هل يمكن لأوروبا حل النزاع السوري بدعم الأسد ماليا ؟ - تفاصيل

تتأرجحُ الحلولُ في سوريا بينَ جنيف وأستانا، وهي غير ُممكنةٍ دونَ واشنطن، ومفاتيحُها غيرُ متاحةٍ دونَ موسكو، و هذا بالنسبة للأوربيين يترجَمُ بهزيمة ، وعليه فإنهم يعملونَ لخلق ِمكان ٍلهم في سوريا، ويحجزونَ مقعدا لمصالِحهم في اتفاقٍ دولي ٍمحتمل ، ولكن يبدو أن الأوربيينَ لم يجدوا إلا بابَ النظام ليَطرقوه بمساعدتِه ماليا .. ونيال مين نفّع و استنفع ..

محاولاتُ الأوربيين لمساعدة ِالنظام ليست بالجديدة .. فقبلَ فترةٍ أعدَّ باحثو المجلس ِالأوروبي للعلاقاتِ الخارجية تقريرا شدّدَ على أنّ الأسد سيبقى اللاعبَ المسيطر في المستقبل المنظور بسبب نفوذِه العسكريّ المتصاعد ..و ما يمكنُ فعله في هذا المجال هو دفعُه للقَبول ب"انتصار ٍأقلّ" من خلال ِوعدِه بمساعداتٍ مالية من دون التطبيع معَه بشرط أن يقبلَ ببعض الحكمِ الذاتي للمعارضين والمحصور ببعض ِالمهام الأمنيّة والإنسانيّة في مناطقهم. ويكون في مقابل ذلك الاعترافُ بسيادة الحكومةِ المركزيّة على كامل ِالأراضي السوريّة .. يتلو ذلك إعادة ٌللاجئين .. وخلاصٌ تاقَ الأوربيون إليه من ابتزاز و تهديداتٍ بإغراق ِأوروبا بهم .. اللاجئون الذين تذهبُ موسكو بعيدا في الإصرار على إعادتِهم بمعزلٍ عن القوانين الدولية للجوء .. يُعرقلُ النظام عودتَهم لحسابات ٍتتعلق بمصالح ِالمحور الإيراني والتغيير الديموغرافي الذي ينشده. و كي لا ننسى، قبلَ عامين تقريبا قال أحدُ جهابذة النظام أن لا عودة َلمن لا يملكُ اوراقاً ثبوتية ًلا تؤكدُ هويتَه . ثم القانون رقم عشرة القاضي بعدم ِالاعتراف للسوريين بأملاكِهم ما لم يقدموا وثائِقَهم، و اليوم تتحدث ُالأنباء عن إلزام النظام للعائدين بدفع ِمبلغ ثلاثِمئةِ دولارٍ كرسوم مالية .. ماجعلَ الأمم المتحدة تشتكي لموسكو من أن النظامَ يُعرقل عودة َاللاجئين .. هؤلاءِ الذين لم يبقَ أمامَهم الا الانصياعُ أو التشردُ أو التطرفُ والانتقام.

 

تقديم: أحمد الريحاوي

 

إعداد: علاء فرحات

كاظم آل طوقان

 

الضيوف:

د. رامي الخليفة العلي - باحث في الفلسفة السياسية في جامعة باريس

د. عبد الناصر الجاسم - أكاديمي وباحث اقتصادي

سامر خليوي - كاتب ومحلل سياسي 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات