أتلانتيك: من سيدفع فاتورة إعادة إعمار سوريا؟

أتلانتيك: من سيدفع فاتورة إعادة إعمار سوريا؟
أشار تقرير لمجلة "أتلانتيك" إلى سؤال جوهري يطرح اليوم بعد ثمان سنوات من اندلاع الثورة "من سيدفع تكلفة بناء سوريا؟".

وتقدر الأمم المتحدة تكاليف إعادة الإعمار بـ 250 مليار دولار أي أربعة أضعاف الناتج المحلي لسوريا قبل الحرب. وتضغط روسيا لكي يدفع الغرب التكاليف المالية، ساهم الدعم العسكري الذي قدمته بإبقاء نظام (الأسد) إلا أنها غير قادرة اقتصادياً على القيام بهذه المهمة. 

وترفض الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون بشدة أي عمليات لإعادة الإعمار قبل حدوث تغيرات سياسية ذات معنى.

نظرياً، قد تؤدي جهود إعادة الإعمار إلى عودة ملايين النازحين السوريين إلى ديارهم إلا أن وجود مناطق في سوريا مدمرة وغير قابلة للحياة يعني أن أزمة اللاجئين التي اجتاحت أوروبا خلال السنوات القليلة الماضية قد تتفاقم. مما يعني أجيالاً أخرى من السوريين تعيش في مخيمات اللجوء تحت رحمة البلدان المضيفة.

تشديد الخناق على المؤيدين

تدخلت روسيا في 2015 لحماية نظام (الأسد) وتثبيت نفوذ إقليمي جديد في المنطقة، وهي اليوم عاجزة عن تحمل تكاليف إعادة الإعمار. اقتصادها في حالة يرثى له ويزداد سوءاً نتيجة للعقوبات المفروضة عليها بسبب غزوها شبه جزيرة القرم الأوكرانية في 2014 وتدخلها في الانتخابات الأمريكية في 2016.

وتعيش روسيا سلسلة من الانتكاسات الاقتصادية بسبب انخفاض أسعار النفط ما عدا أنها مهددة بالمزيد من العقوبات بعد أن استولت على سفن أوكرانية في تشرين الثاني بالقرب من مضيق كيرتش في بحر آزوف.

تضع الولايات المتحدة وأوروبا الانتقال السياسي كشرط مسبق لإعادة الإعمار، بهدف خنق داعمي (الأسد) الداخليين والدوليين، وليعلموا أن الدعم المستمر له سيبقيهم داخل دائرة مغلقة.

وأشار دبلوماسي غربي إلى أن "الأسد هو العقبة الرئيسية أمام إعادة تأهيل سوريا. بالنهاية، سيجد رجال الأعمال العلويون وداعمي النظام الخارجيين، أنه يتحمل مسؤولية الوضع الحالي مما يعني تفاقم المشكلة".

وأضاف قائلاً "أخبروني أنه قبل الحرب، كانت الميزانية تقدر بـ 60 مليار دولار. في العام الماضي، كانت الميزانية 300 مليون دولار، أي 20% مما كان ينفق سابقاً. ليس فقط بسبب عدم وجود المال، بل بسبب عدم وجود القدرة الإدارية والسياسية على بناء البلد".

مأزق الغرب

تساءلت (منى يعقوبيان) من "المعهد الأمريكي للسلام" فيما إذا كانت روسيا تمتلك القوة المناسبة لفرض إصلاحات حقيقة على النظام، لنقل السلطات بعيداً عن دمشق، ولفرض نوع من السلطة اللامركزية.  وقالت "ليس من الواضح على الإطلاق امتلاك روسيا لديها هذا النوع من النفوذ".

ويشير التقرير إلى أن دعم روسيا وإيران المستمر للنظام وسحب غالبية القوات الأمريكية من سوريا والكلام عن إعادة العلاقات مع بعض الدول العربية، عوامل تمنح (الأسد) حوافز قليلة لتقديم تنازلات سياسية.

مع ذلك يبدو (الأسد) في مأزق، لا يستطيع أنصاره دفع تكاليف إعادة الإعمار، ولن يفعل ذلك خصومه الغربيين. أما إيران، الداعم الآخر للنظام، فتعاني هي الأخرى من عقوبات أمريكية مفروضة عليها وليس لديها الكثير لتعطيه.

ويواجه الغرب معضلة أخرى، إذ لا يريد مكافئة (الأسد) عبر إعادة بناء سوريا وتعزيز قبضته على السلطة، إلا أنه لا يمكنه تجاهل الوضع الإنساني الذي يزداد سوءاً دون التحرك لضخ أموال كبيرة للمساعدة.

وقال (نيكولاس هيراس)، الخبير في "مركز الأمن الأمريكي الجديد"، ليس أمام المجتمع الدولي خيارات كثيرة "إما أن يقبل بفوز الأسد في الحرب ويبدأ بإعادة الإعمار.. أو أن يتعايش مع خطر عدم الاستقرار المزمن وثغرات الحكم في مناطق واسعة من الشرق الأوسط".

للاطلاع على رابط التقرير من المصدر

التعليقات (0)

    0

    الأكثر قراءة

    💡 أهم المواضيع

    ✨ أهم التصنيفات