أمير سعودي يكشف إرسال بلاده 200 مليون دولار لبشار ووعود أوباما الكاذبة

أمير سعودي يكشف إرسال بلاده 200 مليون دولار لبشار ووعود أوباما الكاذبة
كشف الأمير (بندر بن سلطان) رئيس الاستخبارات السعودية السابق، وسفيرها الأشهر لدى واشنطن عن تراخي الرئيس الأميركي السابق (باراك أوباما) فيما يتعلق بمنع تجاوزات (بشار الأسد) تجاه شعبه واستخدامه الكيماوي لقصف المدنيين.

وقال (بن سلطان) في حوار مطول لصحيفة (اندبندنت عربية) إن "بداية الأمور كانت في درعا، حيث قام بعض الأطفال في سن 12-13 عاما بكتابة بعض العبارات ضد الدولة على بعض الجدران، فقامت الأجهزة الأمنية في سوريا باعتقالهم وتعذيبهم وقلع أظافرهم، وأدى التعذيب لوفاة أحدهم"، مضيفا أن "السعودية كانت تتابع التطورات عن كثب، وأرسل الملك عبد الله لبشار مندوبا برسالة مفادها أن عليه أخذ إجراءات سياسية عاجلة لتهدئة الأمور، فوعده بشار بذلك، ولكن للأسف استمر بشار في سياسته القمعية".

مساعدة مالية

وتحدث (بن سلطان) "في الحوار الذي تنشره الصحيفة على شكل أجزاء"، أن "الملك عبد الله أرسل مندوبا للمرة الثانية يحذر بشار من استمرار تدهور الوضع، فكان رده أنه يعي ما يحصل وسيقوم باتخاذ إجراءات سياسية إصلاحية عاجلة، ولكن هذا يتطلب إصلاحات اقتصادية ورفع مرتبات الجيش، فأرسل له الملك عبد الله 200 مليون دولار كمساعدة عاجلة لتهدئة الوضع والتعامل مع الأمور سياسياً واقتصادياً، ولكن بشار و بذكائه العجيب والذي يعتقد أنه يستطيع أن يخدع كل الناس بما في ذلك شعبه، أخذ الأموال دون فعل شيء، بل زاد في القمع والتنكيل بالشعب".

وأوضح أنه "بعد انشقاق رياض حجاب رئيس الوزراء الأسبق، سمعنا منه العجائب عما كان يحصل داخل النظام. حاول حجاب أن يشرح الوضع الداخلي لبشار في دير الزور خصوصا أن حجاب من دير الزور، ويتصل به العديد من أهالي الدير يبلغونه بما يحصل فيها من قتل وتنكيل، فكان رد فعل بشار أنه لا عليك، أعرف بالوضع وهو تحت السيطرة، وطالب بشار من حجاب تجديد عقد تلفونات وإعطائه لرامي مخلوف، وشراء أرض للدولة من ماهر الأسد، وهذا ما جعل رياض حجاب يخرج من الاجتماع بقناعة أن "الدنيا في وادٍ وبشار الأسد في وادٍ آخر".

وتابع قائلا: "بدأ بشار بضرب المدن السورية بالصواريخ والبراميل المتفجرة، وهنا اقتنع الملك عبد الله أنه لا يمكن التعاون مع هذا الشخص".

ضمانة أمريكية

كما كشف رئيس الاستخبارات السعودية السابق، عن معلومات خلاصتها أن التدخل الروسي والإيراني في سوريا بوتيرة متسارعة، جاء بعد ضمانة أن واشنطن لن تتحرك، مبينا أنه "في الوقت الذي كانت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما تتفاوض مع إيران بشأن الاتفاق النووي، كانت الخطوط الحمراء التي رسمها البيت الأبيض أكثر من مرة لبشار الأسد مجرد فرقعات إعلامية".

وعن انطباعه وما استقاه من زيارته الثانية إلى روسيا، قال (بن سلطان)، إن "السبب في تدهور الأوضاع في سوريا، وتدخل الروس وغيرهم هو الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما. كان الروس يتوقعون جدية من أوباما، وأن الأميركيين ومعهم البريطانيون والألمان والفرنسيون، والدول العربية الرئيسية كمصر والسعودية والإمارات والأردن، وتركيا كدولة إقليمية سيوقفون تجاوزات الأسد، ولم يكن الروس يريدون اتخاذ موقف يخالف هؤلاء جميعا، لكن الروس حين شعروا أن لا جدية من أوباما تحركوا".

أوباما والوعود الكاذبة 

وقال (بن سلطان) إن الملك الراحل (عبد الله بن عبد العزيز) طلب من الديوان الملكي إطلاعي على تفريغ المكالمة مع الرئيس أوباما، وفيها طلب أوباما مهلة يومين لاتخاذ الموقف بشأن قصف المدنيين السوريين بالكيماوي وتجاوزات بشار الأسد تجاه شعبه، مشيرا إلى أنها كانت من بين 4 مكالمات مليئة بالوعود. وأصبح أوباما - حسب بندر - مثل بشار من ناحية عدم المصداقية والوفاء بالوعود. بل إن المسؤولين في حكومته أصبحوا يطلبون الوساطة السعودية للتحرك لوقف الجرائم بحق المدنيين السوريين على يد نظام الأسد.

واستذكر الأمير بندر موقفاً مع وزير الخارجية الأميركي في عهد أوباما جون كيري، "قال لي كيري أنه سيستقيل إذا لم ينفذ أوباما وعده في ما يتعلق بالخطوط الحمراء، ولكنه لم يفعل رغم عدم تنفيذ أوباما لوعده".

وروى السفير السعودي أن "رئيس الاستخبارات الأميركي السابق ديفيد بتريوس أخبره، في أحد الاجتماعات في الأردن، أن مجلس الأمن الوطني الأمريكي موافق على وضع حد لتجاوزات بشار الأسد واستخدامه الكيماوي، وأنه كلما جاء بأمر تحرك ليوقعه أوباما قام بتأجيله وتجاهله".

وبحسب الأمير بندر، أصيب حلفاء واشنطن بصدمة وذهول، حين اكتشفوا لاحقاً أن مكاسب إيران في سوريا كانت بسبب مفاوضات أوباما مع طهران على النووي.

أربع مكالمات 

وذكر (بن سلطان) أن 4  مكالمات جرت بين الملك عبد الله والرئيس أوباما حول الوضع في سوريا. وأشار إلى أن "المكالمة الأولى كانت عبر وزير الخارجية جون كيري لتأكيد الموقف الثابت من سوريا، والثانية عبر وزير الدفاع تشاك هيغل، والمكالمة الثالثة عبر رئيس الاستخبارات ديفيد بتريوس، والمكالمة الرابعة والأخيرة، قال فيها الملك عبد الله لأوباما إنني لم أتوقع أن أعيش لأرى اليوم الذي يكذب فيه علي رئيس الولايات المتحدة".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات