كيف تحاول الميليشيات الشيعية إحداث تغيير ديموغرافي جنوب دمشق؟

كيف تحاول الميليشيات الشيعية إحداث تغيير ديموغرافي جنوب دمشق؟
بعد سيطرة المليشيات الشيعية على كامل الريف الجنوبي لدمشق والذي يضم مزارات شيعية، خصوصا منطقة السيدة زينب والبلدات المحيطة فيها ومنها حجيرة والسبينة؛ قامت الميليشيات بالتواصل مع سكان هذه المناطق المهجرين، من أجل بيعهم منازلهم بأسعار رمزية مقابل إرسال أوراق ثبوتية تثبت البيع.

وهددت الميليشيات المتواجدة في هذه المناطق أصحاب المنازل الذي رفضوا بيعها بهدمها أو الاستيلاء عليها بحجة أنها تعود للإرهابيين، وذلك من خلال التواصل معهم عن طريق الهاتف من أجل إجبارهم على البيع مقابل تحويل الأموال لهم عن طريق محال الصرافة المتواجدة في المناطق التي يسكنها المهجرون.

تهديد الأهالي

ويقول (ياسر أبو محمود) وهو صاحب أحد المنازل في منطقة السيدة زينب لأورينت نت أن"اشتريت منزلاً بقيمة مليون ونصف ليرة سورية في عام 2009 في منطقة شارع علي الوحش ضمن منطقة السيدة زينب، أي ما يعادل 30 ألف دولار في حين أن أحد قادة الميليشيات عرض علي دفع مبلغ يقدر ب3 ملايين ليرة مقابل بيع البيت أي ما يعادل 6 آلاف دولار".

ويضيف (أبو محمود) أنه"بعد التهديد من قبل إحدى العائلات الشيعية بالسيطرة على المنزل وتخريبه في حال عدم بيعه قمت ببيعه بهذا المبلغ الزهيد، حيث إن أحد عناصر الميليشيات قام ببيع منزلي نفسه إلى عائلات مهجرة آتت قريباً إلى المنطقة بقيمة عشرة ملايين ليرة، أي أنه أصبحت بيع وشراء المنازل مصدر رزق لكثير من عناصر الميليشيات في المنطقة".

وحول الأوراق الثبوتية التي يطلبها عناصر المليشيات يشير ( أبو محمود) أنهم "يطلبون عقداً باسم صاحب المنزل يتعهد فيه بالتنازل عن المنزل لأحد المشترين، بالإضافة إلى تصوير مقطع فيديو يذكر فيه اسمه ومكان سكنه ويرسله للمشتري من أجل إتمام البيع ويتم إرسالها عبر أحد السماسرة ومن ثم يقوم بقبض المبلغ المتفق عليه".

وقد نزح الآلاف من السكان وعناصر الميليشيات الشيعية من منطقة الفوعة وكفريا في ريف إدلب ضمن صفقة تهجير أربع مدن التي تمت بين الفصائل من جهة وإيران من جهة أخرى وذلك باتجاه مناطق السيدة زينب وحجيرة والحسينية بريف دمشق والتي تعتبر معقلاً للميليشيات الإيرانية.

(أحمد أبو إبراهيم) وهو أحد السماسرة الذين يعملون في تسهيل بيع بيوت المهجرين في منطقة السيدة زينب ويعيش بريف إدلب يقول لأورينت نت إن" جميع المناطق الممتدة من السيدة زينب إلى منطقة حجيرة والديابية والحسينية والسبينة وزاكية يسكنها غالبية من نازحي الجولان ومن ريف إدلب وبعض من سكان ريف دمشق، وبعض العائلات الشيعية ولكن مع حملة النظام على الريف الجنوبي أصبحت غالبية هذه المناطق ذات غالبية شيعية".

ويضيف( أبو أبراهيم) أنه"بعد نزوح آلاف العائلات من ريف إدلب من تلك المنطقة بعد سيطرة الميليشيات الشيعية عليها فقدت أغلبها الأمل في العودة إلى منازلهم، وخصوصاً بعد تهدم قسم كبير منها وسيطرة المليشيات على القسم الأخر، لذا فإن فتح باب لهم في الحصول على مبلغ جزئي مقابل بيع منازلهم وهو شيء إيجابي".

ويشير (أبو إبراهيم) بأنهم"يعملون كوسيط بين أصحاب المنازل وبعض الأشخاص الموثوقين في منطقة السيدة زينب، وذلك من أجل تحصيل الأموال في حين يقوم الأشخاص المتعاملون معه بتولي أمور إفراغ العقارات ومتابعة الأمور القانونية، حيث نقوم بأخذ مبالغ مقابل هذا الأمر من البائعين وذلك بالاتفاق معهم".

تغيير ديموغرافي

ويقول الناشط الصحفي ( مدين مرعي) أن "الميليشيات الإيرانية تسعى إلى عملية تغيير ديموغرافي في منطقة ريف دمشق الجنوبي بشكل كامل، وذلك من أجل تأمين منطقة السيدة زينب التي يوجد فيها المقام التي يزوره مئات آلاف الإيرانيين والعراقيين بشكل سنوي بالإضافة على جلب مئات العوائل الشيعية إلى المنطقة".

ويضيف ( مدين المرعي) إلى أن "منطقة السيدة زينب يزورها بشكل سنوي 2 مليون إيراني وتنشط فيها الحركة التجارية بشكل كبير للغاية، فإن شراء هذه المنازل سيمنع الأهالي من باقي المحافظات من العودة إلى فتح محالهم التجارية، واحتكار الحركة التجارية  من قبل الميليشيات".

ويشير إلى أن "منطقة الحسينية يوجد فيها قسم من العائلات الفلسطينية وقسم آخر من نازحي الجولان حيث تقوم الميليشيات الإيرانية بالتضييق عليهم بكل مستمر من أجل إجبارهم على ترك منازلهم، وبيعها من أجل توطين عائلات شيعية بدلاً عنهم".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات