دايلي بيست: هكذا سمحت واشنطن لروسيا بتحديد مصير مخيم الركبان

دايلي بيست: هكذا سمحت واشنطن لروسيا بتحديد مصير مخيم الركبان
تناول تقرير نشره موقع "دايلي بيست" إلى المأساة التي يعيشها حوالي 50 ألف شخص في مخيم الركبان الذي لجأ إليه السكان نتيجة لسيطرة "تنظيم داعش" على شرق سوريا حيث يعيش هؤلاء في بقعة صحراوية نائية ضمن أكواخ طينية مغطاة بأسقف بلاستيكية في أحسن أحوالها.

ويحمل التقرير مسؤولية الوضع في مخيم الركبان إلى الولايات المتحدة بسبب وجود المخيم ضمن منطقة أمنية تسيطر عليها قوات التحالف الأمريكية المحيطة بـ "قاعدة التنف" العسكرية. مع ذلك، لا يقدم المسؤولون الأمريكيون أي تفسير عن التقاعس الإنساني الحاصل مع إغلاق الأردن للحدود المتاخمة للمخيم مبرراً الأمر بالخشية من تسلل عناصر تابعة لـ "داعش".

بقي الخيار الوحيد أمام الأمم المتحدة، توصيل المساعدات من دمشق ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام ثم إلى المنطقة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة. الطريق الصعب، فتح الباب أمام موسكو والنظام للطعن في شرعية الوجود الأمريكي في سوريا حيث قدموا استفسارات عديدة عن سلامة القافلة التي ستعبر المنطقة الأمنية الأمريكية البالغ طولها 55 كلم، الأمر الذي أدى بالطبع إلى تأخير تسليم المساعدات طوال هذا العام.

يصف التقرير مخيم الركبان بنهاية الأرض، أو ربما في أفضل الأحوال، بؤرة استيطانية منسية في فلم "حرب النجوم". وبينما قدمت الولايات المتحدة ضمانات أمنية للمنطقة، إلا أنها وفي الوقت نفسه لم توسع الضمانات هذه لتشمل المخيم.

تسعة أشهر من التحضير

قال قادة المخيم لمسؤولي الإغاثة في الأمم المتحدة، الذين رافقوا أول قافلة رئيسية وصلت إلى الركبان في الأسبوع الماضي، إن الجميع يريد الخروج، إلا أنهم يريدون الخروج بكرامة، مع ضمان معاملتهم بطريقة إنسانية تحفظ حقوقهم إن أمكن ذلك.

وصلت قافلة المساعدات 78، إلى نقطة التجمع على بعد بضعة أميال من المخيم، في رحلة استغرقت سبع ساعات قادمة من دمشق. اضطرت القافلة التوقف عند نقاط تفتيش مختلفة والعبور ضمن مناطق يديرها نظام (الأسد) وأخرى تحت سيطرة الولايات المتحدة.

يشير التقرير إلى أنه لا يوجد ضمان لعدم تكرار مشاكل القوافل الإنسانية، حيث نجحت الأمم المتحدة بالوصول إلى المخيم بعد تسعة أشهر من التحضير والإجراءات.

بدأت الأمم المتحدة بمحاولة الوصول في أيلول، أعطى نظام (الأسد) موافقته على دخول القافلة في أواخر تشرين الأول إلا أن روسيا حذرت القافلة من "تهديد بالهجوم" داخل المنطقة التي تسيطر عليها الولايات المتحدة. وهكذا، بدأت الاتهامات وبدأ عدد القتلى بالتصاعد داخل المخيم.

قالت وزارة الدفاع الروسية إن "أعمالاً غير مسؤولة من قبل الولايات المتحدة" تسببت في "حالة إنسانية كارثية" في الركبان. رد المتحدث باسم القيادة المركزية للجيش الأمريكي بأن روسيا ونظام (الأسد) قد انخرطا في "حملة خبيثة.. لتضليل الحقيقة على الأرض وعرقلة العمليات الإنسانية".

لماذا وقف الأمريكان مكتوفي الأيدي؟

يشير التقرير إلى أن المسؤولين الأمريكيين لم يجيبوا على سؤال جوهري هنا "لماذا اختاروا الاعتماد على شحنات الأمم المتحدة على الرغم من مرور شهور على التأخيرات الأمنية البيروقراطية.. وبما أن الركبان يقع داخل منطقة حظر عسكرية أمريكية، لماذا سمحت إدارة ترامب لروسيا والنظام بتقديم حل خاص بهما بدلاً من التدخل وتقديم حل خاص بها؟".

طرح التقرير أمثلة على ذلك، منها ما قامت به إدارة (أوباما) في 2014، عندما نقلت الإمدادات إلى الإيزيديين المحاصرين في جبل سنجار في العراق، بدلاً من انتظار وصول الأمم المتحدة إليهم.

الخبير في الشؤون السورية في "مؤسسة القرن" (آرون لوند) قال "إن كنت الولايات المتحدة، وحليفتك الأردن، لم تقم بتأمين مساعدات، وإذا كنت راغباً في إطعام هؤلاء الناس عندها يجب عليك القيام بهذا الأمر بنفسك" مشيراً إلى أنه كان بإمكان الولايات المتحدة "تأمين قافلة برية من المساعدات أو إسقاط المساعدات جواً".

وشدد على تحمل الولايات المتحدة المسؤولية مسؤولية رعاية المدنيين بحسب القانون الدولي "الأمريكيون يسيطرون فعلياً على المنطقة.. إذا كنت تحتل المنطقة، فإنك تتحمل مسؤولية الأشخاص الخاضعين لسيطرتك"

وقال مسؤول أميركي، رفض الكشف عن اسمه، أنه من الممكن أن تتدخل الولايات المتحدة لإدخال المساعدات جواً في المستقبل في حال ما قام المسؤولون في النظام وروسيا بتأجيل قوافل المساعدات مع تردد الأردن في إدخالها عبر حدوده.

وأشار في الوقت نفسه إلى أن الهدف النهائي للتحالف هو إخراج الـ 50 ألف شخص من الركبان، معتبراً أن الحال على هذا النحو لا يمكن أن يستمر على المدى الطويل.

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات