هل تستحوذ إيران على قطاع الاتصالات في مناطق ميليشيا أسد؟

هل تستحوذ إيران على قطاع الاتصالات في مناطق ميليشيا أسد؟
أفادت مصادر موالية للنظام بأنه سيتم افتتاح شبكة خلوية ثالثة من الجانب الإيراني لتدخل العمل ضمن مناطق سيطرة ميليشيا أسد خلال الأيام القادمة، لتكون ثالث شبكة في سوريا غير (سيرياتيل) التي تتبع لرامي مخلوف أبن خال بشار الأسد و( إم تي إن) ذات الملكية اللبنانية بشراكة سورية .

ومنذ بداية دخول الهواتف النقالة إلى سوريا بقي قطاع الاتصالات حكراً على هذه الشركتين رغم محاولات دخول شركات عربية للمنافسة والاستثمار في سوق الاتصالات السوري كشركة (زين الكويتية)، ولكن الشروط التي كانت توضع من قبل ميليشيا أسد من خلال فرض ضرائب باهظة على هذه الشركات، كانت سبباً  في منعها من الاستثمار. 

ويرى مراقبون بأن إيران تسعى إلى دخول قطاع الاتصالات الذي يدر أرباحا باهظة، وذلك بعد كسر احتكار رامي مخلوف لشبكة الاتصالات؛ حيث إن الشركة الإيرانية ستدخل السوق السورية بتخفيضات تمكنها من الاستحواذ على  أكبر قدر من المشتركين.

ويقول (محمد شاهر) وهو مسؤول في أحد أقسام شبكات الخليوي إن : "الاحاديث عن دخول شركات اتصالات إلى سوريا بدأت منذ عام 2010 عنما تقدمت شركات (كيوتل القطرية) و(زين الكويتية) و(تركسل التركية) للدخول إلى سوق الاتصالات السورية، ولكن مع اندلاع الثورة السورية توقفت تماماً المفاوضات لدخول هذه الشركات".

مكاسب إيرانية

ويضيف ( محمد شاهر) أن قطاع الاتصالات السوري يعاني بشكل كبير بسبب تضرر أبراج التغطية وخروج مناطق كثيرة عن الخدمة، بالإضافة إلى حالات سرقة بشكل ليومي لقطع شبكات الاتصالات، حيث أن دخول شركة الاتصالات الإيرانية في هذا الوقت سيفرض عليها دفع مبالغ مالية ضخمة من أجل تخديم المشتركين.

ويشير (محمد شاهر) إلى أن إيران تريد تحقيق المكاسب من خلال دخول سوق الاتصالات بعد التكلفة الباهظة التي وضعتها في سوريا، ولكن مع خروج مناطق واسعة عن سيطرة نظام الأسد ووجود شركات أخرى في ظل الوضع الأمني والمضايقات التي ربما تحصل من قبل الشركات الأخرى، لن يعود عليها بالربح التي ترغب في الحصول عليه.

وكان وزير الاتصالات والتقانة السابق في حكومة الأسد علي الظفير، وعد الموالين للنظام في نهاية عام 2017 أنهم “سيسمعون أخبارًا قريبًا حول إدخال مشغل ثالث في سوريا”، إضافة إلى إطلاق “الجيل الرابع” في إشارة إلى دخول شركات اتصالات إلى سوريا ولكن لم يتم هذا الأمر لتعود الأخبار من جديد عن دخول الشبكة الإيرانية.

ويقول الناشط الصحفي (مجد فيصل) لأورينت نت أن : "دخول المشغل الإيراني على مناطق سيطرة ميلشيا أسد من شأنه كسر هيمنة سيطرة سيرياتيل بشكل خاص والتي تتبع لرامي مخلوف، الذي يجني الأرباح الباهظة من وراء قطاع الاتصالات والتي وصلت في عام 2010 إلى أكثر من مليار دولار تعود لملكه الخاص".

السيطرة على قطاع الاتصالات

ويضيف (الفيصل) أن السيطرة على قطاع الاتصالات من قبل إيران ستكون بشكل إجباري على نظام الأسد وليس دخول الشركة الثالثة هو بشكل اختياري، لأن هذا الأمر بات مقترنا بوجود عسكري إيراني في سوريا وبشكل كبير في المناطق الموالية بريف دمشق الجنوبي ومنطقة السيدة زينب.

وحول المشتركين الذين تستهدفهم الشركة الإيرانية يشير ( الفيصل) أن : " إلى أن أكثر من 2 مليون إيراني يأتون إلى مقام السيدة زينب في جنوب دمشق بشكل سنوي بالإضافة إلى مئات آلاف السوريين الذين يبحثون عن العروض الأقل سعراً، هم الذين يمكن أن يكونوا المشتركين الجدد للشركة الإيرانية، في حال طرحها أسعاراً منافسة وممكن أن تقضي على الشركات الأخرى خلال فترة وجيزة".

ويستفيد  أكثر من 10 ملايين سوري من خدمات شركتي (سيرياتيل) و(أم تي أن) قبل 2011 بحسب أرقام وزارة الاتصالات، التي أوقفت تحديثها بعد انطلاق الثورة وخصوصاً مع خروج مناطق واسعة عن سيطرة ميلشيا أسد وعدم وجود تغطية لهذه الشبكات بشكل كامل.

ويقول الباحث في الشؤون الإيرانية د.(جلال المعروف) أن  : "إيران تسعى إلى خلق استثمارات في جميع الدول العربية التي تملك نفوذاً فيها، حيث تحاول الاستثمار في القطاع النفطي في العراق من خلال بيع النفط الإيراني عن طريق العراق وفي قطاع الاتصالات في سوريا وزراعة المخدرات وبيعها في مناطق سيطرة حزب الله اللبناني".

ويضيف( المعروف ) أن من شأن هذه الاستثمارات إيجاد مدخول للحكومة الإيرانية في ظل العقوبات المفروضة عليها وتغطية للنفقات التي تضعها في هذه الدول على الميليشيات الموالية لها، من أجل إكمال مشروعها في سوريا ولبنان والعراق واليمن.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات