نصر الله للبنانيين : أنا الدولة .. و الدولة أنا

كلماتُ حسن نصر الله التي اتسمت بنبرتِها العالية لم تجدْ من يردُ عليها .. على الرغمِ من أنها طاولت في جوانبِها الرؤساءَ و الوزراءَ و الزعماءَ وأصحابَ المقاماتِ والبطاركة والمطارنة والمشايخ .. لا بل مَسحتْ بهم الأرض .. و كأن هذه الاطرافَ السياسيةَ لاخيارَ لها سوى أن تُوقعَ وثيقةَ استسلامِها .. تماما كما وقعَ الألمان للجنرال فوش وثيقة َالاستسلامِ في نهايةِ الحربِ العالميةِ الأولى .. فالحزبُ لن يسمحَ بولادةِ الحكومة "حتى بعدَ ألفِ سنة " ما لم ترضخْ عمليةُ تأليفِ الحكومة ِلمعاييرِه وشروطهِ ..

كلماتُ نصر الله التي وضعت الطيرَ على رؤوسِ الجميع وأفهمتْهم باللهجةِ المحكية أن عليهم أن يرضخوا ويلتزموا إرادتَه و ممنوعٌ عليهم مخالفةُ أوامرِه .. و هنا ثمةَ من يقولُ إن نصرَ الله لم يكن يُعطي رأيا بل كان يرسمُ خارطةَ طريقٍ لإدارةِ الدولة محددا شروطَه لتركيبةِ المؤسسات ِو عملِها .. و هو ثمنٌ يدفعُه لبنان و سيدفعهُ عندَ كلِ منعطفٍ جراءَ التسويةِ غيرِ الطبيعية مع حزب الله التي تُقوضُ كلَ يومٍ معنى البلد و هويتَه لصالح الفوضى ..

أما على الضفةِ الأخرى .. فالأنظارُ تشخصُ غداً إلى بيت ِالوسط حيث ستكونُ لرئيسِ الحكومة المكلّف سعد الحريري كلمةٌ يردُ فيها على نصر الله ، الحريري الذي ربما لن يكونَ أمامَه الا متابعةُ تصريفِ الاعمال، ولو لألفِ سنة !

و سؤالُنا هنا :

- لماذا أدارَ الرئيس عون خدَه لصفعةِ حزبِ الله التي صغّرت الجميع َو أولُهم هو ؟

- من الذي يحددُ المسموحَ و الممنوعَ في لبنان ؟

- كيف سيردُ الحريري غدا و ماهي خياراتُه أمامَ إملاءاتِ حزبِ الله ؟

- ولكنْ أليس من حقِ حزبِ الله أن يفرضَ شروطَه وفقاً لقاعدةِ النسبية ؟

 

 

تقديم: أحمد ريحاوي

إعداد: علاء فرحات

أحمد الحسن

كاظم آل طوقان

 

الضيوف:

محمد نمر - الكاتب الصحفي - بيروت

فرانكو عبد القادر - الناشط السياسي - جنيف

توفيق شومان - الكاتب والمحلل السياسي - بيروت

طوني بولس - مراسل أورينت نيوز - بيروت

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات