كيف بدأ صراع النفوذ الروسي الإيراني يتعمق في سوريا ؟

في عامِ ألفينِ وخمسةَ عشرَ رفضت طهران دعوةَ موسكو الأمريكيين إلى أستانا و بدا وكأنها تلعبُ الثُلثَ المعطّلِ الذي أجازَه حليفُها في لبنان .. أدارت إيران اللعبةَ باعتبارِها طرفا في مثلثِ النفوذ و الحلِ في سوريا الذي قبلت على مضضٍ دخولَ تركيا فيه .. ذاك الدورُ يتضخمُ لو اُستجِيبَ لشروطِه وعلى حسابِ موسكو التي لم تُرسلْ مقاتلاتِها و جنودِها الى سوريا لخدمة مشروعِ الولي الفقيهِ في كل الأحوال .. 

تعددت مظاهرُ الانزعاج ِالروسي من إيران، حسبما أوردَه المركزُ الفرنسي للبحث الاستخباراتي اليوم .. هذه المظاهرُ بدت أكثرَ وضوحا عبرَ السماحِ بالعودة لمهجّريِ جنوبَ دمشق و غربَها للحدِّ من مشروعِ إيران التوسعي .. وفي ديرُ الزور منعَ الروسُ المليشياتِ الشيعية من التوغلِ في الميادين شرقَ المحافظة التي شهدت مقتلَ عصام زهر الدين و هو ما عدّته موسكو اغتيالاً بأوامرَ من طهران .. الخلافُ كان أيضا في درعا و حمص و غيرها .. كلُها تظلُ مسألةً مألوفةً في مثلِ هذه الأجواءِ بما في ذلك قصفٌ روسي بالخطأ لميليشياتٍ تحت قيادةٍ إيرانية.. 

مظاهرُ الخلافِ لم تقفْ هنا .. إذ طلبَ بوتين مغادرةَ القوات الأجنبية من سوريا بمن فيهم الإيرانيون .. و في مرحلةٍ موالية، ستساعدُ هذه التطوراتِ بوتين على تقديم الأسد على أنه المحاورُ الوحيدُ القابل للتفاوض في سوتشي وجنيف وأستانا.

و ها هي إيران لم تَعُدْ تُدعا إلى النقاشات التي ينظمُها الروس .. الروسُ الذين اعترضُوا مرةً واحدة على قصف اسرائيل للمواقعِ الإيرانية وغضوا الطرف في المرات الباقية الا عندما طالَهم القصف ، لا يُمانعونَ، على ما يبدو، تحجيمِ دورِ ايران في سوريا، لأن تدخلَهم هو الذي أنقذَ النظام، ولهم الحقُ في امتيازاتٍ لا تزاحمُهم عليها طهران التي يبدو أنها لم تعُدْ تعرفُ حدودَها لتبقى عندها

تقديم: أحمد ريحاوي 

إعداد: علاء فرحات 

كاظم آل طوقان 

الضيوف:

العميد الياس حنا - الأكاديمي والخبير العسكري والاستراتيجي 

د. نبيل العتوم - الخبير في الشأن الإيراني 

د. سعد وفائي - الباحث السياسي 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات