كيف ستكون العلاقة بين العشائر و"قسد" بعد خلافهما على النفط؟

كيف ستكون العلاقة بين العشائر و"قسد" بعد خلافهما على النفط؟
قبل نحو10 أيام تمكنت مجموعة من ابناء العشائر في ريف دير الزور الشرقي يتزعمهم المدعو (هويدي الضبع) الملقب بـ "جوجو" وهو أحد عناصر ميليشيا "قسد" من السيطرة على آبار نفط قرب حقل (كونيكو) في بلدة (خشام) الواقعة تحت سيطرة ميليشا (قسد) والذي يضم (كونيكو) أيضاً قاعدة عسكرية كبيرة تتواجد فيها قوات أمريكية.

وفي تفاصيل الحادثة، فقد جرت اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة وذلك في مساء يوم (الأحد) بتاريخ (9\\\\\\\\12\\\\\\\\2018) ونتج عن تلك الاشتباكات سيطرة "جوجو" ومن معه على عدد من أبار النفط وطرد ميليشيا "قسد" منها.

من هو "جوجو"؟

ينحدر (هويدي الضبع) من بلدة (خشام) في ريف ديرالزور الشرقي، وبرز اسم "جوجو"، بعد اندلاع الثورة السورية، حيث سيطر مع أبناء عشيرته على الآبار ومعمل غاز (كونيكو). 

وفي مطلع عام 2014، اعتقلت "جبهة النصرة" (هيئة تحرير الشام حالياً) جوجو، بعد خلاف حول (كونيكو). ثم مالبث أن التحق بها لاحقاً، قبل أن يختفي. ثم يظهر في المعارك إلى جانب "قسد" (تشكل الوحدات الكردية عمودها الفقري) في أيلول 2017، لكن "قسد" عادت واعتقلته قبل شهور بسجن بلدة البصيرة، ما دفع أقاربه في "مجلس ديرالزور" -تابع لقسد- لمهاجمة السجن وتحريره مع مجموعة من السجناء.

لماذا تمت مهاجمة آبار النفط؟

يقول خالد (اسم مستعار) وهو أحد أبناء بلدة (خشام) إن سياسات "قسد" تجاهنا دفعتنا لذلك فهي تقوم بأخذ جميع موارد المنطقة باتجاه مناطقها متجاهلة الأوضاع المعيشية الصعبة التي نعيشها، وفق تعبيره.

وأضاف لأورينت نت "الأكراد يحتكرون النفط لأنفسهم ولا يقومون بتقديم أي شيء لابناء المنطقة وكذلك الفرق في الأسعار بين مناطقنا التي تباع فيها منتجات النفط بضعف السعر الذي تباع فيها نفس المنتجات في مناطقهم"

وتابع قائلاً "العمل في مجال النفط يأتي بأرباح هائلة، ففي أحد الآبار التي سيطر عليها ابناء العشائر بلغت الأرباح 3 مليون ليرة سورية خلال 3 ساعات فقط".

ويؤكد (خالد) أن عدداً كبيراً من ابناء العشائر شارك في هذه المعركة وذلك لعدة أسباب منها المعاملة السيئة التي يتلقونها وخصوصاً المنتسبين لـ "قسد" وكذلك ضعف المردود المالي والولاء لعشيرتهم. 

وأضاف أن عدد المقاتلين قد يزداد في حال أقدمت "قسد" على أي عمل عدواني تجاههم، مشيراً إلى وجود عدداً من العناصر داخل "قسد" والذين قد ينقلبون عليها في أي لحظة ولاءً لعشيرتهم أو لمصلحتهم الشخصية. 

ماذا فعلت أمريكا عقب هذا الهجوم؟

يقول (رامي) أحد العناصر الذين شاركوا في الاشتباكات "عند بدء الاشتباكات مع قسد لم تتدخل القوات الأمريكية أبداً. لكن مع اقتراب هذه الاشتباكات من حقل (كونيكو) الذي تسيطر عليه قامت القوات الأمريكية باستخدام الأسلحة الثقيلة ضد ابناء العشائر لاجبارهم على التوقف".

وأوضح لأورينت نت، أن أكثر من صدام مباشر حصل مع القوات الأمريكية سابقاً إثر احتجاجات أهلية في قرى قريبة من (كونيكو) طالبت بتخصيص حصص للعشائر وأفضت تلك المواجهات إلى وئد الاحتجاجات.

وقال "لكن الاشتباكات الأخيرة توقفت بعد عدول ابناء العشائر عن السيطرة على آبار النفط القريبة من مكان تمركز القوات الأمريكية في كونيكو".

وقد بلغ عدد اللآبار النفطية التي سيطر عليها ابناء العشائر نحو 8 متوزعة بالقرب من حقل (العمر) وحقل (الجفرة) وحقل (كونيكو) للغاز.

المفاوضات إلى طريق مسدود

مصدر خاص مطلع على سير المفاوضات بين العشائر و"قسد" قال لأورينت نت، إن مفاوضات جرت في حقل (العمر) النفطي برعاية أمريكية، مشيراً إلى أن مسؤول النفط في "الادارة الذاتية" التابعة للميليشيا وعد وفد من وجهاء عشائر المنطقة بتحسين الأوضاع المعيشية.

وأضاف أن المسؤول تعهد بإعطاء العشائر العربية نسبة  (15 بالمئة ) من مردود الآبار النفطية مقابل تسليمها لها ولكن العشائر رفضت المقترح وتعهدت باستمرار السيطرة على هذه الآبار وهددت بالتصعيد.

وتابع المصدر قائلا، إن "احد القيادات في قسد هدد أثناء الاجتماع بتسليم جميع الحقول النفطية التي تسيطر عليها قسد إلى نظام الأسد في حال لم تتدخل القوات الأمريكية الى جانبها".

وأردف أن القيادات الأمريكية التي كانت متواجدة في الاجتماع هددت "قسد" بوقف الدعم عنها وإعطاء المكون العربي نفوذاً اكبر في المنطقة مما دفع بـ مسؤول النفط التابع لـ"قسد" إلى الاعتذار والتراجع عن تهديده، وفق المصدر.

مستقبل العلاقة بين العرب والميليشيات الكردية 

تحدث الكاتب والباحث (معن الشيخ) لأورينت نت عن مستقبل العلاقة بين العرب والاكراد في المنطقة وعن الدور الأمريكي قائلاً "حرب النفط هي عبارة عن فوضى تسعى أمريكا من خلا لها إلى تكريس التنافسية بين العرب والأكراد داخل ميليشيا قسد التي تدعمها من أجل ضمان بقائها في المنطقة ولكي لا يتحول هذا الخلاف إلى فوضى عسكرية قد تتجه ضد أمريكا".

وتوقع (الشيخ) وهو أحد أبناء ديرالزور، أن العلاقة بين المكون العربي والكردي داخل ميليشيا "قسد" سوف تتأزم للأسوأ في المرحلة القادمة وخصوصاً إذا بقيت السياسات الجائرة ضد العرب من النواحي الاقتصادية والسياسية وتقديم المقاتلين العرب ككبش فداء لها في معاركها التي تخوضها إن كان ضد تنظيم "داعش" أم في معركتها المرتقبة ضد القوات التركية في مناطق شرق الفرات.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات