كيف يدعم "حزب الله" ونظام الأسد خزائنهما بصناعة وتهريب مخدرات "الكبتاجون"؟

كيف يدعم "حزب الله" ونظام الأسد خزائنهما بصناعة وتهريب مخدرات "الكبتاجون"؟
تُعتبر تجارة المخدرات من أهم الموارد المالية لميليشيا "حزب الله" اللبناني وكذلك الميليشيات الطائفية التابعة لنظام الأسد، ومن أشهر هذه المخدرات وأكثرها ربحاً هي حبوب "الكبتاجون" التي موّلت خزائن "حزب الله" بمئات ملايين الدولارات، بحسب ما صرّحت بها إدارة مكافحة المخدرات الأمريكية سابقاً.

ورغم تصريحات مديريات الجمارك التابعة لدول المنطقة حول ضبط مئات الألوف من حبوب الكبتاجون المعدّة للتهريب شهرياً، والتي مصدرها من لبنان وسوريا، إلا أن العدد أضعاف ما يُعلن ضبطه مما يعني أن الكميات المُباعة تصل لعشرات الملايين من الحبوب المخدرة، والتي تلقى رواجاً في بلاد الشام ودول الخليج العربي وبعض الدول الافريقية واللاتينية.

تمويل مالي ضخم

وعن إيرادات صناعة وتجارة المخدرات لخزائن "حزب الله" تقول الصحفية اللبنانية (فاطمة عثمان) لأورينت نت: "تعتبر أرباح تجارة المخدرات وخاصة حبوب الكبتاجون من أهم موارد خزينة حزب الله، حيث تموّل هذه التجارة خزينة الحزب بأكثر من 70% من قيمة إيرادات الحزب المالية".

وأشارت الصحفية (عثمان) إلى أنه "من أهم تجار المخدرات التابعين لحزب الله كان (هاشم الموسوي) وهو شقيق النائب عن حزب الله في البقاع (حسين الموسوي) بالإضافة لشقيقه الآخر، وبعض المحسوبين على الحزب كآل زعيتر وغيرهم".

بدوره، أوضح الخبير العسكري، المقدم (أحمد العطار) أن تجارة حبوب الكبتاجون "تدر وحدها لخزائن حزب الله وميليشيات الأسد أكثر من 50 مليون دولار شهرياً، وترتبط هذه التجارة بأسماء وشركات تابعة لحزب الله موزعةً في دول المنطقة والخليج العربي وايران، بالإضافة لبعض دول أوربا وأمريكا اللاتينية وأفريقيا".

وأكمل (العطار) "ضبطت السعودية لوحدها أكثر من 25 مليون حبة كبتاجون خلال الأشهر الأخيرة، وكذلك الجمارك الأردنية اكتشفت أكثر من 5 ملايين حبّة بعد أيام من إعادة فتح معبر نصيب الحدودي، وجميع هذه الحبوب كان مصدرها لبنان وسوريا، وتًقدّر قيمة هذه الحبوب المضبوطة لوحدها أكثر من 100 مليون دولار".

مناطق توزّع المصانع

وحول توزّع مصانع حبوب الكبتاجون، تقول الصحفية اللبنانية (فاطمة عثمان): "تتوزع أغلب هذه المصانع بمنطقة عكّار شرق لبنان، والشمال بالقرب من منطقة العريضة، إضافة للجنوب اللبناني، وتنشط بتلك المناطق كذلك زراعة الحشائش المخدرة والتي بعضها يُستخدم لصناعة هذه الحبوب، وكل هذه المناطق تخضع لسيطرة حزب الله".

من جهته، يؤكد الناشط السوري (عمار القلموني) لأورينت نت أن "معظم مصانع حبوب الكبتاجون في سوريا تنتشر بمنطقة القلمون الغربي وتل كلخ والقصير، إضافة لريف حمص ووادي بردى، وهذه المناطق خاضعة لميليشيات طائفية مرتبطة بحزب الله اللبناني، وتأتمر بأمره، وتُعتبر هذه المناطق متاخمة لمناطق حزب الله داخل لبنان".

تكلفة بسيطة ومردود عالي

وبحسب بعض المختصين، فللمخدرات التي ينتجها "حزب الله" أنواع عدة، ولكن "الكبتاجون" هو أشهرها حالياً، بسبب انخفاض سعر تكلفته، وكذلك انخفاض سعر مبيعه بالنسبة لباقي أنواع المخدرات الأخرى، ولهذا السبب لاقى انتشاراً هائلاً في الاستعمال بين الشباب.

وبهذا الجانب، يقول الدكتور الصيدلاني (خالد حربا) لأورينت نت، إن "الكبتاجون هو الاسم التجاري لمادة (الفينيتيلين) وهي منبه صناعي كانت تستخدم لرفع المزاج وتقليل الأكل والنوم، لكنها حُظرت دولياً منذ عام 1986، إلا أن بعض مروّجي هذه المادة تمكنوا من انتاجها عبر أدوات ومواد بدائية".

ويُوضح (حربا) طريقة تصنيع هذه الحبوب بالقول: "تدخل بصناعة الكبتاجون مادة (الأمفيتامين) وهي أساس هذه الحبوب، ولذلك عمد البعض لاستخراجها من مادة (البنزين)  فعشرة ليترات من البنزين كافية لاستخراج ما يُقارب 6 كيلوات من هذه المادة، وذلك بعد مزج البنزين بالكحول أو أسيد السيتريك، ومن ثم يتمّ مزج مادة الأمفيتامين المُستخرجة بالكافايين السائل واللاكتوز لتُصبح عجينة جاهزة لإدخالها إلى ماكينة انتاج الحبوب، وغالباً ما تكون هذه الماكينة من ماكينات انتاج الشوكولا ولكن حلزونها معدّل ليُنتج حبّات الكبتاجون بمقياس صغير".

ويُشير (حربا) إلى أن "سعر تكلفة الحبة الواحدة هو بضعة أجزاء من الدولار الواحد (سنتات) إلا أن مبيع الحبة الواحدة يختلف من بلد لآخر، فمثلاً في السعودية سعر الحبة الواحدة حوالي 4 دولار، بينما في سوريا ما يُقارب الدولارين، وبالتالي فإن أرباح حبّة الكبتاجون قد تصل لعشرة أضعاف تكلفة صنعها، وتُعتبر هذه التجارة أكثر ربحاً من زراعة أو تجارة باقي أنواع المخدرات، وهذا ما جعل ميليشيات حزب الله وميليشيات الأسد تعتمد عليها بتمويل خزائنها".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات