مرض "اللشمانيا" يُهدد بكارثة إنسانية في دير الزور.. ما الأسباب؟

مرض "اللشمانيا" يُهدد بكارثة إنسانية في دير الزور.. ما الأسباب؟
يجتاح مرض "اللشمانيا" محافظة دير الزور شرق سوريا، في ظلّ غياب شبه تامٍ للخدمات الطبية والرعاية الصحية اللازمة للحدّ من هذا الوباء، وأثبتت الجهات المسؤولة فشلها ما رفع عدد الحالات المُصابة هذا العام إلى أعلى معدلاتها.

وحسب برنامج الإنذار المبكّر التابع لوحدة تنسيق الدعم ACU فإن عدد الإصابات بمرض اللشمانيا في محافظة دير الزور، وصلت لأكثر من 19476 إصابة خلال فترة التي امتدت من بداية عام 2018 وحتى منتصف الشهر العاشر من نفس العام، وأوضح البرنامج أن هذه النسبة تجاوزت 31% من مجموع الإصابات بمرض اللشمانيا في سوريا قاطبةً.

وزارة الصحّة غير مُهتمة

أفادت وسائل إعلام تابعة لنظام الأسد، أن اللقاحات التي استخدمتها مديرية صحة دير الزور والمراكز الصحية التابعة لها من أجل علاج مرض اللشمانيا، كانت غير صالحة ومنتهية المدة.

وكان قد أكّد مدير صحة دير الزور (عبد نجم العبيد)  التابع لنظام الأسد، بأن الأدوية التي تستخدمها المديرية لعلاج حبة اللشمانيا منتهية الصلاحية منذ بداية العام الحالي تقريباً، ولكنه علّل استخدامه لهذه الأدوية بأن فعالية الدواء لم تنتهِ بعد.

ولكن الدكتور (إياد اللافي)  العامل سابقاً بأحد مشافي دير الزور، بيّن لأورينت نت أن أغلب اللقاحات التي كانت تصل مديرية صحة دير الزور كانت إما منتهية الصلاحية أو تُستخدم بحالات مختلفة للحالات التي تم استخدامها، مما زاد من نسبة ظهور الندبات.

وقال الدكتور لأورينت نت، "بالرغم من عدم وصول الأدوية الصالحة لعلاج مرض اللشمانيا إلى مراكز الصحة في دير الزور، فلا يُعتبر ذلك السبب الوحيد لتفشّي هذا المرض، وإنما سوء تعامل مديرية الصحة مع هذا الوباء، فلا سيارات نقل لجان التلقيح متوفرة ولا الأطباء القادرين على اختيار العلاج الصحيح متوفرون، وكل ذلك ساهم بانتشار المرض أكثر وتفاقم حالات المصابين أكثر مع ظهور لندبات من الصعب التخلّص منها".

تلوّث نهر الفرات

من جانبه، أرجع الناشط المدني (خليل العجيلي) سبب انتشار مرض اللشمانيا في دير الزور إلى تلوث نهر الفرات بمياه الصرف الصحي وعدم معالجتها، ونوّه إلى ذلك بقوله، "يصبّ في نهر الفرات عشرات الشبكات من الصرف الصحي، مما زاد بنسبة تلوث النهر، بالإضافة لسقاية الأراضي القريبة منه بهذه المياه الملوثة، فانتشر وباء اللشمانيا بالمناطق المحاذية للنهر أكثر من غيرها".

وأضاف (العجيلي) "عدا عن تلوث نهر الفرات بمياه المجارير والصرف الصحي، فهناك الكثير من مكبّات النفايات بالقرب من النهر أو مرمية فيه، وكل تلك النفايات تتعفنّ وتُساعد على انتشار الحشرات الناقلة لمرض اللشمانيا، وبالتالي من الصعب القدرة على الخلاص من هذا الوباء الخطير".

وشدّد على أن الجهات الرسمية التابعة لنظام الأسد أو قوات سوريا الديمقراطية، والتي تُسيطر على طرفيّ نهر الفرات في دير الزور، لم يقوما بواجبهما تجاه المصابين بهذا المرض، مما جعل بعض الحالات تتفاقم وتصل لدرجة تآكل الجلد حتى العظم.

تحلّل جثث القتلى

يُكتشف بين الفترة والأخرى مقابر جماعية وجثث متحلّلة مرميّة تعود لعناصر قوات نظام الأسد أو لتنظيم داعش في دير الزور، وتُساعد هذه الجثث بانتشار الأوبئة في المنطقة، حسب ما أكدته بعض المصادر الطبية.

وبهذا السياق، لفتَ الدكتور (بشار عزاوي) إلى وجود عشرات المقابر الجماعية لقتلى ميليشيات النظام وتنظيم داعش، بالإضافة لآلاف جثث المدنيين وجميعها لم تُدفن بالشكل المطلوب، مما ساهم بانتشار بعض الأمراض.

وأوضح (عزاوي) قائلاً، "يومياً تُكتشف عشرات الجثث المتحللة والمرمية تحت ركام المنازل أو بجانب المعسكرات في مناطق دير الزور، ولذلك بتنا نرى العديد من الأمراض التي انتشرت انتشار النار في الهشيم، ومن بين هذه الأمراض هناك أمراض الكبد والكوليرا واللشمانيا ".

وذكر الدكتور أن، "محافظة دير الزور تختلف مناطق السيطرة فيها بين ميليشيات أسد الطائفية وقوات سوريا الديمقراطية وتنظيم داعش، وبكافة مناطق هذه القوات ينتشر مرض اللشمانيا، والمعارك فيما بينهم هي أهم أسباب انتشاره، فإما بسبب جثثهم المرميّة أو بسبب عدم اكتراثهم بالمدنيين في مناطقهم والرعاية بهم".

يُشار إلى أن محافظة دير الزور تُعاني من انتشار الكثير من الأوبئة والأمراض الجلدية، كمرض التهاب الكبد الوبائي واللشمانيا، بالاضافة للعشى الليلي والكوليرا، وكل ذلك دون توفّر الرعاية الصحية اللازمة لهم.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات