ما أسباب انفجار أسطوانات الغاز في محافظة الحسكة؟

ما أسباب انفجار أسطوانات الغاز في محافظة الحسكة؟
باتت أخبار حرائق مدافئ المازوت أو انفجار اسطوانة الغاز المنزلي بشكل شبه يومية في مدن وبلدات محافظة الحسكة، وأدى بعضها إلى وفيات جميعها من الأطفال والنساء، كما أصيب آخرون بحروق من درجات مختلفة نقلوا إلى مشافي دمشق.

وقتلت الحرائق الناتجة عن مدافئ المازوت والكاز والتيار الكهربائي مؤخرا  8 أطفال و3نساء وأصابت آخرين، فتوفيت طفلتان وأصيب 5 أشخاص  الشهر الماضي في مخيم الهول للنازحين نتيجة احتراق الخيام بسبب مدفأة الكاز المقدمة كمساعد إنسانية من المنظمات.

أسباب الحرائق

 ويرجع مهندس البتروكيماوي (أسامة الحربي) انفجار اسطوانات الغاز إلى أسباب فنية تعود لاختلاف تعبئة الغاز المستورد من كردستان العراق عن المعبئة في معمل غاز السويدية والذي يخضع حاليا لسيطرة الادارة الذاتية الكردية.

الإدارة التي أسسها حزب "الاتحاد الديمقراطي" عام 2014 ، تعتمد على فنيين وليس مهندسين في أغلب الأحيان  إمّا نتيجة هجرة المهندسين أو لأسباب تعتمد على الولاء لها، وترك بعض المهندسين للعمل بعد خضوع آبار النفط والغاز لسيطرة  الحزب، وهذا قد يؤثر على جودة انتاج اسطوانات الغاز.

معايير غير متطابقة

وأضاف الحربي أن قرابة 13 ألف اسطوانة منتجة من معمل غاز السويدية نظامية من ناحية الجودة، لكن أوزانها غير دقيقة وطريقة اغلاقها غير محكمة بالشكل الصحيح بعض الأحيان، ورغم ذلك تباع حاليا بأسعار تتراوح بين 2400 و 2500 ليرة سورية بالمراكز، وأكثر من ذلك في السوق السوداء.

أمّا انفجارات مدافئ المازوت، والتي تعد بالعشرات خلال هذا الشتاء، فتعود إلى  سوء نوعية المحروقات، لأن الأهالي يعتمدون على الأنواع الرخيصة من المازوت المكرر  أو العراقي المستورد من كردستان العراق وذلك لرخص أسعاره بالمقارنة مع المازوت "المازوت" السوري المنتج محليا.

ويعتبر الديزل العراقي "المازوت الاخضر" هو الأخطر، لاحتوائه على كمية أكبر من الغاز المشتعل والذي يسبب اشتعالًا سريعًا ومفاجئًا للمدافئ وأحيانًا انفجارا في "طاسة المازوت" المركبة على المدفأة وتحويلها الى قنابل موقوتة قابلة للانفجار بأي لحظة.

أمّا الديزل المكرر والذي يعد الأسواء بين المحروقات المستخدمة في التدفئة وذلك بسبب احتواءه على كميات كبيرة من الرصاص والكبريت، الذي يعطيه رائحة نتنة شديدة، وفق ما يصف "أبو أحمد صاحب حراقة (مصفاة بدائية).

ويقول أبو أحمد إن عملية تكرير المازوت عبر حرقة داخل صهريج على النار  باستخدام قطع بلاستيكية أو بقايا عمليات الحرق السابقة، لا تنتج المازوت الصافي بل تخرج مزيجا من المشتقّات النفطية، فيها نسبة من الكبريت والرصاص، والغازات سريعة الاشتعال.

وأضاف إن وضع "دبو الصوبة"  (عبوة المازوت)  على المدفأة لتغذّيها بالمازوت بشكل بطيء يجعل المازوت  أكثر سخونة من الوضع الطبيعي  ومع انطلاق الغازات بوجود حرارة عالية من المدفأة يجعل احتمال اندلاع حريق كبيرا.

 وحددت الإدارة الذاتية سعر ليتر المازوت النظامي بــ 50 ليرة سورية ولكنه غير  متوفر بالأسواق لذلك يلجأ الأهالي إلى شراء  المازوت العراقي المستورد أو المازوت المكرر وسعره في السوق السوداء 125 ليرة.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات