ورغم أن البرنامج ينتقد كل السياسيين اللبنانيين من كل الطوائف... بدا أن نصر الله قد غدا أعلى من مرتبة النقد أو المساءلة، أو حتى "التنقير" عبر نكتة لطيفة في بلد لطالما تغنى بهامش الحرية وسلاطة لسان الإعلام!. الثورة السورية استطاعت أن تجرد (السيد حسن) من هذه الهالة... أنزلته من مكانته المصطنعة ولو بالبلطجة والتهديد، وأعادت طرح تناقضات شخصيته وازدواجية مواقفه البشعة من دماء السوريين على المحك!
واليوم وبعد ما يقرب السنتين على إنطلاقة ثورة إسقاط كل الأقعنة والشعارات والأوهام والأكاذيب، بات زعيم ميليشيا حزب الله مادة دسمة لرسامي الكاريكاتير، خصوصاً مع موقفه المخزي تجاه ثورة الشعب السوري الذي احتضن أبناء الجنوب أثناء عدوان إسرائيل عليهم، وتقاسم معهم قوت يومه بخلاف ما يلاقيه اللاجئون السوريون في لبنان اليوم من كرم ضيافة عون وحليفه نصر الله، التي تشبه حفاوة (الأيتام على موائد اللئام)!
نصرالله في رسوم كاريكاتير الثورة السورية: عمة طائفية، عينان تلمعان بالمكر، جبين يتصبب عرقاً حين يكون الانفعال المسرحي أقل إقناعاً من سخافة المنطق، وعهر الخطاب... إنه صورة أبدع رسامو الكاريكاتير في تشكيل انحطاطها الأخلاقي، متلبسة بديماغوجيا سياسية رثة... لم تعد قادرة على إقناع أحد!
باختصار: لم يستطع نصر الله الخروج عن عباءته الطائفية، ورفض أن يدخل التاريخ من الباب الذي لطالما ادعى أنه يملك مفتاحه.. باب مناصرة المظلوم والشد على يده، ودعمه في مواجهة الظالمين، وهذه "الشيزوفرينيا" في شخصية زعيم ميليشيا حزب الله، هي أخصب بيئة لإبداع رسامي الكاريكاتير.
التعليقات (14)