كيف أثرت القرارات التي أصدرتها الحكومة النمساوية على اللاجئين السوريين؟

كيف أثرت القرارات التي أصدرتها الحكومة النمساوية على اللاجئين السوريين؟
مر عام على تشكيل الحكومة النمساوية من قبل حزبي الشعب المحافظ والحرية اليمني المتطرف، متبنية برنامجاً مناهضاً للاجئين والمهاجرين والمسلمين، حيث أصدرت عدة قوانين وقرارات تضييق على اللاجئين.

عدد من اللاجئين غيروا خططهم خشية من الحكومة والقرارات التي يمكن أن تصدرها، منهم الشاب حسين أبو بكر البالغ من العمر 23 عاما، حيث اتجه لاختيار التدريب المهني بالنجارة، بدلاً عن خوض غمار الدراسة الجامعية. 

يوضح حسين أن سبب تفضيله التدريب المهني يعود إلى أن مدته أقصر من الدراسة الجامعية، بالتالي يمكنه دخول سوق العمل بسرعة أكبر ممن يرغبون بالدراسة الجامعية.

حسين الذي غير مكان سكنه من العاصمة فيينا إلى مقاطعة فورالبرغ الواقعة غربي البلاد لوجود فرص تدريبية أكبر فيها من العاصمة، وبالفعل نجح بذلك وحصل على عمل فيها، بعد إتقانه اللغة الألمانية.

ابن مدينة حلب وجد في عمله الجديد فرصة مهمة لا تعوض، خاصة بعد قرار الحكومة النمساوية تخفيض المساعدة الاجتماعية للاجئين بحالات معينة، بالتالي لن يشمله هذا القرار.

قرارات وقوانين

تغييرات أخرى لمسها رائد العزاوي الطالب السوري في كلية الصيدلة بجامعة فيينا،  منها قرارات تمس المسلمين كمنع الحجاب في رياض للأطفال دون أن يشمل قرار الحكومة الرموز والطوائف الدينية الأخرى التي تعيش بالنمسا. 

وبحسب العزاوي الذي شكل مع زملائه اتحادا للطلاب العرب فإن تخفيض ميزانية دورات اللغة الألمانية يؤثر سلبا على حياة اللاجئين، ما يعيق اندماج اللاجئين في المجتمع الجديد، فكيف يمكن اندماج اللاجئين دون تعلم اللغة، وذلك لا يتم بصورة صحيحة دون زيارة دوراتها.

العنصرية

وحول تأثير هذه القرارات والقوانين على تعامل النمساويين مع اللاجئين لفت العزاوي إلى أن هذه القرارات ثبتت العنصرية لدى بعض الناس وأعطتهم القوة لإبراز كراهيتهم للاجئين والمهاجرين، فيما الفئة الأكبر تعاني من قرارات الحكومة مثل اللاجئين ومنهم طلبة الجامعات الذين توجب عليهم دفع رسوم تسجيل إضافية للدراسة الجامعية.

التأثيرات الخطيرة برأي العزاوي تكمن في انتقال العنصرية إلى الصفحات الرسمية لحزب الحرية اليميني على مواقع التواصل الاجتماعي كالفيديو الذي تم حذفه نتيجة ردود الفعل الرافضة له لكونه يصور المسلمين كمستغلين لنظام التأمين الصحي في البلاد.

تأثير القرارات

عادل بادنجكي الذي يعمل كمطور للتطبيقات التعليمية ويبلغ من العمر 32 عاماً وجد تأثيرا مباشرا لقرارات الحكومة الجديدة من خلال التوجه السلبي للإعلام بالتعامل مع اللاجئين.

وقال بادنجكي "لاحظت بشكل شخصي تكرر أسئلة من أصدقائي النمساويين اعتبرها تدخل في خصوصياتي من خلال طلب رأيي في حال خلع زوجتي للحجاب، وهي الأسئلة التي تتكرر بالإعلام النمساوي".

وأضاف أن "تأثير قرارات الحكومة غير مباشر حالياً، ماعدا الأثر النفسي الكبير والذي يزيد من حدة التمييز تجاه الأجانب واللاجئين وتغير النظرة تجاههم، لكن نخشى من قرارات أشد وطأة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات