لماذا عززت "تحرير الشام" من تواجدها حول النقاط التركية؟

لماذا عززت "تحرير الشام" من تواجدها حول النقاط التركية؟
عززت هيئة تحرير الشام من وجودها على أوتوستراد دمشق – حلب الدولي، عبر نصب حواجز في المنطقة القريبة من نقطتي المراقبة التركيتين السابعة والثامنة جنوب شرق إدلب، في ظل تنافس بين الهيئة وفيلق الشام لأخذ دور المسؤول عن حماية النقاط التركية.

 وأقامت هيئة تحرير الشام حاجزين على الطرق الواصلة إلى نقطتي المراقبة التركيتين السابعة والثامنة في بلدتي تل الطوقان شرق سراقب والصرمان شرق معرة النعمان بريف إدلب الجنوبي الشرقي، وقد قام الجيش التركي بتأجيل تسيير الدورية الثانية المرتقبة منذ 3 أيام، "لأسباب أمنية"، دون توضيح ما إذا كانت هذه لأسباب تتعلق بالتنسيق مع هيئة تحرير الشام أم بالقصف الجوي المكثف على مناطق متفرقة من إدلب.

مكاسب مالية

 

وقال الأستاذ في جامعة كاراتكن والباحث في الشؤون التركية قتيبة الفرحات لأورينت نت إن: "المناوشة التي حصلت مع حاجز لفيلق الشام لا يتعدى أن يكون موضوع لفت نظر وإيعاز بالوجود. فهيئة تحرير الشام تريد بعث رسالة خفيفة للجانب التركي عن طريق الحليف الرئيسي له في المنطقة بأن الهيئة وحدها من تضمن أي اتفاق".

وأضاف الفرحات أن الاعتماد على الحليف لا يجدي نفعا طالما أن القوة الرئيسة في الشمال هي لها فقط، وبالتالي تدفع الهيئة بأوراقها السياسية من جانب آخر لتكون ضامناً يعمل بديلاً عن الضامن الحليف وذلك لتحقيق مكاسب مالية وإدارية في إدارة المعابر وفتح الطرقات.

وحول علاقة تركيا بتحرير الشام يوضح الفرحات أن التسويق السياسي للهيئة لا يمكن أن يمر من الجانب التركي فقط لأن القوى الفاعلة كروسيا وإيران بالإضافة إلى المجتمع الدولي، كلهم يلتقون في نقطة أن هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية لا يمكن التعامل معها، وكل ما يستطيع الجانب التركي فعله هو الضغط المتواصل على منظومة الهيئة لتتبنى فكرة الشعب أولاً في عدم التأثر بالقرار الإداري والعسكري، وكذلك في تغيير هيكليتها كمنظمة تتبع للقاعدة.

وأشار إلى أنه يمكن أن يتم هذا الأمر في اندماج الهيئة بجسم مدني وعسكري بعيداً عن شعارات القاعدة والإدارة السوداوية لتلقى قبولا أمام الرأي العام والرأي الداخلي خصوصا أن الهيئة في الفترة الأخيرة، بدأت تتجه نحو هذا الطرح من استبعاد العناصر الأجنبية والراديكالية والتي أدت إلى انقسام داخلها.

أهداف "تحرير الشام"

وكان ومن المفترض أن يسير الأتراك دوريات عسكرية في اليوم الثاني من تسييرهم دوريات في منطقة تل الطوقان، حيث إن الوجهة المتوقعة للدوريات هي منطقة مورك وجسر الشغور، ولكن توقف تسيير الدوريات بشكل مفاجئ في حين رجح ناشطون بأن تعود الأسباب للقصف المكثف الذي تقوم به روسيا وميليشيا أسد وبعد تعزيز تحرير الشام لتحركاتها حول القاعدة التركية".

ويقول الباحث في الشؤون السياسية محمد خير الشرتح إن: "تحرير الشام تريد أن تكوت المتفرد الوحيد والشريك الأول للأتراك في الشمال السوري، وذلك من خلال حماية القواعد التركية والارتال التي تدخل للمناطق المحررة لإجبار تركيا على التعامل معها كشريك وحيد في المناطق المحررة والاستمرار في فكرة تسويقها دولياً".

ويضيف الشرتح أن تركيا تريد أن يكون فيلق الشام ذا مسؤولية أكبر في حماية القواعد التركية لأن التعامل معه لا يحرجها دولياً كالتعامل مع تحرير الشام، التي لم تستطع الخروج من التصنيف الدولي ولكن الخطوات التي تتبعها من خلال التخلص العناصر الأكثر تطرفاً ومحاولة تبني خطاب معتدل موجه للغرب قد يساعد تركيا على تسويقها دولياً.

شريك بالاتفاق

ويشير الشرتح إلى أن تعزيزات تحرير الشام على الطرقات لتكون ضمن حسابات الدول الثلاث الموقعة على اتفاق سوتشي في حال فتح الطرقات الدولية، حيث أن سيطرتها على الطرق الدولية (حلب-دمشق) و(حلب- اللاذقية) سيجعلها ضمن الاتفاق أو يكون لها ورقة ضغط مستقبلية في حال كانت هناك رغبة تركية روسية للقضاء عليها.

من جهته يقول الناشط الصحفي مجد فيصل إن تحرير الشام لا تريد الدخول في مواجهة مع تركيا في الوقت الحالي وإنما محاولة ضغط على الأتراك من أجل عدم التفكير باستبدال الهيئة، في حين أنها بنفس الوقت هي على أتم الاستعداد لتنفيذ المقررات التي تتوافق عليها الدول بخصوص الشمال السوري كما حدث في المنطقة المنزوعة السلاح.

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات