ما موقف التيارات السياسية الكردية المعارضة من العملية التركية المرتقبة شرقي الفرات؟

ما موقف التيارات السياسية الكردية المعارضة من العملية التركية المرتقبة شرقي الفرات؟
لا تتفق الأطراف السياسية الكردية المعارضة لنظام أسد، بالمواقف من عملية عسكرية تركية يرون أنها قريبة تستهدف محاربة الأذرع العسكرية التابعة لـ"حزب الاتحاد الديمقراطية - ب ي د"، فلا يتهم المجلس الوطني الكردي صراحة " ب ي د" بالتبعية لـ"الحزب" المصنّف إرهابياً على قوائم الإرهاب العالمي؛ إلا أنه يطالب أنقرة بإزالة الحجج التي قد تدفعها للبدء بعمل عسكري شرق الفرات، ويحملها مسؤولية التصعيد.

بالمقابل، فإن بعض التيارات السياسية الكردية تؤكد صراحة تبيعة "ب ي د" لـ"حزب العمال" وترى أن الحرب شرقي سوريا قادمة، بعد انتهاء المعارك في آخر معاقل تنظيم "داعش" شرقي ديرالزور والتي يقودها "ب ي د" أو "الوحدات الكردية" والتي تشكل العمود الفقري لميليشيا "قسد" المدعومة من التحالف الدولي. 

موقف "الوطني الكردي"

وكان "المجلس الوطني الكردي" وأحد كيانات المعارضة السورية، طالب في بيان له صدر قبل أيام "تركيا بوقف تهديداتها باجتياح المناطق الكردية" كما طالب في نفس الوقت (ب ي د - الوحدات الكردية) بالتخلي عمّا تتخذها تركيا ذريعة لتدخل" علاوة عن دعوته "الوحدات الكردية بالابتعاد عن الاستفراد بالقرارات التي تمس مصير الشعب الكردي ومستقبله" على حد وصفه.

وحول رؤية "الوطني الكردي" لسبل الحل في شرقي الفرات وموقفه من ميليشيا "الوحدات الكردية" قال (فيصل اليوسف) القيادي في المجلس: "لنا رؤية كردية مشتركة تتلخص بإن تكون سوريا دولة ديمقراطية اتحادية فيدرالية متعددة القوميات يضمن دستورها الإقرار بوجود الشعب الكردي وحقوقه القومية وحقوق باقي المكونات وإلغاء كافة المشاريع التي تستهدف وجود الكرد على كل الاصعدة " وزاد "نسعى لحل سياسي وفق قرارات الشرعية الدولية ذات الشأن بالوضع السوري ولاسيما القرار 2254".

ونفى (اليوسف) في حديثه لأورينت نت، أن يكون "حزب الاتحاد الديمقراطي قام بدعوة المجلس الوطني لما سماه الحوار السوري-السوري الذي عقده شمالي الرقة، تحت رعاية ما يسمى مجلس سوريا الديمقراطية (مسد) الذراع السياسية لـ(قسد)" وقال إن "بيان المجلس الوطني الكردي – سبق ذكره- يمثل موقفهم عن شرقي الفرات".

ما الحل شرقي الفرات؟

بالمقابل، أوضح (عبد السلام عثمان) عضو الهيئة القيادية في تيار المستقبل الكردي، أنه ليست تركيا هي الوحيدة التي تقول، إن "حزب الاتحاد الديمقراطي - ب ي د" هو الذراع السورية لـ"حزب العمال الكردستاني"؛ ونحن أيضاً كتيار المستقبل الكُردي نقول ذلك، فحزب الـ(ب ي د) تم تأسيسه في جبال قنديل علي أيدي قياديي وكوادر "حزب العمال" في أيلول 2003 بقيادة (عثمان أوجلان) الأخ الشقيق لـ(عبد الله اوجلان).

ويؤكد (العثمان) في حديثه لأورينت نت أن "معظم قادة (ب ي د) سواء كانوا سياسيين أو عسكريين ومنذ انطلاقة الثورة السورية هم كوادر وقادة في حزب العمال. أتو من قنديل. فصالح مسلم اعترف بمقابلة صحفية بأنه أتى من قنديل ودخل إلى سوريا بحماية مقاتلي حزب العمال، و(آلدار خليل) كان أحد كوادر حزب العمال، وفقد إحدى يديه مع حزب العمال، وهو الآن أحد أهم مسؤولي الذراع السوري (ب ي د)، كما أن (شاهين جيلو) بقي في قنديل 20 عاماً يقاتل في صفوف حزب العمال الكردستاني، وهو الآن القائد العسكري لقوات (قسد) في كل سوريا".

وعبر (عثمان) عن قلقه من العملية التركية المرتقبة، خصوصاً أنه لم يستبعد بدء تركيا ضد (ب ي د) قائلاً: "حسب المعلومات التي وصلتنا والتحركات التي تحصل في الجانب التركي تدل بكل وضوح أن تركيا تريد أن تدخل المنطقة، خاصة في ظل استمرارية حزب العمال تحت مسمى حزب الاتحاد الديمقراطي" مشدداً على أن (ب ي د) يجب أن يفصل نفسه عن "حزب العمال الكردستاني، وهذا الأمر المستعبد، معتبرا أنه في حال "خرجت جميع القوات التي أتت من قنديل من المناطق الكُردية، حينها لن تبقى لدى تركيا الحجة بدخول منطقتي كوباني (عين العرب) والجزيرة".

ويرى (عثمان) أن أمريكا لن تستمر في حماية (ب ي د) من الجانب التركي في حال أصرت تركيا على العملية العسكرية "خاصة بعد انتهاء الأمريكان من خطر داعش، كما أنه لا توجد وثيقة موقعة بين أمريكا والحزب تقضي بحمايته، لا سيما أن مصالح الأمريكيين ستبقى محفوظة بوجود الـ(ب ي د) أو غيره، والأمريكيون في نهاية المطاف يفضلون حليفهم القديم التركي على الحليف المؤقت (ب ي د)" على حد وصفه.

والحل لتجنب شرقي الفرات حالة التصعيد - وفقاً للقيادي في تيار المستقبل - يتمثل بخروج جميع "عناصر حزب العمال الكردستاني من جميع المناطق والرجوع إلى جبال قنديل، ودخول قوات البيشمركة السورية، يضاف إليهم قوات من المكونات الأخرى في المنطقة"، وأن "أبناء المنطقة بجميع مكوناتها هم أولى بإدارة مناطقهم، إدارة مدنية سياسية وليست إدارة عسكرية من قبل (ب ي د)".

سيناريو منبج

ويذهب في هذا السياق، (عبد العزيز تمو) رئيس رابطة المستقلين الكرد، بأنه "من حق تركيا حماية حدودها الطويلة جدا مع سوريا من إرهاب منظمة حزب العمال الكردستاني، وأن الحرب شرق الفرات قادمة حتى وإن لم توافق الولايات المتحدة الأمريكية عليها، وذلك لارتباط أنقرة ونظام الأسد بما يعرف باتفاقية أضنة".

يقول (تمو) لأورينت نت: "نحن نتمنى أن تقوم الولايات المتحدة الأمريكية بالتنسيق مع تركيا وحل المشاكل المتعلقة بشرقي الفرات، بطريقة مشابهة لاتفاق منبج بين أنقرة وواشنطن" مشدداً على أن "حزب الاتحاد الديمقراطي لابد أن يغادر سوريا إلى قنديل، إذا أراد تجنيب المنطقة الحرب. إنه منظمة إرهابية مثل جبهة النصرة وتنظيم داعش، وبالتالي لا يمكن التعايش معه".

ووفقاً لـ(التمو) فإن "المجلس الوطني الكردي يعيش الآن حالة موت سريرية، وذلك لأنه فقد الحاضنة الشعبية له ولم يعد يمثل جميع أحزابه، وذلك بسبب مواقفه المتواطئة مع حزب (ب ي د) وهناك توافقات بين المجلس و (ب ي د) في كثير من الأمور والخلاف بينهم فقط على تقاسم السلطة، وليس خلافا سياسيا" على حد قوله.

وأما فيما يخص الموقف من الثورة السورية، يقول: "أيضا مازالت مواقف وأصداء بيانات المجلس، تسمي تحرير عفرين بالاحتلال التركي وتسمي الجيش الحر بالمنظمات الإرهابية المرتزقة التابعة للجيش التركي، وبالتالي فإن المجلس الوطني الكردي الآن هو المحامي عن (ب ي د) ضمن مؤسسات المعارضة السورية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات