ما تأثير انقطاع الدعم عن المؤسسات الصحية بإدلب على السوريين؟

ما تأثير انقطاع الدعم عن المؤسسات الصحية بإدلب على السوريين؟
حدّدت مستشفى (كيوان) التابعة لمديرية صحّة إدلب الحرة، أسعاراً قالت إنها رمزية، للكشوف الطبية والطبابة العامة، لكافّة أقسام المستشفى، وذلك نتيجة توقّف الدعم مؤخراً عن 37 منشأة طبيّة في إدلب، وجميعها تابعة لمديرية صحّة إدلب، بحسب المديرية.

وحددت "مديرية صحّة إدلب" في بيانٍ نشرته على معرّفاتها المبالغ التي سيتقاضاها مستشفى (كيوان)، والتي تبدأ بـ500 ليرة سوريّة لعيادات الجراحة العامة والبولية، و500 ليرة عن صورة الأشعة، وألف ليرة للعيادات الداخلية، و5000 للعمليات الكبرى وألفي ليرة للعمليات الصغرى. ونوّهت المديرية إلى أنّ الحالات الإسعافية الناتجة عن إصابات القصف والمعارك ستبقى مجّانية.

وقال (منذر خليل) مدير صحّة إدلب الحرّة في سلسلة لقاءات متلفزة، إن "المنشآت الطبية التي توقّف الدعم عنها تشمل مراكز إسعاف ومستشفيات، ومراكز صحية ومراكز علاج السلّ" موضحاً أنّ عدد المستفيدين من هذه المنشآت يتجاوز 75 ألف مدنّي شهرياً في محافظة إدلب التي يسكنها قرابة 4 مليون سوريّ.

ويرى الأطباء المقيمون في محافظة إدلب، أنّ سبب توقف الدعم الطبي عن أغلب المنشآت، يأتي بسبب خلاف سياسي بين الفصائل، كما يأتي بحكم سيطرة (تحرير الشام) على مناطق من إدلب وريف حماة.

في السياق، نوّه طبيب مقيم في إدلب (فضّل عدم الكشف عن اسمه) إلى أنه في حال استمرار توقف الدعم قد يتسبب ذلك بإيقاف العمل في عشرات المراكز الطبية مستقبلاً، نظراً لحاجة الطاقم الإداري والفني والمخبري وغيرهم إلى رواتب شهرية للعمل.

وأوضح في معرض حديثه لـ(أورينت نت) أنّ المنظّمات كانت تغطّي المستشفيات بشكل كامل في إدلب وريف حماة بعقود حتى 2021؛ "إلّا أنّ الأمور اختلفت بين عشية وضحاها، وألغت أكثر من منظمة دعمها، وعلّقت أعمالها مطلع الشهر الفائت (10 كانون الثاني 2018)، بسبب تأزّم الوضع الميداني في إدلب، بالتالي سعت المنشآت للاستمرار ريثما يعود الدعم، إلّا أنّ المستشفيات بحاجة إلى كلفة تشغيلية، وهي مكلفة جدّاً".

 إلى ذلك، قال (حسام صبحي) وهو ممرض يعمل في أحد مستشفيات ريف إدلب: "العمل التطوعي أمر مؤقت بالنسبة لأي صاحب مهنة، لأن الحياة تتطلب مصاريف كثيرة، وأعتقد أن الأمور إذا استمرت على هذا النحو فإن الكثير من العاملين في التمريض سيلتفتون إلى العمل الخاص لتأمين لقمة العيش، ولكن مديريات الصحة في ريف حلب وريف إدلب وريف حماة مستنفرة للحيلولة دون وقوع كارثة طبية في تلك المناطق، على أمل إعادة الدعم لتلك المنشآت".

وتسبب توقف الدعم عن هذه المنشآت، بخيبة أمل، واسعة لدى المدنيين في محافظة إدلب، واعتبر الكثير منهم أنّ هذه الخطوة جائرة بحقّ 4 ملايين إنسان معظمهم من الأطفال والنساء في إدلب.

ورأى (محمود صالح)، وهو مهجّر قسرياً من الغوطة الشرقية، أنّ هذه الخطوة تأتي ضمن تضييق الخناق على السكّان، وعدم فصل الجانب الإنساني عن الجانب العسكري.

وأضاف في حديث لـ(أورينت نت) أنه هناك الكثير من العائلات الفقيرة، التي كانت ترى في تلك المراكز معيناً في توفير طبابة ومعاينة مجانية، في ظلّ ضائقة مالية تشهدها عموم البلاد، لكن بعد اليوم أعتقد أنّ مئات الآلاف من الناس عرضة للإصابة بالأمراض دون توفر فرص رعاية يسيرة، وهذا يتطلب بُعداً إنسانياً لدى جميع الأطراف.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات