من هو عصام العطار

من هو عصام العطار
"بعض الناس فقدوا نعمة الحرية والشوق إِليها والقدرة على الحياة بها، فهم يتنقلون من سيّد إِلى سيّد، ومن نِير إِلى نِير.. سيّدٍ يُسَخّرهم بالخوف والسوط، وسيدٍ يسخرهم بالطمع والفُتات، وهم عبيد، بل شرّ من العبيد في كلتا الحالتين"

هكذا تحدث عصام العطار موصفاً بعمق حالة التبعية التي تصيب الأفراد والمجتمعات وهي تتنقل من حكم استبدادي إلى آخر ومن طاغية إلى آخر.

السياسي والمفكر الإسلامي الذي يقف على أبواب التسعين من العمر، يمثل حالة نادرة وملهمة تستحق الاحتفاء. في حديثه يختلط الثقافي بالإنساني بالسياسي وتبرز روح الدين الإسلامي المعتدل، وتجربة العيش لعقود في الغرب، لتعطي لتحليلاته هوية فيها الكثير من الأصالة والمعاصرة.. حيث تنساب الحكمة في أجلى ينابيعها صفاء ووضوحاً.

ولد عصام العطار عام 1927، في منزل يعتبر ملتقى للعلماء والمفكرين الإسلاميين، فوالده الذي كان عالماً وقاضياً شرعياً من أبرز الوجوه الدمشقية في عصره.. وأسرته حفلت بأسماء لامعة في الشعر والأدب والحياة.

انخرط عصام العطار منذ فتوته بالعمل الدعوي وانضم إلى جمعية شباب محمد (ص) التي تعتبر نواة حركة الإخوان المسلمين السورية. كان العطار الشاب خطيباً بليغاً في مسجد الجامعة، وعرف عنه الانفتاح على جميع الحركات والجماعات سواء اتفقت مع فكر الأخوان أم لم تتفق. أول مواجهة له مع السلطة سنة 1951 حيث هاجم بخطبته الحاكم العسكري آنذاك أديب الشيشكلي، فأمر هذا الأخير باعتقاله مما اضطره إلى السفر إلى مصر. في العام 1955 وعقب  المؤتمر الذي عقد في دمشق وضم علماء ومشايخ سوريا الكبار والسياسيين السوريين الإسلاميين، اختير عصام العطار بالإجماع أمينا عاما لهيئة المؤتمر الإسلامي، وكان وقتها يتقلد مناصب أخرى في الهيئة التشريعية والمكتب التنفيذي للإخوان المسلمين. في فترة الوحدة بين سوريا ومصر، كان صوت عصام العطار هو الصوت الوحيد الذي ارتفع عالياً في وجه الطبقة المستبدة التي حكمت سوريا في عهد الوحدة، رغم ذلك رفض العطار التوقيع على وثيقة الانفصال وتمسك بالوحدة على أسس صحيحة وديمقراطية. بعد استيلاء حزب البعث على السلطة في سوريا بانقلاب سنة 1963، رفض عصام العطار الاعتراف بشرعية الإنقلاب، ويقول في إحدى المقابلات عن تلك المرحلة:

"رأيت الوجه الطائفي من وراء الحركة، وأعلنت ذلك وأكدت أنه بالنسبة لبلادنا فإن النظام الذي يحميها من المخاطر الخارجية هو النظام الديمقراطي، و إلا فإن النظام الديكتاتوري ضرر في كل جوانبه".

وعلى إثر مواقفه الجريئة من البعثيين الإنقلابيين، سعت القيادة البعثية إلى إغتياله عدة مرات وفشلت، فقامت بمنعه من العودة إلى سوريا عندما خرج للحج سنة 1964، وبقي منفياً وممنوعاً من دخول بلاده حتى يومنا هذا، لم يكتفوا بذلك بل طاردوه إلى منفاه ليقتلونه، وكانت السلطات الألمانية تغير مكان إقامته بشكل دائم حفاظاً على حياته وحياة الآخرين من حوله، لكن يد الغدر طالت زوجته بنان علي الطنطاوي التي قتلت عام 1981 في عملية اغتيال كان المقصود فيها اغتياله هو.

عصام العطار صاحب العديد من الكتب والدراسات والمقالات والأشعار، أمضى أكثر من نصف حياته في المنفى وما يزال، وعندما انطلقت الثورة السورية أيدها بقوة وسجل الكثير من رسائل الفيديو ونشرها على موقع اليوتيوب، ليدعوا فيها السوريين إلى التوحد في وجه الطاغية ويحثهم على الصبر والثبات.. كما كان له إطلالات خاصة على قناة الأورينت التي احتفت به في أكثر من برنامج، كما أهدت مشاهديها اطلالات يومية من حديثه في شهر رمضان المنصرم، حققت الكثير من التفاعل مع هذه الشخصية الوطنية التي دفعت عقوداً من عمرها في مقارعة الاستبداد وصمتت لفترات طويلة... قبل أن تسمع كلمات العطار في زمن الثورة: من به صمم!

التعليقات (4)

    abdulmajed chalabi

    ·منذ 11 سنة 7 أشهر
    baraka allah fi juhudihi

    أحمد رامي

    ·منذ 11 سنة 7 أشهر
    الله يطعمك العودة على بلدك المحرر من الاحتلال الأسدي البغيض

    wilyam fischer

    ·منذ 11 سنة 7 أشهر
    in this century Al Attar is a greatest syrian man

    احمد سليمان

    ·منذ 11 سنة 6 أشهر
    في البدء امد الله بعمرك ايها الرجل الفاضل في الوقت الذي عز فيه وجود الرجال الرجال منبت طيب واسره كريمة ومسار صحيح وجهاد متواصل يستحق منا الدراسة والتمعن ادعو الله عز وجل ان يكحل عينيك برؤيتك دمشق وكل انحاء سوريه وقد تخلصت من هذا المحتل الغاصب آمين
4

الأكثر قراءة

💡 أهم المواضيع

✨ أهم التصنيفات