيم".

ويؤكد الكاتب والمحامي الفلسطيني، أن النظام قام باعتقال المئات من شباب المخيمات وتصفية العديد منهم في سجونه، وذات الأسلوب اتبعه النظام في مخيم اليرموك (أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا) وبقية المخيمات، ولا نبالغ إذا اعتبرنا أن هذا الدور الإجرامي الذي قام به النظام ضد الفلسطينيين ومخيماتهم، من الأسباب الأساسية في دفاع العديد من القوى الدولية الحليفة لإسرائيل، عن بقائه في السلطة طيلة السنوات الماضية، رغم أفعاله الوحشية بحق الشعبين السوري والفلسطيني.

وينوه إلى أن "إعادة طرح مشروع التطوير العقاري وشمول مخيم درعا به، يدلل أكاذيب النظام، الذي ادعى ممثله في الأمم المتحدة، أن النظام سحب (القانون رقم 10) الخاص بالتنظيم العقاري في سوريا، وبحكم أهمية مخيم درعا ووجوده في محافظة محاذية للحدود مع "إسرائيل" فإن طمأنة إسرائيل تمر عبر بوابة إزالة المخيم من الوجود. وهذا ما يجري العمل عليه بخصوص مخيم اليرموك، الذي يشكل عاصمة الشتات الفلسطيني.

ومن ناحية أخرى يقوم النظام بمنع أهالي مخيم اليرموك من إزالة الأنقاض والعودة إلى بيوتهم، والتحضير بعد تهجير غالبية سكانه أيضاً، لتغيير معالمه بصورة كاملة من خلال مخطط تنظيمي جديد تقوم محافظة دمشق بالعمل على تنفيذه في الفترة القادمة، حتى دون انتظار خطة إعادة الإعمار في سورية. 

ويؤكد الفلسطينيون، أن النظام بات قاب قوسين من إنجاز مهمته في شطب الوجود الفلسطيني في سورية، وكل ادعاءاته عن المقاومة والعداء لإسرائيل بمثابة تغطية على دوره الحقيقي في خدمة إسرائيل وتحقيق مصالحها، وخصوصاً بعد تدمير المخيمات الفلسطينية في الجنوب السوري ومخيم اليرموك والتضييق على قاطني مخيمات الحسينية.

المحامي والناشط الصحفي (همام فهيم) يؤكد أنه مع انطلاق الثورة السورية، أوعزت إسرائيل لميليشيا أسد بتضييق الخناق على الفلسطينيين من بداية الثورة، فأوغل الأخير بهم قتلاً واعتقالاً، ودمر مخيماتهم بنسبة دمار تجاوزت 90 بالمائة كما في مخيم اليرموك بدمشق ومخيم درعا. 

ويضيف (فهيم) بحديثه لأورينت نت، أن إبعاد الفلسطينيين من حدود إسرائيل هي أحد أهم بنود الصفقة التي عقدها النظام مع إسرائيل مقابل بقائه في الحكم، وبما أن درعا تعتبر من أكثر المناطق خطورة لإسرائيل نظرا لامتدادها على حدود فلسطين، كان من غير المقبول بقاء تواجد الفلسطينين فيها، وكان تدمير مخيمهم في درعا ومنعهم من العودة إليه.

ويشير الناشط الصحفي إلى أنه على الأرجح أن حملات تصفية واعتقالات كبيرة جداً بانتظار أهالي المخيمات الفلسطينية، ومن تبقى منهم سيتم إقامة مخيمات ومناطق لهم بعيده عن الجنوب السوري، من قبل النظام أو دول حليفه لإسرائيل مع تضييق الخناق عليهم من أجل محاولة تهجيرهم نحو مناطق أخرى.

يشار إلى أن ميليشيا أسد والميليشيات الإيرانية قامت بحملات تعفيش واسعة بعد سيطرتها على المخيمات الفلسطينية، خصوصاً مخيم اليرموك في جنوب دمشق، ومنعت المهجرين الفلسطينين من العودة إليه بحجة قيامهم بمخطط تنظيمي جديد من أجل إعادة بنائه.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات