صحيفة أمريكية تحذّر من انطلاقة جديدة لـ"داعش" في سوريا والعراق

صحيفة أمريكية تحذّر من انطلاقة جديدة لـ"داعش" في سوريا والعراق
قالت صحيفة "واشنطن بوست" إنه لا توجد أية إشارة توحي بعودة سيطرة تنظيم "داعش" على أي منطقة مهمة في الوقت القريب، حتى مع انتشار مقاتليه المتبقين عبر المناطق النائية الصحراوية في العراق وسوريا.

إلا أن الخبراء يحذرون من خطورة الأشهر المقبلة والتي من شأنها أن تحدد ما إذا كان التنظيم قادراً على زعزعة الاستقرار في المناطق التي كان يسيطر عليها، خصوصاً أن هذه المناطق لا تزال هشة ويمهد الوضع فيها لانطلاق حراك مسلح من جديد.

وبحسب الصحيفة، ما تزال دير الزور تشكل أرضاً خصبة للمسلحين، حيث تنشط الخلايا النائمة في عدة مناطق، خصوصاً المناطق القروية المدمرة والمساحات الصحراوية الشاسعة التي يصعب مراقبتها.

وعلى الطرف الحدودي من العراق، تمكنت الحكومة المركزية هناك من السيطرة على الأماكن التي كانت خاضعة لـ"داعش"؛ إلا أن الفساد والتمييز الطائفي، وانعدام الثقة بين السكان وقوات الأمن، كلها عوامل تشكل بيئة خصبة لظهور حراك مسلح جديد، تماماً كما ظهر "داعش" في الماضي.

مخاوف لدى السكان

ويعتقد أن مئات المتشددين قد تمكنوا من الفرار من منطقة "الباغوز" في غضون الأسابيع الأخيرة، بعد أن دفعوا للمهربين مبالغ كبيرة؛ مقابل تأمين عبور آمن للحدود العراقية أو حتى للمناطق التي يسيطر عليها نظام الأسد، وذلك وفقاً لدبلوماسيين غربيين. 

وكانت "قسد" أفرجت الأسبوع الماضي عن 283 سورياً عملوا مع "داعش" تحت ذريعة "عدم تلوث أيديهم بالدماء" وإن هذه بادرة "تعاون وأخوة"؛ إلا أن أحد المصادر قال للصحيفة، إن الهدف كان لضمان ولاء القبائل المحلية التي طالبت بفك الحصار عن أقاربها، وأضاف المصدر "لا أحد يعلم كيف ستنفذ صفقات كهذه في المستقبل، وهي تشعر العديد من الناس بعدم الراحة".

ويشعر السكان المحليون بعدم الأمان، بسبب وجود "قسد"، حيث قال أحد السكان، إنه تم اعتقاله وتعذيبه بعد أن شوهد يستخدم هاتفه في منطقة مجاورة تتعرض للقصف، وأضاف الرجل "كان هناك أربعة محققين، ظلوا يسألوني باستمرار عن الخلية النائمة.. علمت إني بورطة كبيرة، ولكن ماذا يمكنني أن أقول لهم؟".

وضع العراق

أشارت الصحيفة إلى الأوضاع في العراق الذي يواجه تحديات كبيرة مع عبور المئات من مقاتلي التنظيم الحدود من شرق سوريا خلال الأسابيع الأخيرة، وعلى الرغم من التواجد الكثيف للقوات العراقية؛ إلا أنه يعتقد بوجود الألاف من المقاتلين في المناطق النائية.

في شمال العراق، تقوم الخلايا النائمة بخطف وقتل العديد من السكان، كما تقوم بنصب الحواجز لإلقاء القبض على الأشخاص المرتبطين بالحكومة العراقية أو أجهزة الأمن. 

وبحسب أحد المراكز البحثية، يرتكب كل شهر 60 حادثاً عنيفاً تقوم به جماعات مرتبطة بالتنظيم، وتستهدف قوات الأمن والشرطة العراقية السكان السنة الذين عانوا من سيطرة "داعش"، وذلك للثأر منهم، بحجة أنهم متعاونين مع "داعش".

وقالت (مارا ريفكين)، الباحثة في "مركز جامعة يال للقانون" إن "لدى المدنيين أسباب كثيرة للتخوف من الشرطة استناداً على تاريخهم معها في الماضي ولدى الشرطة أسبابها للتخوف من المدنيين الذين يصعب أحياناً تمييزهم عن المسلحين في صراعات غير متكافئة، مما يشكل حالة عدم ثقة متبادلة" وأضافت "التقاء العديد من عوامل زعزعة الاستقرار مثير للقلق بشكل كبير".

لقراءة التقرير باللغة الإنكليزية (اضغط هنا)

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات