ما أسباب ازدياد ترحيل اللاجئين إلى سوريا مؤخراً؟

ما أسباب ازدياد ترحيل اللاجئين إلى سوريا مؤخراً؟
ازدادت في الآونة الأخيرة حالات ترحيل اللاجئين السوريين من بلاد اللجوء إلى العاصمة السورية (دمشق) التي يُسيطر عليها نظام الأسد، أو التهديد بالترحيل إلى دمشق دون أسباب واضحة، بتجاهل بات شبه متعمد لمصير هؤلاء في حال تمّ تسليمهم لنظام الأسد.

وحصل أورينت نت على شهادة عدد من هؤلاء اللاجئين ممن تمّ ترحيل بعضهم إلى سوريا، والبعض الآخر مازال يُعاني مخاطر الترحيل خلال الأيام المقبلة، رغم تدخّل العديد من المنظمات الحقوقية والإنسانية لإنقاذهم.

"السّفارة" فرع مخابرات خارجي

وقال (محمد صالح العليوي) هو أحد اللاجئين السوريين المُهددين بالترحيل من بلغاريا إلى دمشق: "انشقّيت عن صفوف ميليشيات الأسد في عام 2013 برتبة رقيب، وبعدها مباشرة سافرت إلى تركيا للعمل فيها، ومنذ قرابة ثلاثة شهور قررت الهجرة إلى أوربا فسافرت من تركيا إلى اليونان؛ ولكن لم أستطع السفر إلى أوروبا فقررت العودة إلى تركيا عبر دولة بلغاريا، وهناك تفاجأت باعتقالي دون أي سبب وأخذي للتحقيق لمدة أسبوعين تقريباً".

ويّضيف (العليوي): "المفاجأة الأكبر هي حضور عنصرين من سفارة النظام في بلغاريا للتحقيق معي، وبعد ضرب وإهانة تم توقيعي على 45 ورقة (حصلت أورينت نت على بضعة ورقات منها) دون معرفة ما فيها، ليتّضح لي فيما بعد عبر المترجم الذي كان معي أثناء ترحيلي لمخيّم (تاون لوبيمت) أنني وقّعت على الموافقة لترحيلي إلى دمشق خلال الأسبوع الجاري".

وناشد (العليوي) عبر الأورينت نت جميع المنظمات الحقوقية لمنع ترحيله وتسليمه لنظام الأسد، والوقوف بجانبه وبجانب عشرات السوريين الموجودين بذلك المخيّم، والذين أغلبهم سيرحّلون إلى دمشق رغم ملاحقتهم الأمنية هناك.

أساليب ضغط من نظام الأسد

وفيما يخصّ اللاجئين السوريين في الجزائر، والذي أُشيع نبأ ترحيلهم إلى سوريا مؤخراً، أوضّح العميد (أحمد رحال) لأورينت نت، وهو أحد المشرفين على ملف هؤلاء اللاجئين، بأن "عدد السوريين الذين اعتقلتهم السلطات الجزائرية عند حدودها أثناء هجرتهم من السودان إلى أوروبا عبر عدة دول منها الجزائر، هو 50 لاجئاً جميعهم من المنشقّين عن نظام الأسد، وممن هُجّروا من محافظة القنيطرة إلى الشمال السوري".

وأضاف (الرحال) أن "نظام الأسد علِم باعتقال السلطات الجزائرية لهؤلاء اللاجئين، فطالب بتسليمهم له، حسب الاتفاقيات الموقعة بين الطرفين؛ ولكن السلطات الجزائرية رفضت تسليمهم مبدئياً بعد تدخل عدة جهات جزائرية وشخصيات سورية ثوريّة ومنظمات حقوقية، وما زال اللاجئون في الجزائر حتى اللحظة، وغالباً سيتم ترحيلهم لدولة أوروبية أو إعادتهم للسودان في حال لم يبقوا بالجزائر".

وأشار العقيد المنشق عن نظام الأسد إلى أن ضغوط يتبعها الأخير بشأن هؤلاء اللاجئين، بقوله: "داهم فرع الأمن العسكري بالقنيطرة منازل أهالي اللاجئين وإجبارهم على التوقيع على طلبات بداعي المناشدة لإحضار أبنائهم الموقوفين في الجزائر، وكذلك اتصال الأهالي بأبنائهم والطلب منهم قبول العودة لسوريا، وإخبار السلطات الجزائرية بذلك، وكل تلك الضغوط كانت برعاية سلطات نظام الأسد وبعض الجهات العربية الأخرى – التي رفض العميد ذكرها".

الولاء للثورة جريمة

وعملت بعض من الدول العربية والأجنبية على ترحيل بعض السوريين اللاجئين إليها، بسبب ولائهم للثورة السورية، ودعمهم لأهاليهم في الداخل السوري، فلاحقتهم سلطات تلك البلدان وضيّقت عليهم حتى تم ترحيلهم.

وفي هذا الجانب، يقول أحد الأشخاص الذين تمّ ترحيلهم من دولة مصر إلى سوريا. طلب تعريف اسمه بـ (أبو أحمد): "هاجرت إلى مصر أثناء حكم (مرسي) لمصر بعد ملاحقتي الأمنية من قبل فروع الأمن السورية بمدينة حماة، وهناك عملت على مساعدة السوريين الموجودين بمصر أو بالداخل السوري وجمع التبرعات لهم، ولكن تمّ اعتقالي بنهاية عام 2015 من قبل فرع أمن الدولة المصري بسبب مساندتي لأهلي السوريين".

ويستطرد (أبو أحمد) قائلاً: "تفاجأت بشهر رمضان الماضي بدخول أحد ضباط أمن الدولة لزنزانتي وتوقيعي على ترحيلي إلى دمشق خلال فترة أقصاها شهر، ومن ثم تلحق بي زوجتي المقيمة في القاهرة، وهنا أحسست بدنوّ الأجل لأنني مطلوب لنظام الأسد وسيتم اعتقالي فور وصولي، لذلك قررت دفع مبلغ مالي تجاوز 20 ألف دولار لبعض المسؤولين السوريين عبر أصدقائي مقابل عدم ملاحقتي، ريثما أصل دمشق والسفر ثانية".

تلبيةً للدعوة الروسية

من جانبه، أرجع القاضي (عبد الله الحمادي) وهو أحد الناشطين الحقوقيين السوريين، سبب ازدياد حالات الترحيل للاجئين السوريين إلى الدعوة الروسية لبعض دول اللجوء بترحيل السوريين كوْن "سوريا أصبحت آمنة" وبأن روسيا ستتكفل بذلك، حسب زعمها.

وقال (الحمادي) لأورينت نت: "بعد سيطرة نظام الأسد على محيط دمشق وبعض المحافظات الأخرى، عملت روسيا على ترويج فكرة سوريا الآمنة عبر زيارات رسمية لمسؤوليها إلى بعض دول اللجوء، والطلب منهم ترحيل السوريين بضمانتها، وهذا ما فعلته لبنان بشكل مباشر وكذلك بعض الدول كالأردن وتركيا والعراق ودول أوربا الشرقية بشكل جزئي".

لا أمان للعائدين

وعن حال العائدين إلى سوريا قسرياً، يقول العميد (أحمد رحال) إن "تسليم اللاجئين لنظام الأسد عبر ترحيلهم هو جريمة، لأن حُكم هؤلاء اللاجئين هو الإعدام أو الاعتقال كوْن أغلبهم منشقين أو متخلفين عن خدمة الجيش، وحسب المادة  103 من قانون خدمة الجيش سيكون حكم هؤلاء هو الإعدام، لأنهم يعتبرون فارّين لدولة معادية، وأخفّ العقوبات هي السجن".

وهذا ما أكده كذلك القاضي (عبد الله الحمادي) والذي أشار إلى وجود عشرات الحالات التي تم توثيقها لعمليات إعدام أو اعتقال للاجئين سوريين عادوا لسوريا قسراً أو طواعيةً.

أوراق ترحيل وقع عليها اللاجئ السوري (محمد صالح العليوي) تحت التعذيب من عناصر سفارة الأسد ببلغاريا

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات