ما مصير فصائل "الجبهة الوطنية" بعد حملة "تحرير الشام"؟

ما مصير فصائل "الجبهة الوطنية" بعد حملة "تحرير الشام"؟
ألزمت "هيئة تحرير الشام فصيل جيش الأحرار بتسليم مقراته ومواقعه العسكرية وحواجزه في ريف إدلب الغربي وريف الساحل، في سياق سعيها المتواصل للسيطرة على جميع المناطق الاستراتيجية وتقويض قوة الفصائل الأخرى وذلك بعد سيطرتها على مواقع حركة أحرار الشام بسهل الغاب ونور الدين الزنكي بريف حلب الغربي.

و وقّع جيش الأحرار على اتفاق مع هيئة تحرير الشام، سلم بموجبها ثلاثة حواجز وهي "المنطرة، هيا، الزرن" وتعهد بعدم الاقتراب من المقرات العسكرية في المنطقة، بالإضافة إلى تسليمه مطار تفتناز العسكري وبعض المواقع العسكرية الأخرى.

ما أهداف تحرير الشام؟

ويقول القائد في الجبهة الوطنية للتحرير (أحمد عبد اللطيف) لأورينت نت :" إنه منذ تشكيل الجبهة الوطنية للتحرير عملت هيئة تحرير الشام على محاولات تفكيكها من خلال تحييد بعض فصائلها عن القتال الذي يجري مع مكونات الجبهة الوطنية الأخرى، حيث كانت تعمل على حصر معركتها مع حركة نور الدين الزنكي مع تحييد لباقي مكونات الجبهة".

ويضيف عبد اللطيف أن"تحرير الشام تسير على خطى النظام في تحييد بعض المناطق من أجل الاستفراد بالأخرى، فبعد انتهائها من مناطق ريف حلب الغربي حولت أرتالها إلى سهل الغاب وقامت بمحاصرته من عدة محاور، مما أجبر ثواره على  توقيع اتفاق يقضي بخروجهم إلى مناطق غصن الزيتون وذلك رفضاً للبقاء تحت سيطرة الهيئة".

وأشار إلى أن " الهيئة ستحاول مستقبلاً القضاء على جيش الأحرار لأنه يسيطر على مناطق استراتيجية وهي طعوم وتفتناز وبنش، وذلك من خلال افتعال معارك معه بحجج واهية ومن ثم تقليم أظافر فيلق الشام من أجل إجباره على عدم عرقلة أي اتفاق تقوم به الهيئة مع الأتراك أو حتى مع الروس".

وتسعى هيئة تحرير الشام للتفرد بالمناطق الاستراتيجية في الشمال السوري، حيث تمكنت خلال الأيام العشرة الماضية وبعد معارك عنيفة من توقيع عدة اتفاقيات أبرزها إنهاء فصيلي الزنكي وأحرار الشام، وبيارق الإسلام وثوار الشام في الأتارب، ومكّنت حكومة الإنقاذ الذراع المدني لها من السيطرة على تلك المناطق.

مصير الفصائل مرتبط بقرار تحرير الشام

ويقول الإعلامي والكاتب الصحفي نورس العرفي إن "بقاء بعض الفصائل من عدمه متوقف على قرار هيئة تحرير الشام التي أصبحت هي القوة الكبرى على الأرض والتي تفردت بالسيطرة على المناطق في إدلب، فمعظم الفصائل تريد البقاء دون التفريط بقرارها ولكنها بنفس الوقت لا تريد الاصطدام مع هيئة تحرير الشام".

ويضيف العرفي "ليس من مصلحة الهيئة أن تتفرد هي بإدارة المناطق فذلك سيسبب لها الكثير من الحرج الدولي خاصة بعد تصنيفها أنها إرهابية، لذلك ستسعى لضم بعض القيادات من الفصائل إلى حكومة الإنقاذ لكي يكون هناك شراكة ولا تكون هي المتفردة في إدارة تلك المناطق لكي لا ينعكس سلباً على المدنيين بشكل خاص".

ويشير إلى أنه" يجب أن تكون هناك حالة توازن بين فصائل الجبهة الوطنية المتبقية وتحرير الشام حيث لن يكون هناك حكم واحد إلا إذا كان هناك اقتتال، حيث إن الفصائل لا ترغب بذلك من أجل مصلحة المدنيين في حين أن تفرد تحرير الشام في مصير إدلب سيكون سلبيا للغاية ".

انعدام التوازن العسكري

من جهته يقول المحلل في الشؤون العسكري (عمر مصطفى) "لن تكون هناك حالة توازن عسكرية بين الفصائل الثورة وهيئة تحرير الشام مستقبلاً، وخصوصاً أن القوة الضاربة وهي حركة أحرار الشام وحركة نور الدين زنكي والتي كانت تسيطر على مواقع حيوية وتملك العتاد والسلاح الثقيل لمواجهة الهيئة قد سقطت خلال فترة وجيزة".

ويضيف( مصطفى) أن "تحرير الشام سوف تترك بعض الفصائل مثل فيلق الشام من أجل أن تكون واجهة مستقبلية للهيئة كونه تربطه علاقات جيدة معها، حيث إن الهدف من الإبقاء على بعض الفصائل كجيش إدلب الحر والفيلق هو من أجل عدم اتهام الهيئة بصبغ إدلب بالسواد والإرهاب، في حين أنها استطاعت القضاء على خصومها من الفصائل".

مشيراً إلى أن " المرحلة المقبلة ستتضمن إنهاء بعض الفصائل التي تعتبر متشددة كأنصار الدين وحراس الدين والذي يضمون بعض المقاتلين ( المهاجرين) وذلك من أجل عدم وجود فصيل قوي يملك السلاح، ويعيق تحركات الهيئة في المفاوضات أو التحكم بمصير إدلب".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات