ما دلالات اعتقال قادة الميليشيات الإيرانية في دمشق؟

ما دلالات اعتقال قادة الميليشيات الإيرانية في دمشق؟
أفادت مصادر إعلامية بأن دوريات مشتركة من شعبة الأمن العسكري وقسم مكافحة تمويل الإرهاب، اعتقلت "عماد حواصلي" قائد ميليشيا الدفاع الوطني في السيدة زينب والمقرَّب من إيران والمعروف بعلاقاته الوثيقة مع حزب الله اللبناني و"محمد الفاعور" القيادي في لواء "أبو الفضل العباس" والمُرافِق الشخصي للمعمَّم "أيمن زيتون فاعور" مدير مجمع الرسول الأعظم في سوريا والمنحدر من بلدة "الفوعة" من ريف إدلب.

ويعتبر الفاعور أحد المشاركين في مؤتمر "سوتشي" الذي عقد العام الماضي في روسيا حيث أصبح الآن متوارياً عن الأنظار منذ عدة أشهر في منطقة السيدة زينب، حيث رجحت المصادر أن يكون قد أقام في الضاحية الجنوبية في لبنان بعد هروبه من سوريا.

سيطرة إيرانية

ويقول الخبير في الشؤون العسكرية الضابط المنشق (مصطفى العسكر) لأورينت نت إن " منطقة السيدة زينب والريف الجنوبي لدمشق أصبح تحت سيطرة المليشيات الإيرانية بشكل كامل حتى مطار دمشق الدولي، من حيث إنشاء عشرات الثكنات ومراكز التدريب والحواجز العسكرية، بالإضافة إلى ضم عدد من الشباب مقابل رواتب شهرية في هذه المناطق، وذلك دون وجود سيطرة حقيقية من قبل المليشيات المحسوبة على الروس في هذه المنطقة".

ويضيف ( العسكر) أنه "في ظل التنازع الحاصل بين الروس والإيرانيين من أجل كسب أكبر قدر من النفوذ بين الطرفين في سوريا، من حيث يرغب الروس بتسليم الفيلق الخامس المناطق التي تقع تحت سيطرة الإيرانيين، فلذلك بدأت بتعزيز مواقعها في مناطق تواجد المليشيات الإيرانية، وقامت بدعم ميلشيا أسد في اعتقال بعض قادة المليشيات الإيرانية".

وحول الخلافات في منطقة جنوب دمشق بين الإيرانيين والروس يشير ( العسكر) أنه"بعد القصف الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي والذي كان تسيطر عليه مليشيات إيرانية، اتهمت المليشيات الروس بالتنسيق مع إسرائيل لضربهم دون إعلامهم بالضربة، حيث أن الرد الروسي كان بالطلب لنقلهم لمطار التيفور لتجنب الضربات في هذه المنطقة".

وقد قامت ميليشيا أسد باعتقال المدعو “ماهر عجيب جظة” الملقب أبو عجيب (قائد لواء أبو الفضل العباس) في دمشق حيث جاءت عملية الاعتقال في منزله الكائن في منطقة السيدة زينب، قبل أيام، وسط احتجاجات من العناصر التابعة له على عملية الاعتقال، وتهديدهم بالتمرد في حال لم يخرج قائدهم فإن عملية اعتقاله "جاءت بتهمة ضلوعه في التفجيرات الأخيرة التي حدثت في العاصمة دمشق".

ازدياد أنشطة الميليشيات الإيرانية

ويقول الناشط الصحفي ( حسام المرعي) وهو من منطقة جنوب دمشق لأورينت نت إنه "في الآونة الأخيرة ازدادت أنشطة المليشيات الشيعية في دمشق، وذلك من خلال عمل لطميات بالشوارع، والقيام بطقوس شيعية في عدد من المناطق في ريف دمشق وفي العاصمة، حيث إن هذا الأمر أصبح يضايق الحاضنة الشعبية الموالية للنظام في هذه المناطق".

ويضيف ( المرعي) أن "تقليص نفوذ المليشيات الإيرانية في منطقة جنوب دمشق من خلال ملاحقة قادة المليشيات الإيرانية في معقلهم الرئيسي من شأنه أنهاء النفوذ الإيراني على مراحل في منطقة دمشق، لأن السيدة زينب تمثل منطقة استراتيجية وحساسة للإيرانيين حيث أنه المتوقع أن تحصل معارك طاحنة في حال شعروا بأنهم سيطردون منها".

ويوضح( المرعي) أن "الروس يريدون أن يكونوا المتحكم الوحيد في الساحة السورية من خلال تقليص نفوذ المليشيات الإيرانية، وذلك من خلال دعم جيش النظام والفيلق الخامس وقوات النمر بقيادة سهيل الحسن التابع لهم، بالإضافة إلى التضييق على الوحدات العسكرية في جيش النظام، وخصوصاً الفرقة الرابعة التابعة لماهر الأسد والتي يعتبر ولائها للمليشيات الإيرانية".

من جهة أخرى يقول خريج العلوم السياسية و الباحث في العلاقات الدولية (حمزة اليحيى) أن "الخلافات الروسية الإيرانية في سوريا ستكون مؤقتة إلى حين انتهاء الروس من تنفيذ وعدهم لإسرائيل بإبعاد المليشيات الإيرانية عن الحدود في الجولان، لأن مصالح الطرفين أكبر من خلافاتهم في سوريا وخصوصاً  صفقات السلاح الإيرانية من روسيا".

ويضيف (اليحيى) بأن "نظام الأسد يميل إلى الروس أكثر من الإيرانيين، لأن روسيا تحاول إعادة تأهيله من خلال محاولة إعادة الشرعية الدولية إليه وتعطيل القرارات الدولية ضده، في حين أن الإيرانيين يعانون من عزلة دولية بالإضافة إلى عقوبات اقتصادية لذلك فإن الأسد يميل على الجانب الروسي بشكل أكبر".

 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات