(أورينت) 10 سنوات سورية

(أورينت) 10 سنوات سورية
يكمل اليوم (السبت) 2-2-2019 تلفزيون أورينت عقده الأول، وقد حمل على عاتقه منذ نشأته مسؤولية رفع كلمة السوريين بكل أطيافهم وتوجهاتهم.

ولم تكتف أورينت منذ انطلاقة الثورة السورية بالجانب الإعلامي فقط، بل كانت ذراعاً إنسانياً يمتد لكل من استطاعت الوصول إليه من السوريين عبر مؤسساتها الإنسانية (الطبية والتعليمية والإغاثية) التي أطلقتها منذ أن أعلن نظام الأسد حربه على السوريين.

"تلفزيون لكل السوريين"

واكب تلفزيون أورينت حراك الثورة السورية منذ انطلاقتها بدءاً من مظاهرة سوق الحميدية بدمشق، وصولاً إلى لحظة اندلاع الشرارة في درعا، وكان يعرف جيدا أن الشعب السوري قرر أن يخوض المستحيل واختار تلفزيون الأورينت أن يقف بشجاعة إلى جانب الشعب السوري الذي قرر الوقوف في وجه ظلم نظام الأسد.

أورينت سباقة في الثورة

حمل تلفزيون أورينت في السنة الثانية من عمره لواء ثورة السوريين منذ انطلاقتها الأولى دون تلكؤ، لإيمانه بقضيتها الوطنية العادلة، وما يزال ثابتاً على موقفه رغم ما يتعرض له من هجمات ومحاولات تشويه، لا سيما مع التبدلات في وسائل الإعلام العربية والعالمية والانقلابات تجاه ثورة السوريين.

وهنا يستعيد أورينت نت ما قاله مالك مؤسسة أورينت الإعلامية رجل الأعمال السوري (غسان عبود) في احتفالية كوادر تلفزيون أورينت بميلاده الخامس (قبل خمس سنوات): "لنعطِ لتلفزيون الأورينت حقه، إنه بدأ الثورة على بشار أسد قبل انطلاقة الثورة بنحو 50 يوماً، وذلك في ذكرى انطلاقته الثانية يوم 2/2/2011، أما خيار الوقوف مع الثورة ومع الشعب ضد كل المغريات، فله أسباب عدة، شكلت في مجملها هذا القرار. السبب الأول: ما رأيته كيف ذبح حكم الأسد الأب كثيراً من سكان محافظة إدلب أهلي، بين عامي 1980 و1982 وكان صباي شاهداً على هذه المجازر والويلات التي حدثت والكوارث الاجتماعية التي خلفتها. والثاني: صرخة رجل درعاوي اتصل بي من درعا وقال لي: بعد الله ليس لنا غيرك لا تتركهم يذبحونا كما فعلوا في إدلب وحماه، وإن كنت في ضائقة مالية /كما روجت – كذباً - وسائل إعلام النظام آنذاك/ فنحن مستعدون لجمع ذهب نسائنا وإرساله لك، فأجبته: على العهد مادام فيّ نفسٌ ومادمت قادراً بإذن الله". 

من سمع ليس كمن رأى

خلال أعوامها العشرة الماضية، لم تدخر أورينت جهداً في تطوير كوادرها ومحتواها الإعلامي، محاولة تجاوز الأخطاء التي فرضتها التداخلات والتعقيدات في المشهد السوري، دون أن تحيد عن مبدأ ثورة الحرية وإسقاط من نكلوا بالسوريين قتلاً وتهجيراً واعتقالاً على رأسهم نظام أسد وميليشياته الطائفية.

وعملت أورينت على التطوير المستمر في الشكل والمضمون وفقاً لما تشهده وسائل الإعلام من تطورات متسارعة، لا سيما التلفزيونية والسوشيال ميديا، فأطلقت دروة برامجية نهاية أيلول عام 2014 واستمرت في التطوير حتى يومنا هذا، وكان آخر دورة برامجية مطلع شهر تشرين الثاني العام الفائت 2018 بـ13 برنامجاً جديداً يعده ويقدمه بالكامل إعلاميون سوريون.

كما أطلقت أورينت منصة تيلي أورينت وراديو أورينت ومركز تدريب أورينت، وانتجت سلسلة من الوثائقيات والبرامج السياسية والحوارية، حيث تأخذ بمجملها صوت السوريين وشؤون حياتهم المحور الأساسي.

ولكون تلفزيون أورينت مشروعاً سورياً خالصاً، ولأنه أخذ على عاتقه تصدير قضية السوريين للعالم، اتخذ منذ بداية مشواره "من سمع ليس كمن رأى" شعاراً له في إشارة واضحة إلى أن إجرام الأسد أشد وأكثر دمويةً مما يمكن مشاهدته على الشاشات، فحجم الدمار وأعداد الشهداء والمعتقلين والمفقودين، أكثر بكثير مما هو متداول، نظام الأسد عبارة عن عصابة متمرسة في القتل والتغييب، استطاع لعقود طويلة إخفاء جرائمه، لكن ذاكرة السوريين حبلى بمشاهد الألم التي سببتها لهم هذه العائلة الحاكمة ومن تستند عليهم للبقاء.

أورينت تشارك السوريين الدماء والشهداء

شأنهم شأن السوريين الثائرين بذل مراسلو أورينت أغلى ما يملكون في سبيل ثورتهم وحريتهم وكلمتهم، فعدا عن ابتزاز كوادر تلفزيون الأورينت منذ رفعه لواء الثورة من قبل نظام أسد بأهلهم وذويهم، فقدت أورينت جملة من مراسليها بين شهيد ومفقود، ففي الـ27 من تموز عام 2013 فقد تلفزيون أورينت طاقمه (المراسل عبيدة بطل والمصورين حسام نظام الدين وعبود العتيق) في تل رفعت بحلب.

وقدّمت أورينت حتى الآن 7 شهداء من كوادرها و5 من العاملين لديها اختطفوا من قبل تنظيم داعش، عدا عن إصابة عدة مراسلين لها بقصف ميليشيات أسد في الغوطة الشرقية ودرعا وريف حماة وإدلب وحلب وأريافها، أغلبهم ما يزال على رأس عمله حتى اللحظة.

أورينت على منصات التتويج

في 10 تشرين الأول عام 2014 نال برنامج الأطفال (يلا نحنا) الذي أطلقه تلفزيون الأورينت في مطلع شباط/ فبراير من العام 2013، بالتعاون مع أكاديمية (دويتشة فيله) الألمانية، على جائزة "الإنجاز المتميز في تلفزيون الأطفال" في مهرجان ميونخ للشباب. 

وفي نفس المهرجان، حصد تلفزيون الأورينت جائزة (آنا بوليتكوفسكايا للصحافة الاستقصائية)، التي منحت لبرنامج (من العاصمة) في المهرجان العالمي للإعلام في ايطاليا.

كما حصدت مجموعة أورينت الإعلامية ممثلة عن سوريا في 25 آب عام 2016 ثلاث جوائز خلال حفل ختام مهرجان الأردن للإعلام العربي، وللمرة الثانية على التوالي حصد المسلسل الاجتماعي "حكواتي الفن – الموسم الثاني" على الجائزة البرونزية بعد أن حصل على جائزة الدورة الماضية للمهرجان في موسمه الأول وهو من إنتاج راديو أورينت.

وحصل برنامج "آخر الأسبوع" على الجائزة البرونزية كأفضل البرامج الحوارية، أما برنامج "خارج المكان" فحصل على الجائزة البرونزية كأفضل البرامج الوثائقية مناصفة مع برنامج آخر من قناة "سكاي نيوز عربية.

وبالتزامن مع احتفال كوادر أورينت بميلاده الثامن في شباط 2017 احتلت صفحة أورينت المرتبة الثالثة عربياً على مستوى التفاعل الأسبوعي في موقع فيس بوك، كما حققت صفحة أورينت المرتبة الثالثة عربياً على مستوى التفاعل الاسبوعي، متخطية صفحات إخبارية عربية كبيرة، عدا عن تحقيق 13 مليون مشاهدة شهرياً على  قناة أورينت في يوتيوب من العام نفسه.

وقالت صحيفة "يني شفق" أبرز الصحف التركية، بالتزامن مع ذكرى ميلاد الأورينت الثامن، إنّ "أورينت" ولمواكبتها للتطورات السورية منذ اللحظة الأولى تحظى بقاعدة جماهيرية ومتابعة كبيرة لدى السوريين الذين ثاروا ضد النظام السوري، الأمر الذي جعل من قناة أورينت أهم قناة تلفزيونية إخبارية خاصة فيما يتعلق بالشأن السوري.

أورينت رغم الاستهداف "لم نتغير"

بالرغم مما تتعرض له الأورينت من هجمات واستهدافات على مدى السنوات الماضية من قبل وسائل إعلام أسد وإيران وأبواقهما، فقد واكبت عملها دون توقف ثابتة على موقفها، لتتفاجأ مطلع شهر شباط من العام الفائت وبالتزامن مع عيد ميلادها التاسع بهجمة شنتها وسائل إعلام ممولة من قطر على وجه التحديد رغم احتفاظ أورينت بخط الثورة السورية والنأي بالنفس عن الخلافات العربية، واكتفت بادئ الأمر بالرد على هذه الحملة بجرد عناصرها والمشاركين فيها وعرضها للقارئ السوري ليحكم عليها بنفسه، وفضلت إكمال طريق ثورتها، والتي تنكر لها القريب والبعيد.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات