ما حقيقة قرار إعادة "الكمليك" للسوريين الذين سلموها على الحدود؟

ما حقيقة قرار إعادة "الكمليك" للسوريين الذين سلموها على الحدود؟
تناقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أسبوع صورة مرفقة بمعلومات تفيد بأن الحكومة التركية قررت إعادة الكمليك لمن قام بتسليمها في وقت سابق على أحد المعابر الحدودية مع سوريا، حيث إن الخروج من تركيا إلى سوريا بغير الإجازات المخصصة يؤدي لإلغاء قيود (الكمليك) وذلك بسبب وصف الشخص الذي يخرج (رافضاً للحماية المؤقتة التركية) وبالتالي يتم سحب الكمليك منه وإلغاء قيوده.

يقول أحد موظفي إدارة الهجرة في أنطاكيا في حديث لـ أورينت نت بعد مطالعته للصورة المتداولة، إن "هذه الصورة من المفترض أنها قرار صادر عن مديرية الهجرة العامة وتنص على إعادة الكمليك لمن سلمها على المعابر الحدودية، ولكن لم نتلق أياً من ذلك أو ما شابه، عملية إعادة الكمليك تتم عبر معاملة نظامية اسمها المتداول بين السوريين (طلب استرحام) وفي الآونة الأخيرة تمت الموافقة على نحو 80 % من طلبات الاسترحام المقدمة وتمت إعادة الكمليك لمئات ممن سلموها على الحدود هذا في أنطاكيا لوحدها".

يضيف: "عملية الإعادة تتم لمن سلم هويته طوعاً فقط ولا يمكن تطبيق ذلك على الذين تم ترحيلهم قسرياً إلى سوريا لارتكابهم جرماً ما، غالباً ما يكتب السوريون في طلب الاسترحام أنهم غادروا إلى سوريا بسبب حالة وفاة أو مرض ونحن نعلم أن غالبيتهم خرج لقضاء أمر ما، ولكن هناك تعليمات بالتساهل في هذا المجال، كما أن إعادة الكمليك من اختصاص أجهزة الأمن أيضاً فبعد (تفييش) الشخص ودراسة ملفه بالكامل وتاريخ دخوله وخروجه، يتم القرار من قبل الوالي و إبلاغنا به ونحن بدورنا نقوم بتطبيق ما هو مملي علينا"

كيف يتم طلب الاسترحام؟

وفي سؤال له حول ماهية الأوراق المطلوبة لطلب الاسترحام أجاب: "يطلب من المتقدم لاستعادة هويته عدة أوراق معروفة أولها كتابة طلب استرحام يتضمن اسم المتقدم ورقمه الـ TC وعنوان سكنه، ثم يتم كتابة السبب الذي غادر لأجله إلى سوريا والتاريخ الذي غادر فيه، ثم عبارات أخرى يطلب فيها من والي المدينة المتواجد بها إعادة هويته والتماس ظروفه".

يستطرد: "يتم إرفاق الطلب مع صورة للكمليك التي جرى تسليمها إضافة لسند إقامة مستصدر إما من دائرة النفوس في الولاية أو من مختار الحي الذي يقطنه الشخص وإرفاق صور الكمليك لباقي أفراد العائلة في حال كان الرجل رب أسرة، حيث إن وجود زوجة وأطفال يعطي فرصة أكبر في استعادة الكمليك".

لاجئ سوري: هكذا استعدت الكمليك بعد ثلاث سنوات

وفيما تضج مواقع التواصل بالأخبار بين أخذ ورد وجدل، يتحدث "ابراهيم عثمان" وهو سوري مقيم في أنطاكيا لـ "أورينت نت" عن تجربته في هذا الأمر وكيف تمكن بعد ثلاث سنوات من استعادة الكمليك خاصته قائلاً: "أواخر العام 2015 غادرت إلى سوريا عبر معبر باب الهوى وكنت أجهل أن المغاجرة تعني إيقاف القيود، كل ما أعلمه أنهم كانوا يأخذون الكمليك فقط فقمت باستنساخ نسخة طبق الأصل للكمليك الأبيض آنذاك وسلمتها لهم واحتفظت بالأصلية في محاولة لخداعهم وعند عودتي اكتشفت أن قيودي تم إلغاؤها، وبدأت المحاولات لاستعادتها ولكن جميعها باءت بالفشل رغم توكيل الكثير من السماسرة وإنفاق الكثير من الأموال ولكن دون جدوى".

يضيف:  "أشار علي أحدهم بتقديم طلب استرحام للأمنيات في محلة نارليجا، وعلى الفور قمت بهذا الإجراء الذي تم رفضه وبقي الأمر معلقاً حتى مطلع العام 2018 وبالتحديد شهر نيسان حيث قمت بتقديم طلب استرحام جديد (السابع في ترتيبه) استغربت من طريقة الرد السريع، تم الاتصال بي بعد ساعتين من تقديم الطلب ليخبروني بأنه تمت الموافقة على طلبي وعلي أن أتوجه لمركز تحديث البيانات من أجل استصدار كمليك أصفر لي وبالفعل قمت بحجز موعد عبر الانترنت وذهبت إلى هناك من أجل تحديث بياناتي والحصول على كمليك، ولكن أخبروني بأن مشكلتي تكمن ليس في الأمنيات فقط بل في منظمة الحروب والكوارث المعنية باللاجئين أيضاً المعروفة باسم (آفاد)، وقد تم رفع طلب لما يعرف بـ (تحريك رقم 99) لمنظمة الآفاد"، مشيراً إلى أن الرد جاءه بعد 3 أيام عبر اتصال هاتفي وطلب منه التوجه إلى مركز التحديث لتسلم هويته وحصل عليها بالفعل".

الجدير بالذكر أن ناشطين رصدوا الشهر الماضي مبيت عشرات السوريين أمام مديرية الهجرة في مرسين التي تعتبر المحافظة الوحيدة حالياً جنوب تركيا التي تصدر الكمليك ابتداءً من الساعة الواحدة بعد منتصف الليل وحتى الثامنة والنصف صباحاً من أجل الحصول على موعد (بصم) على الكمليك الذي بات أشبه بـ "أمنية" لكثير من السوريين في تركيا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات