"هآرتس": تفاصيل جديدة لعملية تدمير أنفاق "حزب الله"

 "هآرتس": تفاصيل جديدة لعملية تدمير أنفاق "حزب الله"
قالت صحيفة "هآرتس" إن أهمية الاكتشاف الذي قام به الجيش الإسرائيلي بدت واضحة بعد مرور عدة أيام على العملية التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي بهدف تدمير الأنفاق التي أقامها "حزب الله" على الحدود الإسرائيلية – اللبنانية.

وأشادت الصحيفة بدقة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية التي استطاعت إحباط أحد أهم المكونات الهجومية التي كان تعد لها ميليشيا "حزب الله" على مدى سنوات، حيث حرمت عملية هدم الأنفاق "الحزب" من قدرته على الاستعداد للحرب المستقبلة مع إسرائيل. 

وبحسب الصحيفة، اعتمدت الاستخبارات العسكرية على تحليل الخطابات التي كان يلقيها (حسن نصر الله)، عندما كان يتفاخر بقدرة "الحزب" على الوصول إلى الجليل في أي حرب قادمة مع إسرائيل. في البداية، شكك المحللون الإسرائيليون، إلا أن تكراره للأمر، دفع الاستخبارات العسكرية للبحث بعمق عن مضمون كلامه. 

أشارت الصحيفة إلى أنه طُرح في إسرائيل السؤال التالي "ما الذي يدفع نصر لله للتباهي بهذه الطريقة بينما أقصى ما يمكنه فعله هو إرسال عدة خلايا من المهاجمين إلى الحدود؟". 

وأتضح الجواب بشكل تدريجي بعد حرب غزة في 2014، حيث أدركت إسرائيل، بحسب الصحيفة، أن ميليشيا "حزب الله" كانت تسعى لنسخ نموذج "حركة حماس" ولكن على طريقته.

ولفتت الصحيفة إلى أن الأنفاق التي صممها "حزب الله"، كانت أقل عدداً من تلك التي عملت عليها "حماس" وأقصر في المسافة. أما الهدف منها، فكان لنقل المئات من المقاتلين من ضواحي جنوب لبنان إلى داخل إسرائيل، وبالتالي التحضير لهجوم بري أوسع نطاقاً ومختلف عن كل المرات. 

هل سيحقق هذا السيناريو نصر لـ "حزب الله"؟

تعتمد الصحيفة في جوابها على توازن القوى بين الطرفين، والذي من الواضح أنه لن يميل إلى ميليشيا "حزب الله"، بسبب عدم امتلاكها لسلاح جوي يمكنه من الاحتفاظ بأي معاقل لها في الجليل. وسيشعر الإسرائيليون بالمفاجئة، في حال تمكن "حزب الله" من التوغل في العمق الإسرائيلي، مما يضعه بوضع المنتصر، حتى لو قوبلت حركته بتوغل بري إسرائيلي مدعوم بقصف جوي داخل الأراضي اللبنانية.

ويفهم "حزب الله" تركيبة المجتمع الإسرائيلي بشكل جيد، بحسب ما صرح عضو في الأركان الإسرائيلية للصحيفة، معتبراً أن خطة الأنفاق "كانت حجر الأساس في نهج حزب الله، وخطوة كان من الممكن أن تفاجئ إسرائيل، بدون سابق إنذار".

وعند سؤاله عن أهمية التوقيت، نظراً للانتقادات التي طالت العملية والتي أظهرت محركها على أنه سياسي، أجاب قائلاً: "لو اندلعت الحرب بدون علاج التهديد.. كنا سنواجه انتقادات أكبر بكثير من تلك التي واجهتنا في أعقاب حرب الغفران (حرب تشرين)". وأضاف "لا يمكننا الاستمرار في العيش مع تهديد كهذا ليوم واحد".

تقييم لطبيعة التهديدات

وتمتد الأنفاق التي كُشف عنها على مسافة 130 كم من السياج الحدودي، وعملت الاستخبارات العسكرية والجيش الإسرائيلي في المنطقة الشمالية، بالإضافة إلى وحدة التكنولوجيا والهندسة، جنباً إلى جنب لكشفها. 

وذكرت الصحيفة أنه تم تحليل المنطقة التي تمتد فيها الأنفاق من وجهة نظر "حزب الله"، ما هي الطرق والمواقع الحيوية التي تصل لإسرائيل وما هي النقاط الضعيفة التي يمكن العبور منها؟ واستغرق الأمر من الجيش الإسرائيلي عدة أشهر من البحث، قبل أن يتمكن من كشف الأنفاق التي حفر لها في كفركلا اللبنانية.

وبحسب الصحيفة، عمل "حزب الله" على استخدام مصنع إسمنتي للتمويه، حيث راقبت إسرائيل المصنع بعناية، ثم اكتشفت أن المصنع لم يكن يستقبل المواد أبداً، بل على العكس، كانت الشاحنات تقوم بنقل البضائع من المصنع إلى خارجها، وأدرك حينها الجيش الإسرائيلي مكان الأنفاق.

وبيّنت الصحيفة أن الظروف كانت مواتية للبدء بالعملية بحلول الصيف، مشيرة إلى أن (درور شالوم) رئيس قسم الأبحاث في الاستخبارات العسكرية تردد وقال أنه لا يزال بحاجة إلى مزيداً من المعلومات، بينما رأى (غادي إيزنكوت) رئيس الأركان إلى جانب رئيس الاستخبارات العسكرية (تامير هيمان) وقائد المنطقة الشمالية (يوئيل ستريك) أن الوقت قد حان للتحرك.

وتدخل (أفيغدور ليبرمان) والذي كان حينها وزيراً للدفاع، واعتبر أن التهديد في الشمال لم يكن ملحاً على غرار التصعيد المستمر في الجنوب.

الخطوة التالية

وأجلت العملية مرة أخرى في صيف 2018، على خلفية التوترات مع قطاع غزة، على الرغم من إصرار (إيزنكوت) على عدم تأجيلها للشتاء. 

وفي شهر أيلول، قُدمت العملية التي خطط لها الجيش لرئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين نتنياهو) في 7 تشرين الثاني، نوقشت خلال الاجتماع الوزاري، وأعتقد (ليبرمان) أن التهديد أقل إلحاحاً من التقييمات التي قام بها الجيش، معتبراً أن الخطوة الأكثر أهمية، هي التوغل في قطاع غزة واستهداف "حماس".

وسافر (إيزنكوت) إلى الولايات المتحدة، بهدف عرض الأنفاق التي تم الكشف عنها للمسؤولين هناك. وفي وقت لاحق، وضع (نتنياهو) الأنفاق على سلم أولوياته خلال لقاء جمعه مع وزير الخارجية الأمريكي (مايك بومبيو) في بروكسل.

وترى الصحيفة أن "حزب الله" لن يسمح للدعاية الإسرائيلية هذه بالاستمرار بدون رد، وعلى الرغم من عدم وجود مؤشرات للتصعيد القريب إلا أن إسرائيل بدورها لن تسمح باستكمال الخطة الإيرانية ببناء مصانع لتصنيع الصواريخ في لبنان.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات