عمليات سطو "غريبة" تطال الصيدليات بحلب.. تعرف إلى المسروقات

عمليات سطو "غريبة" تطال الصيدليات بحلب.. تعرف إلى المسروقات
تزداد الأوضاع المعيشية المتردية التي يعيشها السكان في مدينة حلب وغيرها سوءاً، وسط توقعات بمزيد من الانفلات الأمني وارتفاع معدلات الجريمة، عدا عن إمكانية استهداف ميليشيات أسد بعد أن عجز الناس عن تأمين أبسط مقومات حياتهم أو حتى انتظارهم في الطوابير للحصول على مادة الخبز كأبسط مثال.

عمليات سطو غريبة!

وشهدت مدينة حلب خلال الأيام الماضية عمليات سطو طالت العديد من الصيدليات ومخازن المواد الغذائية، ولكن جميع الحوادث كانت غريبة بل وفريدة من نوعها، فرغم وجود العديد من الأدوية باهظة الثمن داخل الصيدليات؛ إلا أنه وفي كل مرة تكون المسروقات عبارة عن (حليب أطفال - مضادات حيوية للأطفال - خافض حرارة سيتامول - مسكنات ألم)، حيث وقعت 6 سرقات لصيدليات في يوم واحد توزعت على أحياء (الجميلية - جسر الكرة الأرضية قرب مشفى الأطفال التخصصي - شارع النيل من جهة دوار الصخرة - المحافظة قرب مدرسة عبد الفتاح السعدي - حلب الجديدة قرب دوار قرطبة) وجميع السرقات تمت ليلاً والمسروقات كانت القاسم المشترك.

الميليشيات تزيد المعاناة

و (ما زاد الطين بِلّة) هو انتهاكات الميليشيات بحق المدنيين، لا سيما بعد أن استغلت طوابير الغاز والخبز لتحويله إلى أقرب الفروع الأمنية ومقصداً لدوريات الشرطة العسكرية لسوق الشبان إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية، وهو ما جعل من العيش في مناطق سيطرة ميليشيات أسد بالنسبة لشريحة كبيرة من السوريين بمثابة (الموت) الذي يتكرر في كل ساعة وكل يوم.

يروي "ل. و" في حديث لـ "أورينت نت" ما حدث معه قبل مدة قائلاً: "خرجت للحصول على مادة الخبز من فرن الحي وعندما وصلت وجدت نحو 100 شخص قبلي، وكان علي الانتظار للحصول على الخبز بتسعيرة المخبز، وإلا فإنني سأضطر لشراء الربطة بـ 450 ليرة، وبينما نحن واقفون جاءت دورية للشرطة العسكرية وبدأت بتفييش الهويات بحثاً عن المطلوبين. هنا تجمد الدم في عروقي، فأنا أنهيت خدمتي منذ زمن ولكني في سن احتياطي، وبالكاد أستطيع التنقل بين أجزاء الحي دون المرور بالحواجز، وبدأت هنا بالانسحاب تدريجياً دون أن يشعر بي أحد إلى أن أصبحت خلف شاحنة كانت متوقفة على مقربة مني وبدأت بالجري بعيداً… كانت لحظات عصيبة لم أفكر خلالها سوى بطفلتي ذات الثلاثة أعوام وزوجتي التي تنتظر الخبز في المنزل".

أسعار خيالية

ووفقاً لـ"ل.و" فإن سعر علبة الحليب بلغ نحو 14 ألف ليرة سورية، وهو ما يجعل حتى موظف الدولة عاجزاً عن شراء علبتين في الشهر فقط، فكيف هو الحال للأطفال الذين هم بحاجة لعلبتين كل 3 أيام، فيما بلغ إيجار (القبو) في أحد الأبنية نحو 25 ألف ليرة سورية شهرياً، ومادة الغاز 10 آلاف ليرة للجرة الواحدة إن وجدت، كما هو الحال بالنسبة للبنزين والمازوت.

ويستطرد الشاب: "في هذه الحال لا يوجد حل سوى الخروج لمناطق الشمال الخارجة عن سيطرة الميليشيات، ولكن ما باليد حيلة، وبمجرد ضبطي على أي حاجز من الحواجز المشتركة أو التابعة للشرطة العسكرية سيتم اعتقالي وسوقي للخدمة الاحتياطية؛ أما تكلفة الخروج (تهريب) فهي باهظة جداً وتحتاج إلى 2000 دولار أمريكي للوصول إلى المناطق المحررة في إدلب".

يشار إلى أن المدينة سجلت آخر حالة وفاة للطفلة (غنى مشنوق) التي لم يتجاوز عمرها "شهرين"، والتي قضت نتيجة المرض الناجم عن البرد وعجز والدها عن تأمين أية وسيلة لتدفئة منزله، في ظل حصار خانق تعانيه المدينة كغيرها من المحافظات السورية تجسد بغلاء فاحش في الأسعار والمواد الغذائية وحليب الأطفال وفقدان للمحروقات من غاز وبنزين ومازوت.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات