هل تشن تركيا معركة "شرق الفرات" رغم الممانعة الأمريكية؟

هل تشن تركيا معركة "شرق الفرات" رغم الممانعة الأمريكية؟
أثارت تصريحات الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) حول نية بلاده بدء عملية عسكرية جديدة خلال الأيام القليلة القادمة في مناطق شرقي الفرات (شمال شرق سوريا) زوبعة من التساؤلات والتشكيك في إمكانية إقدام تركيا على شن هذه العملية من عدمها، لا سيما أن الهدف التركي هو القضاء على وجود الميليشيا (قسد) المدعومة أمريكياً في المنطقة.

كان يمكن أن يمثل انتشار قواعد أمريكية عسكرية على طول الشريط الحدودي مع تركيا عائقاً أمام هذه العملية، قد يسفر عن تصادم بين الطرفين؛ خصوصاً إذا كان القرار التركي أحادي الجانب دون توافقات معينة مع الأمريكيين حول العملية أو طبيعتها.

وكان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون روبرتسون قال، إن أي عمل عسكري أحادي من قبل تركيا، وخصوصاً في منطقة تتواجد فيها قوات أميركية مثل شمال شرق سوريا، هو "أمر مقلق وغير مقبول".

وتأتي التصريحات التركية عقب اتهامات للأمريكيين بـ"المماطلة" فيما يخص التوافقات التركية في منبج، إضافة لاستمراراها دعم "منظمات إرهابية" كما تقول تركيا على طول حدودها الجنوبية داخل الأراضي التركية.

تصعيد مرهون بالموقف الأمريكي

ويبدو أن التوتر التركي - الأمريكي الأخير سيذهب بمنحى تصعيدي، لا سيما عقب التصريحات الأخيرة للرئيس التركي، بحسب المحلل السياسي والمختص في العلاقات الدولية (الدكتور سمير صالحة) والذي يرى أن حجم العملية ومدتها الزمنية ستحكم على العلاقات التركية الأمريكية، والتي (أي العملية) ستكون عمليات محدودة ضد ميليشات "قسد" وسيرافقها عملية عسكرية بري.

وكان (أردوغان) أشار إلى أن عملية شرقي الفرات لا تستهدف القوات الأمريكية، مشدداً على عدم السماح لما وصفها "للخلافات العميقة" في السياسة تجاه سوريا التي تعد مسألة وجود بالنسبة إلى تركيا، بأن تكون عائقًا أمام تعاون أكبر بين البلدين في المستقبل.

ونوه (صالحة) في حديثه لأورينت نت، أن الموقف التركي العسكري لن يتغير، مالم تطرأ تغيرات جذرية في الموقف الأمريكي تجاه ذلك، وتجاه تعاملها مع المليشيات المتواجدة في المنطقة، خصوصاً أن تركيا ليست قلقة من وجود "التنظيمات الإرهابية" في محاذاة حدودها الجنوبية فحسب، بل قلقة أكثر "من وجود مشروع أمريكي شمال شرقي سوريا الذي سيكون استهداف مباشر للتركيبة السياسية في سوريا".

ورداً على سؤال حول ثقة مليشيا "الوحدات الكردية" بالتزام أمريكا في حمايتها، قال المحلل السياسي: "الوحدات الكردية رددت في أكثر من مرة أنها لا تثق بالتزام واشنطن، لا سيما وأن الأخيرة بين خيارين وهما حليف إقليمي كبير مثل تركيا وورقة دعم الأكراد في سوريا".

وكانت ميليشيا "الوحدات الكردية" أعلنت النفير العام، وطالبت نظام الأسد باتخاذ موقف رسمي، بعد ساعات من إعلان الرئيس التركي، أن بلاده ستبدأ حملة عسكرية لتخليص شرقي الفرات من "المنظمة الإرهابية الانفصالية" في غضون أيام.

أهداف انتقائية

أما بالنسبة لتقدير الموقف العسكري، فوصف المحلل العسكري العقيد (عبد الله الأسعد) تصريحات المتحدث باسم (البنتاغون) بـ "الطبيعية"، من باب أن أي عملية عسكرية لتركيا لا تتم إلا بالتنسيق مع القوات الأمريكية (وما يتضمنه ذلك من مشاركة إحداثيات الهجوم والاستهداف).

وبحسب (الأسعد) فإن أهداف تركيا شرق الفرات ستكون "انتقائية"، وغير قريبة من القواعد الأمريكية المتواجدة في المنطقة التي وصفها "بالمعقدة".

وفيما يتعلق بالمحاور التي سينطلق منها الجيش التركي، توقع الأسعد في حديثه لأورينت نت، أن تبدأ بشكل رئيس من منطقة تل أبيض، إضافة إلى محور غربي منبج (حيث الدوريات الأمريكية التركية)، إضافة إلى محاور ثانوية أخرى، كما أن العمل العسكري لن يتم إلا بعد رصد جوي وبري للمنطقة، ومن ثم تمهيد عسكري على التحصينات الدفاعية "حيث يتم إضعافها بنسبة قدرها المحلل العسكري بـ 60%.".

ويستعد "الجيش السوري الحر" المدعوم من تركيا لشن عمل عسكري ضد ميليشيا "الوحدات الكردية"، وفقاً لقائد "فرقة الحمزة" والذي قال في تصريح سابق لوكالة (سمارت) إنهم حضروا نحو 20 ألف مقاتل للمشاركة بعملية عسكرية تقودها تركيا ضد "وحدات حماية الشعب" الكردية شرق نهر الفرات شمالي سوريا.

وأكد خلال تصريحاته "جهوزيتهم التامة للتحرك وبانتظار أوامر الرئاسة التركية (...)، أجرينا معسكرات وجهزنا 20 ألف مقاتل للمشاركة بعمليتي مدينتي منبج بحلب وتل أبيض بالرقة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات