تشكيل عسكري جديد من "فصائل مصالحات" درعا.. مَن يقوده وما أسباب تشكيله؟

تشكيل عسكري جديد من "فصائل مصالحات" درعا.. مَن يقوده وما أسباب تشكيله؟
تواترت بعض الأنباء عن نية روسيا إنشاء ما يُسمى "الفيلق السادس" على غرار "الفيلق الخامس" الذي شكّلته سابقاً من قادة وعناصر فصائل المصالحات في درعا، وتزامنت تلك الأنباء مع عودة بعض القادة من الأردن، بعد اجتماعهم مع القوات الروسيّة ومخابرات النظام السوري و المخابرات الأردنية لتشكيل هذا الفيلق.

وأكّدت مصادر عدّة لأورينت نت، أن القيادي (عماد أبو زريق) والذي كان يشغل منصب "القائد العسكري" لـ"جيش الثورة" والذي يتألف من أهم فصائل درعا كـ(جيش اليرموك والمعتز) قد عاد إلى درعا عبر معبر نصيب الحدوديّ، بعد تسليمه عدة مستودعاتٍ لأسلحته التي أخفاها بالقرب من المعبر، وكشفت نفس المصادر أن (أبو زريق) عاد ومعه بعض القادة العسكريين بأمرٍ من القوات الروسية وفرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد، وبطلبٍ من المخابرات الأردنية ليتسلّم قيادة التشكيل العسكري "السنيّ" الجديد في المنطقة.

الحدّ من التمدد الإيراني

وعن أسباب تشكيل هذا الفيلق، يقول الخبير العسكري، العميد (أحمد رحال) لأورينت نت: "هناك توافق خليجي أردني روسي للحدّ من التمدد الشيعي المتمثل بميليشيات إيران وحزب الله في الجنوب السوري، وقُربها من الحدود الأردنية في منطقة اللجاة ونصيب، والتي ينتمي إليها القيادي (عماد أبو زريق)".

وأشار (رحال) إلى أن "هذا التوافق جاء بعد اجتماعات عدة جرت في الأردن، والعمل بعدها بإنشاء قوة عسكرية (سنيّة) قادرة على مواجهة التمدد الشيعي جنوب شرق درعا، خاصةً أن القطاع الغربي مضمون عبر اتفاقيات بين اسرائيل وروسيا".

بدوره، أكّد الناطق الاعلامي لتجمع أحرار حوران (أبو محمود الحوراني) لأورينت نت، أنّ "القيادي عماد أبو زريق عاد مؤخراً إلى سوريا بعد أن غادرها إلى الأردن هو وبشار الزعبي (قائد جيش اليرموك) منذ عدة شهور، وجاءت عودة أبو زريق بناءً على طلب المخابرات الأردنية، والتنسيق مع فرع الأمن العسكري التابع لنظام الأسد، وذلك من أجل إعادة حلف جيش الثورة الذي كان يقوده أبو زريق والزعبي، واستلام المنطقة عسكرياً ضد أي تواجد إيراني فيها".

استقطاب الهاربين من الاحتياط

في الآونة الأخيرة، شهدت درعا البلد وعدة مناطق في المحافظة عصياناً مسلحاً تحت عنوان "لا للالتحاق بصفوف جيش الإجرام"، وذلك بعد حملات الاعتقال التي قامت بها الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد من أجل اعتقال الشباب المُعارضين للخدمة العسكرية، والذين أغلبهم كان ينتمي لفصائل المعارضة كـ"جيش الثورة" وغيره.

وبهذا الجانب، أرجع الناشط (محمد المسالمة) عودة "عماد أبو زريق" وتشكيله للفيلق السادس أو أي كيان عسكري جديد، إلى استقطاب الشباب الرافض للالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية والاحتياط.

وقال (مسالمة) لأورينت نت: "رغم اتفاقيات المصالحة بين الروس وميليشيات الأسد من جهة، وفصائل المعارضة التي صالحت من جهة أخرى، والتي كانت هذه الاتفاقيات تنصّ على عدم ملاحقة شباب حوران التابعين لهذه الفصائل أو مؤسسات الثورة من أجل إجبارهم على الالتحاق بخدمة العلم، إلا أن الجانب الأول نقض هذه الاتفاقيات مما أثار بلبلةً في مناطق درعا كافة".

وأكمل (مسالمة) حديثه قائلاً: "بعودة أبو زريق وتشكيله للفيلق السادس سيضمن نظام الأسد استقطاب آلاف الرافضين لخدمة العلم، وانتسابهم لفصيل رديف لهم، ويأتمر بأمر هذا النظام، وبالتالي تخفيف الاحتقان الحاصل في حوران والذي أدى لوقوع اشتباكات عدة بسبب رفضهم الالتحاق بالخدمة الالزامية".

القضاء على "المقاومة الشعبية"

وظهرَت مؤخراً "المقاومة الشعبية" في حوران، والتي تبنّت عدة عمليات اغتيال وهجمات استهدفت حواجز ومسؤولين لنظام أسد، وبعض رجال المصالحة في درعا، واعتبرت هذه المقاومة أن كل من يتبع لنظام الأسد أو الميليشيات الايرانية أو يُروّج لسياسة المفاوضات مع النظام، سيتم محاسبته عاجلاً غير آجل، حسب بيانات المقاومة.

ولذلك اعتبر الناشط (محمد أبو نبّوت) أنّ سبب تشكيل "الفيلق السادس" وعودة قادة فصائل المصالحة، يعود لمحاربة ومنع نشاط "المقاومة الشعبية" في درعا، وبيّن (أبو نبّوت) لأورينت نت أنّ "عمليات المقاومة الشعبية الأخيرة في درعا أثارت الذعر بين مسؤولي نظام الأسد وأعوانه من الميليشيات الأجنبية، ولذلك سعوا لتشكيل قوة عسكرية من نفس أبناء المنطقة لمحاربة وملاحقة نشاط عناصر هذه المقاومة".

وتابع (أبو نبّوت) "سعت مخابرات الأسد ومخابرات روسيا ودول المنطقة لوقف أي نشاط ضد نظام الأسد في الجنوب، فكيف سيسمحوا لاستمرار العمليات العسكرية وإن كانت بسيطة، وتحت مسمى (المقاومة الشعبية) ولذلك كان عليهم إعادة قادة فصائل المصالحات من الأردن وتركيا إلى درعا، واستخدامهم لمحاربة كل من يقف ضد الأسد وميليشياته".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات