كيف تتوزع السيطرة بين إيران وروسيا عسكريا في دير الزور؟

كيف تتوزع السيطرة بين إيران وروسيا عسكريا في دير الزور؟
بعد أن تمكنت ميليشيا أسد الطائفية مدعومةً من قوات الاحتلال الروسي والميليشيات الشيعية الإيرانية من الاستيلاء على مدينة ديرالزور وريفها الواقع غرب نهر الفرات (شامية) إثر معارك عنيفة مع تنظيم "داعش" أواخر عام 2017، تشكلت إثر ذلك خارطة نفوذ مقسمة بين الداعمين الرئيسيين للأسد في ديرالزور.

وطفت مؤخرا على السطح خلافات بين الطرفين تطورت فيما بعد في بعض المواجهات إلى اشتباكات مسلحة أودت بحياة عدد من العناصر والمرتزقة من الجانبين، الأمر الذي يدعو للتساؤل حول أهمية المنطقة التي يحاول كل منهما محاربة الآخر.

لماذا دير الزور؟

تعد محافظة دير الزور ثاني أكبر المحافظات السورية، حيث تقدر مساحتها بحوالي 33 ألف كيلو متر مربع، ويصل التعداد السكاني لحوالي 1300000 نسمة، جلًهم من العرب السنة، بالإضافة للكم الهائل من الثروات الباطنية والموقع الاستراتيجي بالقرب من الحدود العراقية.

وبحسب مراقبين، فإن ديرالزور كانت تقع منذ سنوات في مرمى حسابات معظم القوى الفاعلة في سوريا على رأسها إيران التي تريد توسعة نفوذها، بعد أن استولت بشكل كبير على العراق عبر أذرعها السياسية والدينية والميليشياوية.

المواقع الروسية

يؤكد ياسر (اسم مستعار) وهو موظف في إحدى الدوائر الخدمية في مدينة ديرالزور، أن المظهر العام لمدينة ديرالزور يؤكد تبعيتها لنظام الأسد بدعم من روسيا، مشيراً إلى وجود قوات من الشرطة العسكرية الروسية تنتشر داخل المدينة، لكنها لا تختلط مع السكان؛ إلا قليلاً وخاصة من يتحدث اللغة العربية منهم بشكل ركيك ومعظم هؤلاء من الشيشان، حسب قوله.

وأضاف بحديثة لأورينت نت "لا يوجد قواعد أو مراكز ثابتة لهم في المدينة، لأنهم يسيرون الدوريات بشكل متقطع، عدا وجود حاجز تابع لهم عند معبر الجنينة النهري الذي يصل بين ضفتي نهر الفرات".

ولفت إلى أن لتلك القوة (الشرطة العسكرية الروسية) موقع آخر في قرية مراط وبلدة خشام بالقرب من حقل كونيكو للغاز، الذي تتواجد فيه قوات أمريكية.

وتابع الموظف "القوات الروسية تتخذ من مطار ديرالزور العسكري قاعدة رئيسية لها، حيث يتواجد هناك جنود من الجيش الروسي، بالإضافة للشرطة العسكرية الروسية والقوات الخاصة ومستشارين عسكريين ومدنيين وتكثر الحواجز الروسية في منطقة المطار وإلى بلدة "سعلو" حيث تقيم الشرطة العسكرية الروسية حاجزاً هناك مع بعض العناصر التابعين للأمن العسكري".

وأشار المصدر إلى وجود عدد محدود للقوات الخاصة الروسية في ريف مدينة البوكمال على الحدود العراقية، حيث تقوم بتدريب عناصر تابعين لميليشيا "الدفاع الوطني" بالإضافة لمهمتها الاستطلاعية والتكتيكية، على حد تعبيره.

المواقع الإيرانية 

في هذا الإطار، يقول خالد (اسم مستعار أيضاً) وهو سائق حافلة ركاب يعمل على طريق ديرالزور البوكمال لأورينت نت، إن انتشار حواجز الميليشيات الإيرانية يبدأ من بعد بلدة سعلو (تسيطر عليها روسيا) وإلى مدينة الميادين، حيث يوجد حاجز لـ"الأمن العسكري" وهو شكلي يليه مباشرة حاجز للميليشيات الشيعية التابعة لإيران والتي تقوم بتفتيش العربات والمدنيين.

وأكد أن حواجز الميليشيات الإيرانية تعود سيطرتها لأسماء مختلفة كميليشيا "أبو الفضل العباس" و"فيلق القدس" و"لواء فاطميون" و"حركة النجباء" وتمتاز جميع هذه الحواجز بوجود الأعلام الإيرانية وصور لخامنئي. 

ويوضح السائق بقوله: "في مدينة الميادين تجد غياب كامل للنظام وسيطره شبه كاملة للميليشيات الإيرانية التي تتخذ بعض المدارس مقرات لها" لافتاً إلى وجود عدد كبير من الجنسيات العراقية والإيرانية داخل المياذين بالإضافة إلى عائلاتهم.

ويتابع "بعد مدينة الميادين وإلى مدينة البوكمال تسيطر الميليشيات الشيعية التابعة لإيران على المنطقة بشكل كامل؛ عدا عن وجود بعض الحواجز التابعة لميليشيا الدفاع الوطني التابعة للنظام".

ميزان القوى

يقول المحلل العسكري "منذر ديواني" لأورينت نت، إن إيران سعت منذ البداية إلى الاستيلاء على أجزاء من محافظة ديرالزور وخاصة قرب الحدود، وذلك لتأمين الطريق البري الواصل بين إيران ببيروت وضمان وصول الإمدادات العسكرية لها عن طريق معبر البوكمال - القائم، وكذلك تأمين حلمها في "الهلال الشيعي" الذي تسعى لإنشائه عن طريق نشر التشيع في جميع المناطق التي تسيطر عليها، وخاصة في الأرياف.

أما روسيا فيعتبر "ديواني" أنها تسعى إلى إثبات وجودها عسكرياً في المنطقة من خلال تفاهمات ضمنية مع القوات الأمركية المتواجدة على الضفة الشرقية من نهر الفرات، لضمان مصالحها المادية، وكذلك تحجيم الدور الإيراني عسكرياً، وخاصة بعد عدة اشتباكات حصلت بالوكالة بين ميليشيات موالية لروسيا وميليشيات موالية لإيران في البوكمال والعشاره منذ عدة أشهر.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات