ما دلالات المطالبات الإيرانية لميليشيا أسد بسداد الديون؟

ما دلالات المطالبات الإيرانية لميليشيا أسد بسداد الديون؟
ذكر رئيس لجنة الأمن القومي في مجلس الشورى الإيراني، حشمت الله فلاحت بيشة، أن سوريا مدينة لإيران، مشيرا إلى أنه ناقش مع المسؤولين السوريين ضرورة تسديد الديون، وتابع البرلماني الإيراني بأنه خلال اجتماعه مع المسؤولين السوريين، أعلن كأول مسؤول إيراني أن هذه الديون قانونية ويجب عليهم دفعها.

ونقلت وكالة “إرنا” الإيرانية الرسمية عن فلاحت بيشة قوله في حديث له: "على مدى سنوات من التعاون بين إيران وسوريا خلال الحرب أصبحت على حكومة دمشق ديون كبيرة لإيران، ويجب على حكومتنا إقرار هذه الديون بشكل قانوني مع دمشق".

ويقول الباحث في الشأن الإيراني همام فهيم لأورينت نت أن: "إيران تعي تماما عجز النظام عن تسديد قيمة أي دين في هذه المرحلة وحتى لمرحلة قادمة ليست بالقصيرة، فجاءت المطالبة الإيرانية كنوع جديد من الضغوطات للحصول على نفوذ إضافي وموطئ قدم في مناطق جديدة، لم يسمح لها بالتواجد عسكريا فيها سابقا".

السيطرة على مطار دمشق

ويضيف فهيم أن إيران تسعى من خلال هذه الاستراتيجية للتواجد بشكل منشآت اقتصادية واستثمارية أو استثمار وإدارة منشآت سابقة بغطاء تسديد ديون كمرحلة أولى، ثم تعزيز هذا التواجد عسكريا ًبحجة حماية المنشآت (تمدد ناعم) وبدأت نتائج اللعبة تؤتي أكلها بمنح إيران ميناء اللاذقية بقرار مباشر من بشار ليصبح تحت الإدارة الإيرانية.

 وأشار إلى أن التسريبات التي حصلنا عليها تشير لإمكانية منحهم ادارة مطار دمشق الدولي ايضاً، فتكون ايران سيطرت على أهم منفذ بحري وجوي في سوريا وبغطاء قانوني استثماري (سداد ديون)، في حين أن الموقف الدولي وخصوصاً الإسرائيلي سيظهر عمليا وليس إعلامياً، في حين أنه سيكون هناك موقف للروس ملّاك الميناء الشقيق في طرطوس".

ويقول الباحث والخبير في الشؤون السياسية عبد الرحمن الجيلاتي أن: "باعتقادي الشخصي لا عبرة لهذه التصريحات لأن النظام الإيراني نطام مركزي يقوده رجل واحد فقط لاغير، وكل ما تراه هو مظاهر لذر الرماد في العيون حيث إن المرشد الأعلى خامنئي هو الآمر الناهي في إيران فقط لاغير‏، وخصوصاً أن هذا الكلام لم يصدر عن شخصية مرموقة داخل النظام".

 

ويضيف الجيلاتي أن كل البرلمان الإيراني ليس له دور في صنع القرار هم عبارة عن كومبارس،‏ وخصوصاً أنه قد صدرت قبل ذلك أصوات عارضت الحرب في سوريا وتورط إيران بها، مثلاً احمدي نجاد يخضع للإقامة الجبرية لأنه انتقدها ونائبه يقبع بالسجن بعد أن لفقت له تهم فساد لأنه غرد لتبرير الإنفاق على الحرب، فهم يقولون ان سوريا ستدفع وهذا غير صحيح التصريحات للداخل ولا تمت للواقع بصلة.

موارد نفطية

وقال يحي رحيم صفوي، المستشار العسكري للمرشد الأعلى في إيران علي خامنئي مؤخراً إن سوريا مستعدة لسداد ديونها لإيران من مواردها النفطية والغازية والفوسفات، في حين أن ميليشيا أسد الطائفية قد فقدت سيطرتها على أغلب حقول النفط في المناطق الشرقية والتي تسيطر عليها قسد بنسبة 80 بالمائة من حقول النفط في دير الزور والحسكة والرقة.

ويقول الخبير في الشؤون الاقتصادية أسامة العبدالله: "بحسب تقديرات الأمم المتحدة هو أن متوسط انفاق إيران في سوريا يعادل 6 مليارات دولار سنويا، حيث أن إيران ساعدت النظام  بما يعادل نصف ميزانية دعم الأسعار في الداخل سنويا، وإذا كانت إيران أنفقت هذا الرقم بشكل منتظم خلال ستة أعوام من الحرب السورية هذا يعني أنها دفعت 36 مليار دولار ، وهذا يعادل ثلاثة أضعاف الميزانية الدفاعية السنوية لإيران".

ويضيف العبد الله أن الأرقام الحقيقية تعتبر أكثر من ذلك حيث صرفت إيران في الأعوام الأولى للثورة عندما انهارت ميليشيا أسد مبالغ تصل إلى 15 مليار دولار سنوياً، وخصوصاً في عام 2012-2013و ذلك من أجل دعم المليشيات الإيرانية وتجهيزها وإدخالها للدفاع عن المناطق الموالية وخصوصاً في منطقة دمشق وريفها.

ويختم العبد الله حديثه بأنه مع المشارفة على انتهاء المعارك في سوريا لا تريد إيران الخروج من سوريا دون تحقيق مكاسب سياسية واقتصادية من أجل التعويض على المبالغ الباهظة التي صرفتها مقابل حماية الأسد، والتي أدت إلى انهيارات في الاقتصاد الإيراني الذي يتعرض لعقوبات مستمرة، لذا ستسعى لابتزاز الأسد بشكل مستمر بالديون المرتبة عليه". 

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات