هل زيارة البشير لبشار بإرادة سودانية وطنية أم تنفيذا لرغبات خارجية ؟

في ستينيات القرن الماضي فشل الزعيم السوفييتي خروتشوف وصديقُ جمال عبدالناصر في الحصول على أرض مصرية يبني عليها قاعدة روسية.. خليفته بريجنيف فشل في نفس المسعى مع السادات .. كذلك حاول الروس مع صديقهم بومدين في الجزائر الذي رفض أيضا بالرغم من كل الاغراءات .. ذهب السوفييت الى القذافي و الموزنبيق و الكونغو و أنغولا وكلها دول تسير في الخط الاشتراكي وكل مساعيهم باءت بالفشل و خرجوا من افريقيا بلا حمص  .. إلى أن كانت المفاجاة التي فجرها الرئيس السوداني عمر البشير في أول زيارة له لروسيا بعد أن أمنت له واشنطن الطريق دون أن تتعرض طائرته للقرصنة وبالتالي يعتقل و يسلم للمحكمة الدولية .. 

وصل البشير ل"سوتشي" وهناك فجر مفاجأته ، حيث طلب من بوتين اقامة قاعدة روسية على البحر الأحمر مجانآ بلا مقابل مادي فقط بشرط حماية نظامه مثل حمايتهم لبشار الاسد.. تندر السودانيون وقتها بالقول إن رئيسهم لم يشرب فودكا و لم يسكر ومع ذلك أهدى الروس منطقة في البحر الأحمر ..  وقالوا حينها: الحمدلله أنه لم يسكر وإلا لكان أعطاهم السودان كاملا..

خطوة السودان فتحت باب التكهنات بعزم الخرطوم الانتقال إلى محور روسيا والتخلي عن التقارب مع واشطن .. 

فموقف موسكو من بشار يشجع الشخصيات المهددة على الاقتراب منها ..و الاقتراب من موسكو يكون بزيارة أتباعها .. فروسيا تريد انسجاما و لو بالحد الأدنى بين حلفائها الفعليين والمفترضين .. و تريد كسر الطوق المفروض على الأسد بزيارة خاطفة تفتح الطريق أمام الغير و تزيح هاجس الخجل .. و تكسر عزلة النظام.. فبالنهاية البشير رئيس عربي و هذه سابقة قد تستغل .. 

داخل السودان الحيرة و الصدمة باديتان في وجوه السودانيين من خطوة رئيسهم .. ذاك الذي تسلّق سلم الحكم على ظهر مرشده حسن الترابي .. وانجازاته فيهم شهدها العالم كله من حرب الجنوب وانفصاله، إلى حروب الجنجاويد في دارفور، والمجاعات عبر العقود .. كل ذلك لم يدفع البشير للتفكير بالتخلي عن السلطة و لا بالخجل من أنه يحكم بلداً بحجم السودان وثرواته وهو يرقص طربا لأن السعودية أرسلت إليه وديعة بمليار دولار.. ولم يترك لشعبه ما يُباهي به سوى تحديه لمذكرة التوقيف الدولية .. و 400 ألف قتيل في دارفور والرقص في ليال عشر واضعا كتاب الله تحت إبطه من أجل أن تكون رقصته مضبوطة الإيقاع ..

تقديم: أحمد ريحاوي

إعداد: علاء فرحات

الضيوف:

د. خطار أبو دياب - أستاذ العلاقات الدولية في جامعة 

د. إلينا سوبينينا - الكاتبة سياسية روسية 

خالد الإعيسر - الكاتب صحفي 

عبد الرحمن عبارة - الكاتب ومحلل سياسي

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات