"فورن بولسي" تكشف تبعات قرار الانسحاب الأمريكي وتأثيره على القوى في سوريا

"فورن بولسي"  تكشف تبعات قرار الانسحاب الأمريكي وتأثيره على القوى في سوريا
أشار تقرير لـ "فورن بولسي" إلى صعود النفوذ الذي تتمتع به روسيا في سوريا للتوسط بين مختلف الأطراف مع التهديد الوجودي الذي تشعر به "قسد" وإيران الساعية لتعزيز نفوذها في البلاد.

واعتبر التقرير أن صعود روسيا سببه القرار المتسرع الصادر عن الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) الشهر الماضي والقاضي بحسب القوات الأمريكية من سوريا مما أثار موجة استياء واسعة في واشنطن أدت إلى استقالة وزير دفاعه ومسؤول آخر كبير.

وأدى قرار (ترامب) إلى تحول في التحالفات والمصالح في سوريا، حيث اعتبر (جون ألترمان)، من "مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" أنه "بالقول إننا سنغادر دون شروط أو على الفور، ستقوم جميع الأطراف بعقد صفقات خاصة بهم" وأضاف خلال كلمة ألقاها في حدث أقيم بواشنطن في 23 كانون الثاني "إن مصالح الولايات المتحدة وقدرتها على التأثير قد ذهب بين ليلة وضحاها من تأثير معقول إلى تأثير معدوم تقريباً".

وقالت (دانا سترول)، من "معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى"، إن لموسكو مصلحة قوية في الحفاظ على نفوذها في سوريا، سواء من الناحية الاقتصادية أو السياسية لأن تعتبر سوريا سوقاً مربحاً للدفاع والاستخبارات، ولذلك يعد انتصار (بشار الأسد) نصرا استراتيجياً لموسكو.

يشعر العديد من المراقبين بالقلق من أن تمهد سوريا الطريق لموسكو وطهران لتوطيد نفوذهما في المنطقة، مما يمكن (الأسد) من استعادة السلطة ذاتها التي كان يتمتع بها قبل الحرب.

مناورة روسية في الشمال الشرقي

دخلت روسيا على الخط كوسيط بين نظام (الأسد) وتركيا و"قسد" في المفاوضات الحاصلة شمال شرق سوريا، منذ إعلان الولايات المتحدة انسحابها. 

وقالت (سترول) إن الأكراد يشعرون "بتهديد وجودي" لأن المنطقة الآمنة التي يتم الحديث عنها ستعطي شمال شرق سوريا لتركيا بعمق يصل إلى حوالي 32 كم. وخوفاً من هذه الخطوة، تتواصل "قسد" مع موسكو ونظام (الأسد) لطلب الحماية. ورأت أن هذه الخطوة أعطت ميزة إضافية لروسيا وهي بمثابة "فرصة مثالية" للتوسط والتواصل مع كافة الأطراف.

وأشار التقرير إلى أن الرئيس الروسي (فلاديمير بوتين) يسعى باتجاه بديل يمنع من خلاله تركيا من التدخل، وعلى هذا الأساس دفع خلال لقائه بالرئيس التركي (رجب طيب أردوغان) على إنعاش الاتفاقية الأمنية الموقعة بين تركيا وسوريا في 1998، من خلال تطبيقها، يقول التقرير، سيصبح النظام هو المسؤول عن أمن المنطقة الحدودية.

رد النظام، يوم السبت، عبر "وكالة سانا للأنباء"، حيث طالب تركيا بسحب قواتها من سوريا لإعادة إحياء الاتفاقية.

النسخة الثانية من داعش

وبحسب التقرير، فإن إي اتفاق قد توقعه "قسد" مع النظام، يضع السكان السنة في المنطقة في عزلة وحصار من قبل النظام المدعوم من المقاتلين الشيعة.

ورأت (سترول) أن دخول النظام للشمال الشرقي يعني الضغط على السكان وإجبارهم على الانضمام للمجموعات المتشددة، مما يكرر سيناريو 2014. وقالت إن عودة (الأسد) تعني "التأسيس لظهور داعش بالإصدار الثاني".

كما ستفتت "قسد" بدون الدعم المقدم من الولايات المتحدة، مما يسمح لـ "داعش" باستغلال هذا الضعف وقالت "لست متأكدة من أن قسد ستستمر بالوجود ككيان منظم في المستقبل.. مما يعني غالباً تخفيف الضغط على داعش وعدم إكمال الحملة بالطريقة التي ترضي أمريكا".

تقوم إيران في الوقت ذاته بالعمل بشكل هادئ في جميع أنحاء البلاد، كما يقوم الإيرانيون، بحسب التقرير، بتطبيق القوة الناعمة، مستخدمين الاستراتيجيات نفسها التي أتبعوها مع "حزب الله" في لبنان.

وأشار التقرير إلى أن إيران تقوم بشراء عقارات وتبني قاعات جديدة للاجتماعات الشيعية، وتنشئ مساجد ومدارس لتحل محل الكيانات السنية، وذلك من خلال العمل ببطيء وبتنسيق مع متعاونين معها في نظام (الأسد).

كما قامت إيران بتحويل المساجد السنية إلى مراكز وأضرحة شيعية، وافتتحت مراكز لتعليم اللغة الفارسية، وتقدم وظائف بأجور عالية للشباب من السكان السنة العاطلين عن العمل، وقد ينضم البعض للميليشيات الشيعية المقاتلة مقابل 200 دولار شهرياً بدلاً من الالتحاق بالتجنيد التابع لنظام (الأسد).

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات