هل تتطور خلافات "حراس الدين" و"تحرير الشام" إلى صراع مسلح في إدلب؟

هل تتطور خلافات "حراس الدين" و"تحرير الشام" إلى صراع مسلح في إدلب؟
أكدت مصادر مقربة من تنظيم حراس الدين التابع لفرع تنظيم القاعدة في سوريا عن مبايعة "أبو اليقظان المصري" للتنظيم بعد إقالته من هيئة تحرير الشام، وأكدت مصادر مقربة من الهيئة أن الداعية السعودي عبد الله المحيسني دخل وسيطاً لحل الخلاف بين حراس الدين والهيئة لمنع الفتنة والاقتتال خصوصاً بين المهاجرين.

واعتقلت "هيئة تحرير الشام" ليل الخميس/الجمعة الماضيين، القياديين في تنظيم "حراس الدين"؛ أبو تراب الليبي، وأبو محمد الحموي، بعد مداهمة بيت لهما في مدينة كفر زيتا بريف حماة الشمالي. حيث إن القوة المداهمة صادرت أسلحة وذخائر، وسيارة رباعية الدفع، وأجهزة اتصالات كانت بحوزة عائلتي المعتقلين.

الحد من تأثير "حراس الدين"

ويقول الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية (موفق أبو فهد) لأورينت نت " بأن فصيل حراس الدين تشكل من المجموعات والكتائب التي كانت تعد رأس الحربة للهيئة في قتال النظام والفصائل الأخرى، حيث انشقت هذه الفصائل عن الهيئة بعد اتهامها بالتفريط بمقدرات الجهاد من خلال الانفصال عن القاعدة والدخول في مستنقع التنازلات الدولية".

ويضيف ( أبو فهد) بأن "تحرير الشام حاولت الحد من أثر هذا الفصيل من خلال تجريده سلاحه وجعل مقراته تحت أعين أمنيي تحرير الشام، وكذلك اعتقال سامي العريدي القيادي في حراس الدين ومن ثم إطلاق سراحه، بالإضافة إلى التهديدات التي تصل من قبل قياديي الهيئة للحراس بأنهم سيقومون بعمل عسكري ضدهم في حال خرقهم للاتفاق".

ويشير ( أبو فهد) إلى أن "حراس الدين هم فرع لتنظيم القاعدة في سوريا ولا يرغبون باستمرار مؤتمر سوتشي حيز التنفيذ في إدلب، بل يفضلون مهاجمة النظام ورفض كافة الاتفاقيات الدولية فيما أن تحرير الشام باتت ملتزمة بكافة القرارات الدولية وتنفذها بشكل كبير وخصوصاً اتفاق المنطقة العازلة بيت تركيا وروسيا".

وحيث انضم إلى "حراس الدين" كل من جيش البادية وجيش الساحل وسرية كابل وسرايا الساحل وجيش الملاحم وجند الشريعة، الذين انشقوا عن الهئية ليتحول بذلك الفصيل إلى تنظيم لا يُستهان به في محافظة إدلب والمناطق المحيطة بحماه واللاذقية.

ويقول مصدر مطلع رفض الكشف عن اسمه لأورينت نت إن "تحرير الشام ستقوم بالتضييق على حراس الدين حتى تقضي عليهم بشكل كامل باتفاق أو بعملية عسكرية، وذلك بعملية مشابهة للقضاء على جند الأقصى في ريف حماة قبل سنوات وذلك كله بأوامر تركية لتفادي أي عملية عسكرية روسية على إدلب".

ويضيف (المصدر) أن "حراس الدين لا يستطيعون الصمود أمام هجمات تحرير الشام بسبب سلب سلاحهم وخصوصاً أن الشرعي في تحرير الشام عطون بدأ في درواته الشرعية بالتحريض ضد عناصر القاعدة الموجودين في إدلب بحجة تعطيل عمل الهيئة ومحاولة إفشال سيطرتها على المناطق المحررة".

عمليات تصفية

ويشير ( المصدر) إلى أن" الأيام المقبلة ستشهد عملية تصفية جميع الرافضين للاتفاق التركي الروسي أو الحكومة الجديدة التي سيتم تشكيلها في إدلب، من خلال توسيعها لتشمل فصائل جديدة وشخصيات ثورية وذلك ضمن خطة تركية لإبعاد شبح التصنيف عن منطقة إدلب من أجل ضمان بقائها".

وقد حمل أنصار فصيل "حراس الدين" "تحرير الشام" سلامة المعتقلين لديها، وطالبوا بالكشف عن الأسباب التي دعت لاعتقالهما، واتهموا "تحرير الشام" بالاعتداء على النساء أثناء عملية اقتحام المنزل، ومصادرة ممتلكات شخصية وأجهزة اتصال خاصة بالنساء. 

وتداول أنصار حراس الدين  في موقع "تلغرام" شهادة لزوجة أبو محمد الحموي، وهي أخت زوجة أبو تراب الليبي، تؤكد أن عناصر "تحرير الشام" كشفوا على "عورات نساء المنزل واعتدوا على رجل كبير في السن" في حين أن أنصار تحرير الشام نفوا هذا الأمر بشكل كامل".

ويقول الكاتب والناشط الصحفي (حليم العربي) لأورينت نت أن " هذه الجماعات متشظية بطبيعتها فكل شرعي يجتهد في هذه الجماعات فيقوم بتشكيل جماعة مختلفة، حيث أن هذه الاجتهادات أدت على حالات تكفير واقتتالات بسبب الاختلاف في المسائل بين الشرعيين بين الطرفين".

ويضيف ( العربي) أن " تحرير الشام تعتبر التعامل مع تركيا من السياسية الشرعية، فيما أن بقية الجماعات التابعة للقاعدة فهي تعتبر الدول كافرة ولا يمكن التعامل معها بالإضافة إلى اعتبار تركيا دولة علمانية حيث إن بقاء القاعدة واستلامها لزمام الأمور سيجعلها تهاجم الحدود التركية".

.

.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات