ما أسباب أزمة "الغاز المنزلي" في مناطق سيطرة النظام؟

ما أسباب أزمة "الغاز المنزلي" في مناطق سيطرة النظام؟
تشهد مدن وبلدات المحافظات السورية الخاضعة تحت سيطرة نظام الأسد، أزمة توفّر مادة "الغاز المنزلي" منذ أكثر من شهرٍ، مما جعل الحال يتفاقم بين الأهالي حتى وصل لحدّ التهديد بالقتل من أجل اسطوانة غازٍ واحدة كما حصل في مدينة اللاذقية، وكل ذلك بالتزامن مع صمت حكومة الأسد طيلة الفترة السابقة وعدم الاكتراث.

وبعد طول انتظار من الأهالي، خرج رئيس نقابة عمال نفط دمشق "علي مرعي"  ليقول إن سبب هذه الأزمة هو نقص المادة السائلة للغاز المنزلي، بينما معاون وزير النفط التابع لنظام الأسد "عبد الله الخطاب" نفى وجود أيّ أزمة مبيناً على أنها زيادة طلب فقط.

احتكار التجار والشبّيحة

من جانبه، المهندس (علي الكامل) المسؤول سابقاً عن خطوط التعبئة في معمل الراموسة بحلب أفاد لأورينت نت بأن: "أزمة الغاز المنزلي كانت تجتاح كافة المحافظات السورية في فصل الشتاء لأسباب كثيرة ولكن أهمها احتكار التجار لهذه المادة بسبب زيادة الطلب عليها, ولكن الآن يمكنني أن أُضيف إلى ذلك هو احتكار الشبيحة المتعاونين مع هؤلاء التجار".

وأضاف (الكامل) "معمل الراموسة لتعبئة اسطوانات الغاز لم يتوقف عن العمل مؤخراً بعكس ما روّج له نظام الأسد، وكان يُنتج يومياً أكثر من 20 ألف اسطوانة، وهذا العدد قادر على تغطية النسبة الأكبر من محافظة حلب، ولكن بسبب احتكار الشبيحة الذين سيطروا على تجارة هذه المادة بالتعاون مع بعض التجار المتنفّذين، حصلت الأزمة الأخيرة الخاصة بمادة الغاز المنزلي".

وأشار (الكامل) إلى أن "بعض قيادات الشبيحة في حلب سيطرت على تجارة اسطوانات الغاز، فعملت على احتكارها ومن ثم بيعها ضمن مراكز خاصة بهم بأسعار عالية جداً, دون أي رقابة أو تفتيش ".

عقوبات اقتصادية

شهدت المحافظات السورية  عدّة أزمات في تأمين المحروقات خلال العام الحالي، وذلك بسبب العقوبات الاقتصادية التي فرضتها بعض الدول على سوريا وإيران .

وقال الخبير الاقتصادي (عبد الله النهار) لأورينت نت، "ساهمت العقوبات الاقتصادية التي فرضتها الولايات المتحدة الأمريكية على بعض الشركات السورية والإيرانية والروسية، بخلق أزمة محروقات بين الحين والآخر، وآخرها الأزمة الأخيرة فيما يخصّ مادة الغاز المنزلي".

وتابع (النهار) "العقوبات الاقتصادية على نظام الأسد أخّرت وصول بعض شحنات الغاز المنزلي، ورغم أن أغلب المحروقات يتم استيرادها من إيران حليفة الأسد إلا أن هذه العقوبات تؤثر على تغطية حاجيات المواطن المُقيم في مناطق سيطرة الأسد".

أزمة مفتعلة

أما الناشط (أبو العبد لاذقاني) وهو من أبناء مدينة اللاذقية، فيرى أن أزمة الغاز المنزلي مفتعلة، حيث يقول (اللاذقاني) لأورينت نت، "حسب المعطيات التي لدينا فإن أزمة الغاز في اللاذقية وباقي المحافظات كطرطوس وحلب ودمشق, هي أزمة مفتعلة من نظام الأسد، وكما هي عادته منذ سنوات لتلهية مواطنيه بلقمة العيش وتأمين اسطوانة الغاز".

ويُردف (اللاذقاني) قائلاً: "من الطبيعي أن يكون هناك أسباب ومقومات حدوث أي أزمة في البلد لأن النظام هو من يمتلك خيوطها ويقدر على نسجها، وبالنسبة للغاز المنزلي هو متوفر بكثرة في سوريا وبدون استيراده من إيران كما يدّعي، وهناك العديد من مراكز التعبئة ومؤسسات السادكوب المختصة ولكن نجد أن حتى موظفو هذه المؤسسات لا يأخذون مختصاتهم من هذه الاسطوانات بحجّة الأزمة رغم وجودها جنبهم ممتلئة بالغاز المنزلي".

الأولوية للعسكريين

في حين رأى بعض المطّلعين أن نظام الأسد لديه معيارين مختلفين بالتعامل بين العسكريين والمدنيين، وأزمة الغاز المنزلي كانت إحدى هذه الأمثلة، وهذا ما عبّر عنه النقيب المنشق (مؤيد بيطار).

حيث قال (بيطار) لأورينت نت "عندما كنت صغيرا كنت أرى بعض العسكريين لهم الأولوية بكل شيء حتى تجاوز شارات التوقف، فكنت أتضايق كثيراً ولكن عندما أصبحت عسكرياً متطوعاً لاقت تلك الأمور استحساناً عندي، ولكن فيما بعد اكتشفت سلبيتها من حيث نظرة المجتمع لنا كعسكريين".

وتابع (بيطار) حديثه، "وفي الآونة الأخيرة، وبعد ظهور ميليشيات وقوات تشبيحية ذات نظرة فوقية على المدنيين, بات هؤلاء يُسببون الأزمات كأزمة الغاز المنزلي وإن كان دورهم أقل، ولذلك تجدهم يأخذون حصتهم وحصة غيرهم الكثير، وبعضهم يستخدمها للمتاجرة، وآخرون لذويهم أو لمن يلوذ بهم، بينما المواطن المدنيّ عليه دفع الرشوة للحصول على حقه".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات