المدرسة الرقمية..التجربة التعليمية الأولى من نوعها في الشمال السوري (صور)

المدرسة الرقمية..التجربة التعليمية الأولى من نوعها في الشمال السوري (صور)
يكاد (أحمد) وهو طالب في الصف الثامن الإعدادي، غير مصدق لمسه لأزرار حاسوبه الدراسي، في درسه الأول، بمدرسته الجديدة في ريف إدلب، فالدراسة التقنية عن طريق الحاسوب كانت مجرد حلم بالنسبة له، كما يقول، وهو المولع بعالم البرمجة والتقنيّات. 

تجربة نوعية

ويستفيد (أحمد) وإلى جانبه أكثر من ألفي طالب وطالبة، موزعين على عدة مدارس، من مشروع التعليم الرقمي الذي أطلقته منظمة "قبس" التعليميّة في ريف إدلب، ليكون الأوّل من نوعه في الشمال السوريّ المحرر، بهدف دمج نظام التعليم التقليدي المنتشر في المدارس السوريّة، بنظام التعليم التقنيّ، المعتمد على أحدث الأجهزة المتطوّرة، وذلك في 6 مدارس منتشرة في قرى وبلدات (كللي، بوزغار، حزانو، قاح، صلوة وحزرة) بريف إدلب الشماليّ. 

يقول (عبد القادر أمين) وهو مدرّس من ريف إدلب، إنّ التجربة الرقميّة للمدارس تعتبر "تجربة جديدة ونوعيّة"، ليس فقط في المناطق المحررة، إنّما في جميع أنحاء سوريّا، وكان موضوع إدخال التكنولوجيا بالتعليم مجرد فكرة، لم تبصر النور في سوريا سابقاً (قبل انطلاق الثورة السوريّة) معتبراً أنّ "هذا التوجّه ضروريّ أمام العجلة التكنولوجيّا والتقنيّة في العالم، لا سيما اتّسامه بالسرعة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعيّ في الحياة الاجتماعية، واعتماد غالبيّة الناس على أجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكيّة في تسيير أعمالهم وأشغالهم، فبات من الضروريّ نشأة الجيل على تربية علميّة مواكبة لعصر السرعة". 

تجهيزات متطورة

غلب على تجهيز القاعات التعليمية للمشروع، والتي تتكون من ثلاث قاعات في كل مدرسة، طابع التغلب على الظروف التي فرضتها الحرب، من نقص في الطاقة المشغّلة وغياب أدنى الخدمات من إنترنت وكهرباء وبرامج تعليميّة حديثة، وفقاً لما أشار (أحمد قاق) وهو مشرف تقنيّ على أحد المدارس، إذ أنّ القاعات الدراسيّة عبارة عن غرف متنقّلة (كرفانات) مدعّمة بنظام طاقة شمسيّة موصول بنظام إنذار وحماية، ومولّدات تعمل على (الديزل) بالإضافة لنظام تدفئة مركزيّ.

وتابع "قاق" حديثه لأورينت نت بالقول: "تحوي أيضاً كل مدرسة ثلاث قاعات دراسيّة وكل قاعة مجهزة بـ 25 حاسوب شخصيّ، وكذلك جهاز إسقاط ضوئي ذكي، وأجهزة راوترات إنترنت بسرعة عالية جداً، ونظام مراقبة وتحكم مركزيّ يربط أجهزة الحواسيب والإنترنت". 

منهاج بريطاني مُعتمد

ويرتكز البرنامج التعليمي، لدى المدرسة التقنيّة على أربع مواد أساسيّة، وفقاً للمشرف التقني، وهي الإنكليزيّة، العربيّة، الرياضيّات والعلوم، عبر منصة تعليم بريطانيّة لها مناهجها المعتمدة واختباراتها الخاصة، بنظام التعليم عن بُعد (أون لاين)، إذ أنّ المدرسين سيتبعون بين الحين والآخر تدريبات وتمرين مستمر، على طرق وأساليب التعامل مع الخطة التعليميّة الجديدة كليّاً، حيث واجه المدرسون بداية الأمر صعوبات في التعامل مع الحواسيب والمنصات الإلكترونيّة، وخاصةً أنّهم يفتقرون للتجربة السابقة والخبرة. 

ونوّه (قاق) في ختام حديثه، إلى أنّ المنصة ستوفّر شهادة معتمدة ومعترف عليها، وهذا أكثر ما يميّز المشروع ويكسبه أهميّة، في الوقت الذي يغيب فيه الاعتراف عن أي نشاط تعليمي في إدلب. 

كسر نمطيّة التعليم

بدوره، قال (محمد الحسين) مدرس مادة العلوم: "أبرز ما يميّز العملية التدريسية في المدرسة التقنيّة، هي الأسلوب التفاعليّ وهو ما يُعرف بالتعلّم النشط، مع الطلاب ومع المقرر، الذي يتمّ تدريسه وعرضه عبر شاشة كبيرة، ما يُثير اهتمام الطالب ويجذبه للتعلّم" مضيفاً "كسر هذا النظام التعليميّ نمطيّة التعليم التقليدي، الذي باتت مملة لدى الطالب ومنفّرة، ما تسبب في عزوف كثير من الطلاب عن التعليم، ولربّما يساهم هذا المشروع في الحدّ من هذه الظاهرة". 

هل ينجح المشروع؟ 

اعتبر (عبد الناصر الزين) مدير أحد المدارس التي شملها المشروع، أنّ نجاحه مرتبط بديمومة المنح الماليّ المقدم له، فهو بحاجة لتغطية مالية ولوجستية كبيرة، من رواتب للمدرسين وكلف تشغيلية، إلى جانب كوادر مدربة وذات خبرة، مضيفاً أنّ التغطية الماليّة كفيلة باستمرار أي مشروع كان، وخاصة التعليميّ الذي يعاني من قلة كبيرة، وكذلك يوفر للطلاب كافة مستلزماتهم اللوجستية للدراسة، وتدريبهم بشكل مكثف على برامج ومنصات التعليم الرقمي، حتى يتلقوا علوماً بشكلها الصحيح. 

يشار إلى أن المشروع ما يزال يتسم بالمحدوديّة، حيث يشمل عدداً قليلاً من المدارس، وهو ما يأمل القائمون عليه على تجاوزه، بتوسعة كبيرة تشمل مزيداً من المدارس والمناطق.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات