ما مصير "قسد" بعد القضاء على "داعش" في سوريا؟

ما مصير "قسد" بعد القضاء على "داعش" في سوريا؟
تتجه الأنظار إلى منطقة شرقي الفرات التي تعيش منذ أشهر على وقع الوعيد التركي بعملية عسكرية تستهدف ميليشيا "الوحدات الكردية" التي تقود ما يسمى بـ"قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، خاصة وأن الحرب على تنظيم "داعش" شارفت على الانتهاء، إن لم تكن انتهت مع انحسار المساحة التي يسيطر عليها التنظيم إلى كيلو متر مربع واحد شرقي دير الزور، وقرب الموعد الذي حددته الولايات المتحدة لبدء انسحاب قواتها من سوريا في نيسان/ أبريل المقبل. 

ومع قرب الإعلان عن نهاية التنظيم، تتاصعد التصريحات التركية عن القضاء على "الإرهاب وتأمين الحدود الجنوبية مع سوريا (شرق الفرات) الأمر الذي يجعل "قسد" لوحدها في مواجهة تركيا، التي تعتبر "حزب الاتحاد الديمقراطي" وأذرعه العسكرية "منظمات إرهابية"؛ بالمقابل تنتظر ميليشيات أسد الطائفية على الضفة الغربية من نهر الفرات الفرصة المواتية للتدخل، خاصة بعد فشل المفاوضات بين النظام و"قسد" في إحراز أي تقدم، فالأخيرة تريد الاعتراف بـ"إدارة ذاتية" خاصة في الشمال السوري، بينما يريد النظام عودة الوضع إلى ما قبل 2011. 

 داعش لن ينتهي!

يقول الباحث السوري الكردي (بدر مصطفى) إن "الولايات المتحدة والتحالف الدولي الذي تقوده لن ينسحبوا من سوريا، ويتسببون بإحداث فراغٍ أمني لا تُحمد نتائجه، فإنهاء التنظيم في البقعة الأخيرة تحت سيطرته في سوريا، لا تعني نهايته الفعلية، فبذور (داعش) تمتد إلى مرحلة تدفق أصحاب فكر الجهاد العالمي إلى العراق اثناء العملية الأمريكية التي استهدفت نظام (صدام حسين)، وإذا قمنا بإضافة الفوضى الأمنية في سوريا، فهذا يعني أن التنظيم سيكون متواجداً في منطقتنا سواءً بصورته الحالية أو بصور أخرى".

ويشير "مصطفى " في حديثه لأورينت نت إلى أن الملاحظ بالتحرك الأمريكي هو الهدف "إلى إبقاء الأمن في المنطقة مستتباً، والقيام بعملية سحب الجنود مع توظيف قواتٍ مؤلفة إما من الدول الأوربية أو من بعضها، بالإضافة لبعض الدول الاقليمية وبشكلٍ خاص تركيا".

نهاية "قسد"

ويرى (مصطفى) أن "أي اتفاق بين النظام و(قسد) سيعد فيه النظام هيكلية (قسد)، حيث يقوم النظام حالياً بأنهاء التشكيلات غير رسمية أو الشبه رسمية بضمها لقواته، وإذا ما تم أي اتفاق مع النظام فسيكون مصير (قسد) الحل ضمن إحدى هذه التشكيلات، وتحويل جزء منها لشرطة محلية، فسياسة النظام إلى الآن تتمحور حول عدم قبول ظهور بدائل وشركاء محليين، ولا مانع لديه من الشركاء الدوليين، فالأولى هي مشروع بديل، والثانية هي بحاجة لهيكل النظام مهما قوى نفوذها ضمن الدولة السورية".

كيف يمكن "لقسد" حماية نفسها؟

وبحسب الباحث السوري، فإن "هناك حلول عدة يمكن (لقسد) أن تنتهجها لتجنب حدوث عملية عسكرية تركية، منها المنطقة الآمنة المقترحة أمريكياً، وهي إن تمت دون حدوث تدخل عسكري مباشر ستكون الأفضل لأهالي المنطقة بشكلٍ خاص" مشيراً إلى أن "الاحتمال الثاني هو السير في اتفاقٍ مع القوى العشائرية، برعاية السعودية والإمارات، وقبول عودة بيشمركة روج آفا".

ويلفت إلى أن هناك ما اسماه "الاحتمال الأضعف.. يتناول في مرحلته الأولى انسحاب عناصر حزب العمال الكُردستاني، واستلام قيادة كُردية/عربية، (لقسد ووحدات حماية الشعب) والثانية إحداث اتفاق هدنة وتعاون بين قوات (قسد)، وفصائل المعارضة في منطقة درع الفرات، أي شرق وغرب الفرات، وهذا الاحتمال رغم ضعف احتمال حدوثه إلا إنه الأفضل للسوريين من ناحية إبعاد شبح الحرب عن المنطقة الشرقية" على حد قوله.

لا مستقل لـ"قسد" بسوريا

من جهته يقول الباحث (مهند الكاطع)، إن التشكيلة الأساسية لـ"قسد" بوصفها جزء من تنظيم ليس سورياً، قد حدد أفق العلاقة للقوى الدولية الفاعلة في الشأن السوري على هذا الأساس، واتسمت العلاقة بين الأمريكان وبينهم على أساس التحالف التكتيكي، بغية استخدامهم عسكرياً كأداة ضغط ونفوذ على المستوى المحلي وكذلك الإقليمي، ولَم تسمح بتطور العلاقة معهم إلى أي إطار سياسي. الروس والنظام كذلك استخدموا الميليشيات الكردية (قسد الحالية) في إطار مصالح النظام في قمع المعارضين أو قتال فصائل المعارضة.

ويشدد (الكاطع) بحديثه لأورينت نت على أنه لا يمكن الحديث عن أي مستقبل لميليشيات (قسد) في سوريا، فذلك مرفوض داخلياً كونها ميليشيات غير سوريا وتحاول فرض مشاريع استيطانية إحلاليه، فضلاً عن أنها ستمنح الدول الإقليمية مبرراً للدخول إلى سوريا، لما تشكله هذه الميلشيات من خطر على أمنها القومي، ولذلك نستطيع الوصول لنتيجة بأنّ هذه الميلشيات سيتم حرقها قريباً مع الوصول لـ"توافقات دولية" حول الشروع في عملية الحل السياسي، وربما قبل ذلك إذا جرى التوافق على بديل لـ"قسد" المرحلي في المنطقة.

دور وظيفي لم ينته

ويذهب في هذا اتجاه أن تنظيم "داعش" لم ينته بعد، رئيس تحرير موقع الشرق نيوز المعارض (فراس علاوي) قائلاً: "لا أعتقد أن الدور الوظيفي لقوات (قسد) لم ينته بعد، فالقضاء على تنظيم (داعش) عسكرياً لا يعني تحقيق نصر نهائي عليه. هناك أدوار أخرى سيمارسها التنظيم تقتضي أدوار مقابلة من (قسد) في المنطقة في ظل عدم وجود حليف محلي".

ويتابع (علاوي) بحدثيه لأورينت نت أنه "حتى اللحظة صورة ملئ الفراغ بعد (إعادة التموضع الأمريكي) خارج الحدود السورية وبالقرب منها ضبابية، وبالتالي هناك أدوار أخرى يمكن أن تلعبها قسد في تلك المناطق أبرزها الدور الأمني.. خاصة في ظل وجود خلايا نائمة للتنظيم اعترف بوجودها قادة أمريكيين".

ويشير (العلاوي) إلى أنه "بالمقابل قد نشهد إعادة تشكيل وصهر وربما تغيير بالهيكلية لـ(قسد) تصل إلى حد تغيير تحالفاتها الفصائلية، خاصة العربية والتخلي عن ارتباطها العضوي مع حزب العمال الكردستاني، ما يتوافق مع توافقات تركية أمريكية".

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات