نيويورك تايمز: هكذا سيبدو الشرق الأوسط بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا

نيويورك تايمز: هكذا سيبدو الشرق الأوسط بعد انسحاب القوات الأمريكية من سوريا
أشارت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى الانسحاب الأمريكي من سوريا والذي بدأ يوم الجمعة من خلال سحب المعدات العسكرية.

وبحسب الصحيفة، بقي الشرق الأوسط خاضع للنفوذ الأمريكي منذ نهاية الحرب الباردة، وكان من أولويات السياسية الخارجية الأمريكية، سواء في حرب الخليج الأولى في 1990- 1991، إلى غزو العراق في 2003، والربيع العربي والمعركة ضد "تنظيم داعش".

وقدم القادة الأمريكيون مبررات كثيرة لهذا الاستثمار الكبير في الدماء والأموال الأمريكية في المنطقة، أهمها استبدال الأنظمة الديكتاتورية بأخرى ديمقراطية، وتعزيز حكم القانون ودعم الحكومات الحليفة ومكافحة الإرهاب. بالنسبة إلى بعض الباحثين في المنطقة، فإن نتائج هذا التدخل تبدو باهتة مقارنة بحجم الجهود والاستثمارات الأمريكية في المنطقة.

وقال (غاري سيك)، الباحث في شؤون الشرق الأوسط في "جامعة كولومبيا" والذي عمل في مجلس الأمن القومي تحت حكم ثلاثة رؤساء، "إذا ما نظرت إلى تحاليل الكلفة والربح، سترى فائدة محدودة. ستقلص الولايات المتحدة وجودها مع مرور الوقت لأن هنالك الكثير من الأشياء التي يجب أن تتعامل معها حول العالم".

أهمية التواجد الأمريكي

ترى الصحيفة أن وجهات النظر المشابهة لرؤية (سيك) شكلت نهج كل من إدارتي (أوباما) و(ترامب). فعلى الرغم من الاختلاف الحاد بينهما، إلا أن كلاهما نظر للشرق الأوسط كمصدر للإزعاج، يستنزف موارد الولايات المتحدة، ويشتتها عن أولويات أخرى، وعلى هذا الأساس، دعت الولايات المتحدة القوى الإقليمية الرئيسية للعب دور أكبر في المنطقة بما في ذلك حمايتها وتأمينها.

ويعود سبب إرهاق الولايات المتحدة الأساسي، للحرب المميتة في العراق، والتي استنتج منها الأمريكيون بأن الاستثمار العسكري الأمريكي لن يحسن الأمور في كثير من الأحيان. كما يعتقد العديد من الباحثين أن المنطقة ونتيجة للتحولات على المدى الطويل، أصبحت أقل أهمية بالنسبة لأولويات الوطنية للولايات المتحدة.

وبحسب الصحيفة، لم تعد الحماية الأمريكية ضرورية لضمان تدفق النقط من الخليج، كما أن ازدهار إنتاج النفط المحلي داخل الولايات المتحدة، جعلها أقل اعتماداً على نفط الشرق الأوسط.

وأصبحت إسرائيل أكثر اعتماداً على قوتها في المنطقة، سواء من الناحية العسكرية أو الاقتصادية، وأدت الفوضى التي ضربت بجيرانها إلى جعلها أقل اعتمادا على الحماية الأمريكية.

هل ستعود مرة أخرى؟

وقال (سيك) "الحقيقة هي أن مصالحنا المباشرة فيما يتعلق بحماية الأمن القومي الأمريكي أصبحت قليلة جداً في الشرق الأوسط" مؤكداً على أن القول بأن التدخلات الأمريكية في المنطقة أتت بنتائج إيجابية أكثر من تسببها بأضرار هو قول متفائل بأحسن الأحوال.  وأضاف "باتت الأمور فوضوية كلياً، لا أرى أي تحسن بوجودنا ولا أرى أن الأوضاع ستزداد سوءاً إن لم نكن هناك".

وقارن العديد من النقاد إعلان (ترامب) الانسحاب من سوريا، بإعلان (أوباما) سحب القوات الأمريكية من العراق، بعد أن قرر أن الدور العسكري الأمريكي لم يعد ضرورياً هناك. أدى ذلك إلى عودة المتشددين في غضون سنوات قليلة، بعد أن اعتقدت الولايات المتحدة أنهم قد هزموا، أعادوا تسمية أنفسهم كـ "دولة إسلامية"، ودفعوا الأمريكان لتنفيذ عملية عسكرية جديدة.

وأدت عودة الولايات المتحدة إلى تدمير كل المدن التي خضعت لسيطرة "داعش"، دون مسار واضح من شأنه إعادة الإعمار، ولم تقدم أي حلول لمعالجة قضايا سوء الحكم التي غذت صعود المتشددين، الأمر الذي يهدد بتكرار الدورة ذاتها في سوريا.

يجادل البعض بإن الحل الوحيد أمام الولايات المتحدة، هو التوصل لطرق أكثر إنتاجية، وطويلة الأمد، تتمكن من خلالها من تشكيل مستقبل المنطقة بدون استخدامها للقوة.

ورأى (هاس)، أنه يجب على الولايات المتحدة "أن تجد أرضية مشتركة، بين محاولتها لتحويل الشرق الأوسط والابتعاد بشكل متزايد عن الشرق الأوسط".

وأختتم كلامه قائلاً "نريد أن نغسل يدينا من المنطقة.. إلا أن التاريخ يخبرنا بأن الشرق الأوسط لن يسمح لنا بذلك".

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات