نيويورك تايمز: ترامب أجبر دول التحالف على التعامل مع مواطنيها المنتسبين لداعش

نيويورك تايمز: ترامب أجبر دول التحالف على التعامل مع مواطنيها المنتسبين لداعش
قالت صحيفة "نيويورك تايمز" إن قرار الرئيس الأمريكي (دونالد ترامب) بالانسحاب من سوريا، أثار مخاوف عدة من عودة ظهور "تنظيم داعش" في المستقبل. ومع ذلك، يبقى الجانب الإيجابي من الموضوع، استعداد عدة دول لاستقبال مواطنيها الذين انضموا إلى "داعش" وتم احتجازهم في مخيمات مؤقتة في سوريا.

وبحسب الصحيفة، تحتوي مخيمات الاحتجاز هذه حوالي 850 رجلاً، بالإضافة إلى الآلاف من النساء والأطفال ينتمون لحوالي 50 دولة ويتواجدون في شمال سوريا إلى أجل غير مسمى.

ورفضت معظم الدول التعامل مع مواطنيها المحتجزين، إلا أن قرار (ترامب) بالانسحاب في 10 كانون الأول، أعاد الأولوية إلى ملف المعتقلين، خصوصاً أن "قسد" تفتقد إلى القدرة اللازمة لإدارة هذه المخيمات والسيطرة عليها.

وقال (ناثان سايلز)، كبير مسؤولي مكافحة الإرهاب في وزارة الخارجية الأمريكية، إنه و"منذ الإعلان عن الانسحاب من سوريا في كانون الأول، اكتشفنا إحساساً جديداً وملحاً لدى الدول الشريكة". 

تهديدات ذات نتيجة

لا يوجد ما يوحي بأن إدارة (ترامب) قد توقعت ردة الفعل هذه تجاه المعتقلين الأجانب المنتمين لـ"داعش" في سوريا، عندما أمر (ترامب) الجيش الأمريكي بالانسحاب؛ إلا أن قراره أرغم الدول على إعادة التفكير بهؤلاء ووضع خطط جدية لإعادتهم إلى أوطانهم.

وحصل ذلك مع (ترامب) عدة مرات. هدد بتقويض "حلف شمال الأطلسي – الناتو" مراراً وتكراراً في حال لم تفي الدول المشاركة بتعهداتها العسكرية. أغضبت تصريحاتها الحلفاء، إلا أنها أجبرت بلدان عديدة على زيادة إنفاقها العسكري، بشكل واضح عما سبق.

كذلك الأمر في كوريا الشمالية. هدد (ترامب) باستهدافها بـ "نار وغضب"، مما دفع زعيم كوريا الشمالية (كيم جونع أون) إلى وقف التجارب النووية والصاروخية وبدء المفاوضات مع الولايات المتحدة.

ورأى (دانيال فريد)، المسؤول السابق في وزارة الخارجية والزميل في "المجلس الأطلسي" إن نهج (ترامب) بترك سوريا قد يكون مفيداً. 

وقال موضحاً "في نهاية المطاف، قد يكون لأسلوب ترامب المدمر أثراً إيجابياً عن غير قصد، يؤدي إلى إجبار الدول على مواجهة المشكلات التي كانوا يفضلون عدم التعامل معها".

نتائج ملموسة على الأرض

أعلنت كازاخستان في كانون الثاني عن إعادتها نحو 46 معتقلاً، بما في ذلك حوالي 41 امرأة وطفل. وأكد أربعة مسؤولين أمريكيين للصحيفة، أن عمان وتونس استعادت بعض مواطنيها المحتجزين في سوريا.

وفي مؤتمر صحفي عقد الأسبوع الماضي في واشنطن، قال (عادل الجبير)، إن حكومته مستعدة لإعادة حوالي 50 سعودياً محتجزين في مخيمات تديرها "قسد".

كذلك الحال بالنسبة للعديد من الدول الأوروبية التي رفضت في السابق التعامل مع مواطنيها المحتجزين، حيث تفكر الآن في إعادة البعض منهم على الأقل. ومن بين تلك الدول، كوسوفو، التي تقول إن عدداً قليلاً من مواطنيها محتجز في سوريا، بسبب انتماءه لـ"داعش".

بالإضافة إلى ذلك، أشارت عدة تقارير في الشهر الماضي، إلى نية فرنسا إعادة 130 مواطناً محتجزاً في سوريا، بما في ذلك الرجال والنساء والأطفال. وتعتزم عدد من الدول الأوربية استعادة مواطنيها بما في ذلك ألمانيا وبلجيكا.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات