وول ستريت جورنال: مكان واحد لن تستطيع القوات التركية دخوله بعد الانسحاب الأمريكي

وول ستريت جورنال: مكان واحد لن تستطيع القوات التركية دخوله بعد الانسحاب الأمريكي
قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن الخطة التي تقضي بأن تحل القوات التركية مكان الأمريكية المتواجدة في سوريا عقب انسحابها، يواجهها استثناء واحد فقط "قاعدة التنف" النائية الصغيرة، التي تقف أمام طهران وتعيق تقدمها في الشرق الأوسط.

واتخذ أكثر من 2,000 جندي أمريكي، من التنف مكاناً لمحاربة "تنظيم داعش"، نظراً لأهمية المكان وموقعة الاستراتيجي، خصوصاً أن التنف تقع على طريق الأمداد الإيراني الذي يمر عبر العراق إلى سوريا.

وبحسب المسؤولين الأمريكيين، ستكون القوات الأمريكية المتواجدة هناك، هي آخر القوات المنسحبة من سوريا؛ إلا أنه عندما تفعل ذلك، تقول إدارة (ترامب) أنه لن تسيطر القوات التركية على القاعدة التي تقع بالقرب من الحدود الجنوبية لسوريا مع العراق والأردن وبعيدة عن الحدود التركية من الشمال.

وعلى الرغم من إعلان الولايات المتحدة الانسحاب من سوريا؛ إلا أن البيت الأبيض يقول إن استراتيجيته في سوريا ما تزال سارية، لأن لدى الولايات المتحدة وسائل ضغط كثيرة على إيران أكثر من التواجد العسكري، منها العقوبات الاقتصادية القاسية التي أُعيد فرضها بعد انسحاب (ترامب) في أيار الماضي، من الاتفاق النووي الموقع في 2015.

وقال مسؤول في البيت الأبيض للصحيفة: "سنستمر باستخدام أدوات القوة التي نمتلكها، بما في ذلك العقوبات الاقتصادية والضغط الدبلوماسي، كوسائل ضغط على إيران بهدف سحب القوات الموالية لها".

بدوره، قال (روبرت فورد)، سفير الولايات المتحدة في سوريا من عام 2011 إلى عام 2014: "إذا بقينا، ستكون قواتنا هدفاً للنظام السوري والحكومة الإيرانية ولعمليات داعش التي ستزداد بمرور الوقت".

ويرى العديد من الخبراء، أن قرار (ترامب) بالانسحاب، من شأنه أن يقوض الاستراتيجية التي وضعتها إدارته في وقت سابق من هذا العام لإضعاف دور إيران.

تحديات بعد الانسحاب

وأوضح (تشارلز ليستر) الباحث في "معهد الشرق الأوسط" أن "مكون استراتيجية مناهضة إيران، التي اعتمدتها الولايات المتحدة في سوريا، استند على نظرية مفادها أنه ومن خلال البقاء على الأرض، ودعم عناصر عسكرية محلية، مع السيطرة على ثلث أراضي سوريا، و70% من نفطها، سنكون في موقع نستطيع فيه تحديد شكل التسوية السياسية".

ورأى (ليستر)، أنه "لا يمكن تحقيق أي مطلب، ما لم نكن نمتلك أي نفوذ يمكن الحديث عنه على الأرض".

وفي حين أن القوات التركية هي التي ستحل مكان الأمريكية، إلا أن العديد من الخبراء يتساءلون عما إذا كانت تركيا قادرة على ملئ الفراغ الذي سينشأ عن رحيل القوات الأمريكية أو أنها ستتجه لمواجهة إيران، خصوصاً أن لدى تركيا علاقات مهمة مع إيران خارج سوريا.

وشكلت "قاعدة التنف"، تحدياً خاصاً، أدى إلى الضغط على نظام (الأسد)، وروسيا. وبهدف إبقاء القوات المعادية للتواجد الأمريكي، بعيدة عن القاعدة، أنشأت الولايات المتحدة حزام أمني، على مسافة 56 كم. قال البنتاغون حينها إنه جهد إضافي لردع الأنشطة الإيرانية في هذه المنطقة.

وإضافة إلى التساؤلات التي تطرح حول مصير القاعدة، تضاف مشكلة مخيم الركبان والذي يستوعب حوالي 50,000 نازح، حيث يبقى مصيرهم غير واضح فيما بعد رحيل القوات الأمريكية عن المنطقة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات