مصدر دبلوماسي لأورينت: إيران سلمت خرائط أنفاق "حزب الله" لإسرائيل

مصدر دبلوماسي لأورينت: إيران سلمت خرائط أنفاق "حزب الله" لإسرائيل
أثار حديث وزير الخارجية الإيراني (محمد جواد ظريف) لمجلة "لو بوان" الفرنسية أثناء زيارته الأخيرة إلى الدوحة "مفاجأة من العيار الثقيل"، حيث قال: "متى قلنا إننا نريد القضاء على إسرائيل؟ أعثروا على شخص واحد قال ذلك. لا أحد قال ذلك"، نافياً أن يكون الخميني والرئيس السابق (محمود أحمدي نجاد) قد طالبا بحذف الدولة العبرية من الخريطة.

هذا الحديث أثار جملة من المواقف التي وضعت الحديث في سياق التراجع والهروب الى الأمام، نتيجة الحصار والضغوطات المفروضة على إيران، فالحقيقة الموثقة أن كل قادة إيران والخميني وخامنئي هددوا مرارًا بمحو إسرائيل.

ووضع المتابعون للشأن الإيراني تصريحات ظريف في إطار "التهدئة" على الجبهة السورية بعد الضربات الإسرائيلية الأخيرة، والتي صنفت بالضربة العسكرية الأقوى التي استهدفت مليشيا "حزب الله" منذ حرب تموز 2006، وبعد أن اعتقد الإيرانيون أن روسيا وضعت "فيتو" على إمكانية إسرائيل شن هجمات داخل الأراضي السورية.

تسليم المضائق

وفي مؤشرات التراجع الإيراني، أفاد مصدر دبلوماسي غربي لأورينت نت أن معالم التسويات في الشرق الاوسط بدأت تتوضح على خلفية تراجع إيران عن جملة مكتسبات تتصل بنفوذها في الاقليم، وسط اتفاق أميركي-روسي على تقاسم النفوذ في العراق وسوريا، دون أن تغيب إسرائيل وتركيا عن التسوية. بحيث يحفظ الاتفاق مصالحهما الإستراتيجية ومجالهما الحيوي في لبنان وسوريا وغزة لإسرائيل، وشمال سوريا لتركيا!

وأشار المصدر (الذي تحدث شريطة الكشف عن هويته) إلى أن إيران وافقت على الانسحاب من مضيقي باب المندب وهرمز، وساحل البحر الأحمر وميناء "الحُديدة"، على أن تتولى الأمم المتحدة الاشراف على الملاحة الدولية في المضيقين من خلال سيطرة عسكرية بريطانية. الأمر الذي يناقض مواقف الرئيس الإيراني (حسن روحاني) والذي أعلن أن إيران سوف توقف الملاحة في المضيقين، خصوصاً تجارة النفط، وهذا في حال مُنعت طهران من تصدير نفطها، علماً أن انسحاب طهران من المضائق وميناء "الحُديدة" اليمني لم يقابله أي تخفيف للعقوبات الاميركية المفروضة على طهران.

خرائط أنفاق "حزب الله"

وأضاف المصدر، أن اتفاق فك الارتباط بالجولان وحفظ أمن إسرائيل سيتم تفعيله وإعادة العمل به، وكذلك القرار 1701 الذي أنهى الأعمال العدائية بين ميليشيا "حزب الله" واسرائيل، حيث تم تزويد إسرائيل بخرائط الأنفاق التي حفرها "حزب الله" تحت "الخط الازرق" الفاصل بين جنوب لبنان وشمال الأراضي المحتلة، وهي أنفاق حديثة تم حفرها على عمق ٤٠ متراً تحت الأرض ويصعب اكتشافها حتى بالات الاستشعار، إذ تؤكد المعلومات أن الجيش الاسرائيلي لم يتجشم عناء البحث عن منافذها؛ بل كانت معداته تقف على مداخل الأنفاق وتعمل على تفجيرها وتعطيلها.

ضربة جوية قاصمة

وفي سياق متعلق بالغارات الإسرائيلية الأخيرة، أكد المصدر لأورينت، أن الأهداف التي قصفها الطيران الاسرائيلي، على مدى ٩٠ دقيقة، واستهدفت طائرة مدنية قبل إقلاعها من مطار دمشق، ومواقع عسكرية تابعة لميليشيا "حزب الله" و"الحرس الثوري" الإيراني في العاصمة السورية. قد استهدفت وفداً رفيع من "حزب الله" كان يقصد طهران لتقديم التعازي بوفاة "محمود هاشمي الشاه رودي"، رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الإيراني، وأحد المرشحين المحتملين لخلافة "مرشد الثورة الإيرانية" (علي خامنئي) عن عمر 70 عاماً، بعد دخوله في حالة غيبوبة، وذلك نظراً للعلاقات الوثيقة التي تربط الحزب بالشاه رودي المتوفي.

ووفقاً للمعلومات فإن إسرائيل استفادت من معلومات استخبارية فائقة الدقة لتنفيذ العملية على طائرة مدنية في مطار دمشق، قبل أن تقلع من أرض المطار، ما يرجح تحوّل أرض سوريا إلى ملاذ آمن لأجهزة الاستخبارات من كل الجهات التي تتقاطع فيما بينها على استهداف النفوذ الايراني و"حزب الله" في سوريا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات