أين يتجه مستقبل إدلب وريفها بعد الانهيارات المتسارعة "للجبهة الوطنية للتحرير "؟

 أين يتجه مستقبل إدلب وريفها بعد الانهيارات المتسارعة "للجبهة الوطنية للتحرير "؟
تواصل "هيئة تحرير الشام" قضمها للمناطق المحررة شمالي سوريا، وسط انهيارات متسارعة في صفوف فصائل "الجبهة الوطنية للتحرير" التابعة للجيش السوري الحر، دون وجود أي معلومات توحي بتوقف المعارك بين الطرفين حتى الآن.

وتمكنت الهيئة خلال حوالي عشرة أيام فقط من السيطرة على قرى وبلدات ريف حلب الغربي التي كانت خاضعة لسيطرة "حركة نور الدين الزنكي" بشكل شبه كامل، إضافة إلى سيطرتها على عدة قرى بمناطق سيطرة "حركة أحرار الشام" بريف إدلب الجنوبي.

وقال الباحث في المؤسسة السورية للدراسات وأبحاث الرأي العام النقيب (رشيد حوراني)، لأورينت، إن " هدف "الهيئة" توسيع رقعة سيطرتها على كامل مناطق "نزع السلاح" التي أقرها مؤتمر "سوتشي"، للتحكم في المنطقة وليكون لها مقعد بالمفاوضات في المراحل القادمة".

وأضاف، أن الهيئة تسعى من خلال سيطرتها على مناطق ريف حلب الغربي إلى التحكم في طريق حلب- إعزاز الدولي، حيث تنظر إليه كشريان لتغذية حكومة "الإنقاذ" التابعة لها اقتصاديًا، وسيؤهلها للخوض في مفاوضات مع تركيا التي تدعم "الجبهة الوطنية للتحرير".

الموقف التركي من الاقتتال

لم يصدر حتى الآن أي موقف رسمي تركي حيال الاقتتال الحاصل بين الفصائل في الشمال السوري المحرر، وخاصة وأنها الضامن الرسمي لاتفاق "سوتشي" الموقع مع روسيا والقاضي بجعل المنطقة (إدلب وماحولها)، آمنة ومنع ميليشيا أسد الطائفية من اقتحامها.  

وأرجع (حوراني) عدم تحرك تركيا أو الفصائل المدعومة من قبلها، (في إشارة إلى الجيش الوطني العامل في منطقتي درع الفرات وغصن الزيتون) لإيقاف الانهيار الحاصل في صفوف "الجبهة الوطنية للتحرير"، هو أن تركيا بحاجة ماسة لتلك الفصائل في معركتها المرتقبة شرقي الفرات مع تنظيم (ب ي د) الذراع العسكري لحزب العمال الكردستاني".

وفي هذا الصدد أعلن الرئيس التركي (رجب طيب أردوغان)، أمس (الثلاثاء)، عقب زيارة مستشار الأمن القومي إلى تركيا (جون بولتون) أنهم سيبدؤون قريباً جداً التحرك ضد  "التنظيمات الإرهابية" في الأراضي السورية، في إشارة إلى حزب (ب ي د) وتنظيمه العسكري الذي يسمى "وحدات حماية الشعب الكردية"(ي ب ك).

وبالعودة إلى المعارك المتواصلة بين "هيئة تحرير الشام" وفصائل " الجبهة الوطنية للتحرير" فقد بدأ الاقتتال بينهما منذ حوالي عشرة أيام على خلفية مقتل أربعة عناصر من الأولى برصاص مقاتلي فصيل "الزنكي" التابع للأخيرة في قرية "تلعادة" بإدلب.

 ورغم توصل الطرفين بعدها إلى اتفاق ينهي القضية بينهما إلا أن "الهيئة" شنت هجوما على مواقع الثانية غرب حلب متهمة إياها بخرق الاتفاق، وفرضت سيطرتها عليها، لتنتقل المواجهات تدريجيا إلى حماة وإدلب.

ويعتقد مراقبون وناشطون ثوريون أن "هيئة تحرير الشام" استخدمت مقتل عناصرها في قرية "تلعادة" في إدلب سواء بقصد أو بغير قصد ذريعة للسيطرة على جميع مناطق الشمال السوري المحرر، والقضاء على فصائل الجيش الحر هناك، وليس الهدف الاقتصاص لعناصرها كما طالبت في تصريحاتها المتكررة بعد الحادثة.

ويعزز وجهة النظر هذه ما أفاد به مراسل أورينت، أمس (الثلاثاء) حول أن ممثلين عن "هيئة تحرير الشام وحكومة الإنقاذ"، زاروا منطقة معرة النعمان في ريف إدلب الجنوبي للتفاوض مع أهالي المدينة لتسليمها لهم سلما أو حربا، ما يعني أنها تسعى لكسب مناطق جديدة وعدم اكتفائها بالقضاء شبه التام على فصيل "الزنكي" الذي اتهمته بقتل عناصرها الأربعة.

استمرار الاقتتال ومستقبل المنطقة

توصل الرئيسان التركي (رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين) في 17 أيلول الماضي إلى اتفاق لإقامة "منطقة منزوعة السلاح" في (إدلب وأجزاء من أرياف حماة وحلب واللاذقية) تحت سيطرة روسية تركية، لتجنيب أي هجوم على هذه المنطقة التي تعتبر آخر معقل للفصائل المعارضة لنظام الأسد.

ونص أحد بنود الاتفاق على أن تنسحب جميع الفصائل المسلحة التي وصفت "بالمتطرفة" من المنطقة "المنزوعة السلاح"، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا)، التي باتت تسيطر على معظم المناطق المنزوعة السلاح والمتفق عليها في "سوتشي" مؤخرا.

وهنا يعتقد المحلل العسكري المقدم (أحمد العطار) أن استمرار هذه المعارك سيجعل منطقة الشمال عرضةً لتدخلات "نظام الأسد" والتنظيمات المتشددة وكل من له مطمع فيها، وبالتالي ربما نرى تشكيلاً أو جهة مسؤولة عن هذه المنطقة غير هؤلاء المتقاتلين"، خاصة أن طول مدة الاشتباكات ستضعف الطرفين.

ويعتبر الإعلامي (محمد العلي) أن أبرز سلبيات هذا الاقتتال هو الشرخ العائلي والمناطقي في الشمال المحرر، حيث تجد شخصا من هذا الطرف يقتل قريبه من الطرف الآخر أو مجموعة من هذه البلدة تقتل آخرين من بلدة مجاورة، وكذلك من الآثار السلبية عزوف المنظمات الدولية عن العمل في الشمال".

ومنذ بضع سنين والاشتباكات تتكرر بين "جبهة النصرة" بمسمياتها اللاحقة وعدد من الفصائل الأخرى التي بات أغلبها ضمن تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير، وفي كل مرة يقع قتلى وجرحى من الطرفين، عدا عن الضحايا المدنيين".

يشار إلى أن المناطق التي سيطرت عليها "هيئة تحرير الشام" مؤخرا في ريف حلب الغربي شهدت 11 غارة جوية روسية ما أوقع 4 قتلى في صفوف المدنيين وإصابة عشرات آخرين.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات