خطف وفدية وعمليات اغتيال.. ماذا يجري في مناطق ميليشيا قسد؟

خطف وفدية وعمليات اغتيال.. ماذا يجري في مناطق ميليشيا قسد؟
منذ أن استولت على مناطق واسعة بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، تشهد مناطق سيطرة ميليشيات قسد انفلاتاً امنياً كبيراً تزامن مع عمليات خطف واغتيالات طالت مدنيين وعناصر من الميليشيا نفسها، الأمر الذي دفع العديد من المدنيين للتظاهر والاحتجاج ضد الميليشيا مطالبة إياها ضبط الوضع.

عمليات خطف تنتهي بالقتل

يقول "عبد العزيز.ح" وهو أحد سكان بلدة (أبو خاطر) التي تسيطر عليها قسد بريف دير الزور في حديث لـ "أورينت نت"، إن "مناطق ريف دير الزور الشرقي شهدت العديد من عمليات الخطف والقتل مؤخراً وخاصة في بلدات هجين وأبو الخاطر و الشعفة والقلعة والكهاري، وكان آخرها في بلدة (ذيبان) بريف دير الزور حيث قامت مجموعة مسلحة ترتدي الزي العسكري لميليشيا قسد باختطاف المدعو (أحمد العلوان) وهو شاب في العشرينات من عمره وينحدر من بلدة (محكان) وتم اختطافه من سوق الغنم في بلدة ذيبان، وبعد اختفائه بأيام بدأت المفاوضات مع أهله حيث تم طلب مبلغ 100 ألف دولار أمريكي وبعد مفاوضات تم تخفيض المبلغ إلى 25 ألف دولار وذلك بعد أن أرسل الخاطفون مقطع فيديو لذوي الشاب وهم يعذبونه، وبعد دفع المبلغ المطلوب تم قتل الشاب ورميه في البادية".

يضيف: "بعد مقتل الشاب بدأت تظهر روايات أن العصابة الخاطفة هي خلية للنظام تعمل في المناطق التي تسيطر عليها قسد، لكن بقيت هذه الروايات محض توقعات لا أكثر وهذا بدوره أدى لحالة غليان بين عشيرة الشاب وبين عناصر قسد بعد أن حاول ذوو الشاب إلقاء اللوم عليهم فيما حدث"، مشيراً إلى أن أقارب الشاب خصصوا مبلغ 5 ملايين ليرة سورية لمن يدلي بمعلومات عن الشخص الذي استلم الفدية والذي ظهر (غير ملثم) وبكل جرأة لافتاً إلى أنه في الغالب (مدعوم) من أحد قادة ميليشيا قسد البارزين.

في وضح النهار.. عملية اغتيال لعناصر قسد

ولم تمضِ ساعات على عملية اختطاف الشاب في البلدة المذكورة، حتى أعلنت قسد اغتيال ثلاثة من عناصرها في سوق الخضار ببلدة "ذيبان"، حيث قام شخص مجهول بإطلاق النار عليهم وقتلهم  قبل أن يلوذ بالفرار.

"ف.ج" وهو شاب من سكان بلدة ذيبان وممن شهدوا حادثة الاغتيال في سوق البلدة والذي رفض الكشف عن اسمه كاملاً لدواعٍ أمنية قال في حديث لـ" أورينت نت"، إن عملية الاغتيال تمت قبل أيام حيث قام شخص مسلح بإطلاق النار على عناصر قسد البالغ عددهم ثلاثة في سوق الخضار ببلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي ثم قام بتخليصهم سلاحهم وأطلق النار في الهواء قبل أن يلوذ بالفرار".

فيما تحدث ناشطون عن عملية اغتيال أخرى طالت ستة عناصر آخرين من قسد بعد مطاردة سيارتهم على الطريق الواصل بين ذيبان  - البادية حيث قامت سيارة بداخلها ملثمين بإطلاق النار عليهم وقتلهم جميعاً دون ترك أي أثر يدل على هوية الفاعلين وهو ما أدى لحالة استنفار أمني في صفوف الميليشيا.

احتجاجات وقسد تقمع المظاهرات

ومنذ الشهر الماضي تشهد مدن وبلدات ريف دير الزور الشرقي وحتى المدن الواقعة في أرياف الرقة الشمالي والشرقي والغربي احتجاجات بين الفينة والأخرى ضد عناصر قسد، وذلك بسبب تردي الأوضاع المعيشية واحتكار الأخيرة لمعظم المواد التي تدخل مناطق سيطرتها وخاصة المشتقات النفطية، فيما كانت أشد الاحتجاجات وأكثرها ضراوة عندما هاجمت مجموعة من الشبان ينحدرون من عشيرة (البوخميس) مقر الأسايش التابع لقسد في بلدة المنصورة بريف الرقة الغربي وقاموا بإحراقه بعد مقتل أحد أبناء عشيرتهم على يد الميليشيا خلال محاولته الفرار من التجنيد الإجباري حيث تمت ملاحقته وإطلاق النار عليه.

وأكد ناشطون أن ميليشيا قسد قابلت هذا الهجوم بزج تعزيزات كبيرة إلى البلدة وقام عناصرها بإطلاق النار في الهواء واعتقلوا العديد من الشبان، فيما كان لمناطق دير الزور النصيب الأكبر من القمع لاسيما في ظل الاحتجاج المستمر على سياسات قسد والوضع المعيشي والأمني السيء الذي تمر به بلدات ريف دير الزور في ظل سيطرة قسد عليها.

الجدير بالذكر أن معظم المناطق السورية بما فيها التابعة للنظام والمعارضة والأطراف الأخرى تشهد انفلاتاً أمنياً ترافق مع عمليات اغتيال وخطف وسرقات وهو ما أدى لحالة من الفوضى وتردي الوضع المعيشي بالنسبة لقاطني تلك المناطق وتسلط فئات استغلت المدنيين لتحقيق غايات شخصية.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات