هكذا يبتز نظام أسد ذوي قتلى ميليشياته بجثث أبنائهم

هكذا يبتز نظام أسد ذوي قتلى ميليشياته بجثث أبنائهم
شرع سماسرة محسوبون على نظام أسد وضباط ميليشياته الطائفية مؤخراً في استغلال ذوي المفقودين في المنطقة بمن فيهم ذوو العناصر المفقودين والذين كانوا ضمن صفوف هذه الميليشيات، بحجة الإسراع بالتعرف على جثث أبنائهم في المقابر الجماعية التي تم اكتشافها مؤخراً بريف دير الزور الشرقي.

وبدأ ضباط الميليشيات - وفقاً لمصادر محلية - في ابتكار أساليب وطرق جديدة لاستغلال الناس، مستغلين رغبة ذوي المفقودين بالحصول على معلومات أكيدة حول مصير أبنائهم وعلى وجه الخصوص أهالي العناصر الذين خدموا في صفوف الميليشيات التابعة للأسد، والذين يحاولون التسريع في إجراءات إيجاد الجثث والتعرف عليها لتحويل صفته من مفقود إلى "شهيد" في سجلات النظام، بهدف الحصول على التعويضات والرواتب المخصصة لذوي القتلى.

ترويج بهدف الابتزاز

وبعد اكتشاف عدد من المقابر الجماعية في المناطق التي انسحب منها تنظيم "داعش" وباتت تحت سيطرة ميليشيات أسد وتلك التابعة لإيران في منطقة الشامية (غرب نهر الفرات)، نشطت ظاهرة ترويج بعض الأشخاص المرتبطين بضباط الأسد لإمكانية التحقق من هويات المفقودين في المعارك ضد التنظيم أو ممن أعدموا ميدانيا مقابل دفع أموال ورشى للضباط الذين سيعجلون بإرسال عينات للمشافي العسكرية، بهدف التأكد من هوية الجثة، وبالتالي منح صاحبها وصف "شهيد"، وفقاً للصحفي (محمد حسين).

وأوضح (الحسين) في حديثه لأورينت نت، أن سماسرة وأشخاصاً مرتبطين بضباط ميليشيات أسد يروجون بين الناس لأخبار العثور على مقابر جماعية وإمكانية تحديد هوية الجثث بسرعة أكبر، من خلال مراجعة الفروع الأمنية في مدينة "الميادين"، حيث يمتلك بعض الضباط عينات من الأحماض النووية لجميع الجثث التي عثر عليها مؤخرا في تلك المقابر.

سعر للجثة

وبحسب الصحفي، فإن السماسرة يطلبون من الأهالي مبالغ تتراوح ما بين 100 و200 ألف ليرة سورية (400 دولار) للتعرف على الجثث عبر إرسال عينات لتحليل الحمض النووي (DNA) في مستشفى تشرين العسكري بدمشق، والتي ينتظر بعض الأهالي نتائجها منذ فترة دون جدوى. 

ويشير (الحسين) إلى أن النظام استخرج جثث عشرات العناصر من محيط  مدينتي (عين عيسى والطبقة) في محافظة الرقة وأرسلتها إلى المشفى العسكري بحلب لتحديد هويات أصحابها، وهي عملية من المفترض أنها تلقائية، لكن ضباط النظام يحاولون ابتزاز أهالي القتلى من خلال الأشخاص المرتبطين بهم.

وحسب الصحفي فإن أكثر حالات الاستغلال تجري بحق ذوي قتلى قوات النظام، إذ يطلب منهم زيارة  مراكز مخصصة للحصول على "وثيقة مفقود" سواء من قطعته العسكرية أو من مراكز المحافظات أو من "وحدة 205" بمنطقة الجسر الأبيض وسط العاصمة دمشق، ومن تجاوزت فترة فقدانه 4 سنوات يمنح بطاقة "شرف" من مركز المزة، وهي بطاقة لا تسمن ولا تغني من جوع، على حد تعبيره.

وكانت وكالة أنباء النظام "سانا" أعلنت (الجمعة) الماضية عن اكتشافه مقبرة جماعية جديدة تضم جثثا لمدنيين أعدمهم عناصر "داعش" قرب قلعة الرحبة الأثرية في منطقة الميادين، ضمن مركز تدريب هجره التنظيم بعد خسارته المنطقة لصالح ميليشيات أسد والميليشيات الطائفية المدعومة من إيران وروسيا.

وسبق للنظام الإعلان عن 7 مقابر جماعية تضم مئات الجثث لأشخاص مجهولي الهوية في منطقة البوكمال قرب الحدود مع العراق.

وما زال نظام أسد يعتبر  قتلى مطار "الطبقة" العسكري في عداد المفقودين، كما هو حال مئات وربما آلاف العناصر من الذين مازالت جثثهم مفقودة، سواء في مقابر جماعية أو غيرها، لذا فهم خارج بند "شهداء" ولا يحصل ذووهم على أي ميزات، كما هو حال عناصر  ميليشيات (كتائب البعث، والدفاع وطني).

وكانت لجنة تابعة لميليشيات أسد تسلمت في تموز الماضي من ميليشيا (قسد) مئات الجثث. عثر عليها في 4 مقابر جماعية بمنطقة "عين عيسى" شمال الرقة، هي جثث عناصر ميليشيات أسد الذين قتلوا على يد تنظيم "داعش" صيف 2014 خلال سيطرته على مقرات اللواء 93 غرب "عين عيسى".

وفي الربيع الماضي، انتشلت  قوات النظام  قرابة 200 جثة لقتلاها من عدد من المقابر الجماعية بمحيط مطار الطبقة العسكري ونقلتها إلى مشفى حلب، حيث تم تحديد هويات العناصر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات