ما أسباب الاشتباكات الأخيرة بين عناصر الشبيحة في سهل الغاب؟

ما أسباب الاشتباكات الأخيرة بين عناصر الشبيحة في سهل الغاب؟
جرت اشتباكات عنيفة خلال الأيام الثلاثة الماضية، بين عناصر الشبيحة في منطقة سهل الغاب والسقيلبية بريف حماة الغربي، نتج عنها قتلى وجرحى من طرفيّ الخلاف، وتُعتبر هذه الاشتباكات ليست الأولى من نوعها في المنطقة بين الطرفين المدعومين من ايران وروسيا.

وأكّدت عدة مصادر ميدانية لأورينت نت، أن الاشتباكات الأخيرة كانت بين ميليشيات محسوبة على ايران كالفرقة الرابعة وشبيحة سهل الغاب، وبين ميليشيات الفيلق الخامس الذي تمّ تأسيسه في درعا والفرقة الثامنة المحسوبَين على روسيا.

طرد الميليشيات التابعة لإيران

وأوضح المرصد العسكري (مرصد عشرين) خلال حديثه مع أورينت نت تفاصيلَ هذه الاشتباكات وسببها بقوله، "حدثت خلافات حادة مساء الأربعاء الماضي بين شبيحة النظام في القرى الموالية بسهل الغاب كقرى الجيّد والكريم ومعهم مجموعات من الفرقة الرابعة التي يرأسها "ماهر الأسد" شقيق بشار الأسد وجميعهم مدعوم من القوات الايرانية ومحسوب عليها، ومن طرف آخر كان عناصر الفيلق الخامس الذي تم إحضاره مؤخراً من درعا إلى سهل الغاب، ومعهم مجموعات من الفرقة الثامنة التي أتت للمنطقة بدلاً من الفرقة الرابعة وكلاهما مدعومان من القوات الروسية ".

وأكمل (المرصد عشرين)، "تسعى روسيا منذ مدة لاستلام زمام الأمور في منطقة سهل الغاب لأهميتها الاستراتيجية ولقربها من المنطقة العازلة المُتفق عليها مع الجانب التركي، ولذلك أحضرت الفيلق الخامس الذي أسسته من فصائل المصالحة في حوران إلى سهل الغاب وأجبرت نظام الأسد على ارسال قوات الفرقة الثامنة لتحلّ مكان الفرقة الرابعة المحسوبة على ايران".

وتابع المرصد حديثه، "تعمل روسيا على طرد الميليشيات والقوات المحسوبة على ايران من منطقة سهل الغاب والسقيلبية، ولكن الميليشيات الموالية لايران رفضت ذلك عدة مرات وفي كل مرة تحدث اشتباكات يقع فيها عدد من القتلى والجرحى من الطرفين، وآخرها الاشتباكات التي امتدت من قرى الحرّة والكريم وقبر فضة والرصيف والجيّد حتى السقيلبية والعبر ومركز البحوث، وأحضر الجانبان تعزيزاتهم العسكرية تحسّباً  لزيادة رقعة هذه الاشتباكات".

السيطرة على منافذ التهريب

يربط منطقة سهل الغاب والسقيلبية الخاضعة لميليشيات أسد الطائفية، ومناطق سيطرة المعارضة عدداً من المنافذ والجسور والمعابر المخصصة للتهريب بكافة أشكاله، وخاصة تهريب البشر من وإلى المنطقتين ومنها إلى البلدان المجاورة.

وعن هذا الجانب، تحدّث الناشط الاعلامي (محمد العلي) لأورينت نت قائلاً، "تمتد منطقة سهل الغاب الأوسط على عدة قرى ومدن موالية لنظام الأسد وأغلبها من الطائفة العلوية عدا عن مدينة السقيلبية ذات الغالبية المسيحية الموالية للكنيسة الروسية، ويتخلل هذه المنطقة عدة نقاط ومنافذ للتهريب بين المناطق المحررة ومناطق سيطرة نظام الأسد".

وأرجع (العلي) سبب الاشتباكات الأخيرة بين ميليشيات أسد الطائفية لوجود هذه المنافذ والسيطرة عليها، وتابع حديثه مبيّناً، "يتم تهريب جميع المواد الاستهلاكية والزراعية من هذه المنافذ، ولكن أهم عملية تهريب تدرّ أموالاً طائلة هي عملية تهريب البشر والمطلوبين بين مناطق سيطرة النظام ومناطق المعارضة، خاصةً أن أغلب الذين يتمّ تهريبهم هم من المطلوبين أو المنشقّين أو من يُريد السفر خارج البلاد إن كان إلى لبنان أو تركيا ومنها إلى أوروبا".

وأشار (العلي) إلى أهمية هذه المنافذ بقوله، "عمليات تهريب البشر عبر هذه المنطقة المُتنازع عليها بين ميليشيات الأسد، باتت بدلاً لعمليات التعفيش التي كان يعيش عليها شبيحة تلك المنطقة أثناء العمليات العسكرية على المدن السورية، ومع توقف هذه العمليات لجؤوا للسيطرة على منافذ التهريب التي تدرّ عشرات آلاف الدولارات يومياً، ولذلك منعوا عناصر الفيلق الخامس والفرقة الثامنة من السيطرة عليها كوْن المنطقة ليست منطقتهم والقرى ليست قُراهم".

تصفية حسابات

وأما الضابط المنشقّ (محي الدين عليوي) لفتَ من جانبه أن سبب هذه الاشتباكات يعود لتصفية حسابات قديمة بين الطرفين الأساسيين (ايران وروسيا) في تلك المنطقة.

وذكر (عليوي) لأورينت نت أنّ، "الاشتباكات الأخيرة أتت امتداداً لاشتباكات سابقة بين عناصر الفرقة الرابعة الموالية لإيران وبين الشرطة الروسية أثناء محاولة الأخيرة فتح معبر قلعة المضيق بالقرب من مدينة السقيلبية، ولكن هذه المرة كان بدلاً من الشرطة الروسية، عناصر الفيلق الخامس والفرقة الثامنة التي تُحاول روسيا تسليمهما إدارة شؤون المنطقة عسكرياً".

ونوّه (عليوي) إلى أن، "شبيحة تلك المنطقة من سهل الغاب تنقسم إلى قسمين كذلك وبينهم خلافات قديمة، فبعضهم موالي وتابع لشبيحة العميد "سهيل الحسن" المحسوب على روسيا، وبعضهم الآخر تابع لماهر الأسد وفرقته الرابعة المحسوبة على ايران، وكلا الطرفين اشتبك مع بعض وجرت خلافات بينهم أثناء عملياتهم العسكرية وسيطرتهم على المدن السورية سابقاً".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات