ما أسباب ارتفاع عدد الوفيات في مستشفيات نظام الأسد؟

ما أسباب ارتفاع عدد الوفيات في مستشفيات نظام الأسد؟
كثُر الحديث مؤخراً عن ارتفاع حالات الوفاة جراء "الخطأ الطبيّ" داخل المشافي والعيادات الطبية في مناطق سيطرة نظام الأسد، وذكرت عدة تقارير عن ارتفاع هذه الحالات لأكثر من 20% عمّا كانت عليه قبل أعوام، دون رقابة أو محاسبة من المعنيين في حكومة الأسد.

جامعات فاشلة تُخرّج أطباء فاشلين

وعن أسباب ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية، يقول الدكتور (أحمد الحسن) لأورينت نت موضحاً، "إن من أهم أسباب الأخطاء الطبية الناجمة عن التشخيص الطبي أو الاجراء الطبي المنفّذ، هو فشل الجامعات السورية من حيث المنهاج القديم جداً وغير المواكب للتطور الطبي الحديث، وكذلك بسبب الكوادر التدريسية الفاشلة والتي باتت تهتم بالعمل بالجامعات الخاصة وإهمال التدريس بالجامعات العامة".

ويُضيف (الحسن)، "عدا عن فشل الجامعات والمدرّسين، هناك حالات الغشّ الكبيرة بالامتحانات النهائية، والواسطات عند التعيين بالمشافي الحكومية، بالإضافة لعدم الممارسة العملية الصحيحة أثناء دراسة الطب في هذه الجامعات، وكل ذلك سببه عدم الاهتمام بحياة الانسان فكيف الاهتمام بصحّته".

إهمال واستهتار

وأما (علي القدور) وهو أحد أبناء المتوفين نتيجة الخطأ الطبي، يقول لأورينت نت مبيناً سبب وفاة والده، "بسبب الاستهتار بالتشخيص وإهمال العناية المطلوبة لوالدي، توفي هو وكثير من السوريين داخل مشافي النظام والعيادات الخاصة هناك".

ويوضح (القدور) تفاصيل الوفاة بقوله، "أصاب والدي تضخم بالعقد اللمفاوية بالقرب من الحنجرة، فاضطرّ للسفر لمدينة حماة لتشخيصها وعلاجها، ولكن الطبيب أخطأ بالتشخيص وإعطاء الدواء مما زاد من خطورتها، وبالتالي اضطررنا بالسفر به إلى مشافي دمشق العامة وهناك حصلت الطامّة عندما قرروا استئصال الكتلة، رغم أن أكثر الأطباء قالوا لاحقاً أنها لا تستوجب الاستئصال ".

ويُكمل (القدور)، "بعد استئصال العقدة اللمفاوية بعدة شهور، أصيب والدي بسرطان الحنجرة بسبب إهمال تلك المشافي وكوادرها الطبية، مما اضطرنا لاستئصال الحنجرة كذلك، ولكن كل ذلك لم يوقف تمدد هذا المرض بجسده، حتى وافته المنيّة بعد أقل من عام لتضخم تلك العقد اللمفاوية، والتي اعتبرها أغلب الأطباء هنا –المناطق المحررة- بالطبيعية جداً".

عدم الخبرة

ومن جانب آخر، يقول طالب الطب (أحمد العبدو) لأورينت نت، "تعتمد أغلب المشافي العامة على الأطباء عديمي الخبرة وبعضهم غير مختصّ، وأنا كطالب اختصاص بالسنة الثانية يمكنني العمل بمشفى الجامعة وبكثير من المشافي الخاصة، التي باتت مسلخاً بشرياً ومركزاً استثمارياً، بعيداً كل البعد عن المهنة الإنسانية".

ويُشير (العبدو) إلى حال الأطباء والمشافي بقوله، "بعد هجرة أغلب الأطباء الأكفياء بات المجال مفتوحاً أمام حديثي التخرّج وعديمي الخبرة وحتى أصحاب الشهادات المزورة، والمشافي لم يعد يعنيها أمر المريض وخاصة بعد كثرة حالات الإسعاف التي تصلها، لذلك كثرت الأخطاء الطبية والتي بعضها أدت لوفاة المريض وبعضها الآخر سبّبت بفقدان أحد الأعضاء على أقل تقدير".

وبنفس السياق، نوّه الدكتور (أحمد الحسن) خلال حديثه للأورينت إلى خطورة عمل عديمي الخبرة بالمجال الطبي بقوله، "مهنة الطب تحتاج إلى أكبر قدر من الخبرة، وهذه الخبرة تأتي عبر الممارسة برفقة أصحاب الخبرة الممتازة والتدرّب معهم، ولكن مشافي نظام الأسد باتت تعتمد على عديمي الخبرة لسدّ النقص لديها، وبسبب الواسطات من أجل تعيينهم رغم عدم خبرتهم، وكل ذلك نتج عنه مئات حالات الأخطاء الطبية، والتي كانت أغلبها قاتلة".

عدم المحاسبة

ذكرت بعض الإحصائيات، خسارة أكثر من 700 دعوى قضائية مرفوعة ضد أطباء ومشافي نظام الأسد، وقررت محاكم هذا النظام تبرئة هؤلاء الأطباء والمشافي بداعي عدم توفّر النيّة والإرادة لارتكاب الخطأ أو الإهمال، وهذا حال أغلب الدعاوى المقدمة ضد الاطباء والمشافي.

وبهذا الجانب، يقول عضو نقابة أطباء دمشق سابقاً، الدكتور (سمير سرور) لأورينت نت، "أغلب حالات الخطأ الطبي وإن أدت لوفاة المريض، كانت تنتهي ببراءة الكادر الطبي المشرف على حالة المريض، بعد رفع الدعاوى القضائية عليهم من قبل ذوي المريض المتوفى أو المتضرر".

وأرجع الدكتور (سرور) سبب تبرئة الكادر الطبي وعدم محاسبته لعدة أسباب، ذكرها بقوله، "بسبب عدم نزاهة نقابة الأطباء واللجنة الثلاثية المشكّلة للتحقيق بحادثة الخطأ الطبي، وكذلك لعدم الإساءة لزملاء المهنة، وعدم وجود قانون تشريعي يُعاقب المخطئ بأكثر من الحبس لعدة شهور أو غرامة مالية بسيطة، كل تلك الأسباب تؤدي لتبرئة الكوادر المخطئة وعدم محاسبتها، وبالتالي يزداد عدد الوفيات والمتضررين من تلك الأخطاء الطبية التي تحميها التشريعات القانونية والمسؤولون لدى نظام الأسد".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات